* تأسفت بشدة لما دار في المريخ خلال الأيام الأخيرة على مستوى الإدارة والجهاز الفني وأخشى أن ينعكس ذلك سلباً على فريق الكرة في مباراته المصيرية أمام نده الهلال. * مشكلتنا في السودان إننا نتعامل بالعواطف والحساسيات ونخلق من الحبة قبة مع أي هفوة أو غلطة ونعتبرها نهاية الدنيا.. وللأسف لا نعي الحكمة العظيمة (جل من لا يخطئ) .. والعقلاء وحدهم يتعلمون من الأخطاء والعثرات من أجل مسيرة أفضل. * قضية تحديد مكان مباراة المريخ مع الأهلي كان يفترض أن تحسم بشكل نهائي منذ إجراء قرعة المجموعات.. وحتى إذا حدثت مستجدات كان على مجلس الإدارة الجلوس والتفاهم والنقاش بشكل ودي ليتم اتخاذ قرار موحد يراعي مصلحة النادي واستقرار وتجانس المجلس.. * ونحن نوجه العتاب لرئيس النادي ونائبه لتعاملهما المتنافر والمشاتر حول مكان قيام المباراة بدلاً عن روح الفريق الواحد.. مما يمكن أن يقود للتشرزم والخلافات التي تتسبب في نسف المجلس كله.. وينتهي كل شيء وتضيع كل الأحلام التي بنتها جماهير المريخ من ترشيح وتفويض هذا المجلس.. * كما نوجه اللوم للأقلام وأهل المريخ لانقسامهم بين الرئيس ونائبه بدلاً من السعي لجمعهما على كلمة واحدة فديننا الحنيف يأمر بالصلح بين الاخوين اذا اختصما وتحاشي نصرة أحدهما على الاخر. * يجب نصح الرئيس ونائبه في كل خطواتهما بمراعاة وحدة المجلس وتجانسه حتى يتحقق الاستقرار وينساب العمل بما يرضي الجميع.. وهذه من بديهيات فن الإدارة الناجحة.. * في رأيي الخاص إن استقرار وتجانس المجلس والتفاهم التام بين أفراده أهم من تأهل المريخ أو حتى فوزه بالكاس القاري.. * التعصب في الرأي والعنتريات والتحديات والسعي للانتصار للذات هو أقصر طريق لهدم البنيان كله والدخول في لجة التيه والضياع.. * قلت إنني شخصياً لم أفكر في تحقيق المريخ لانجاز من المشاركة الأفريقية الحالية أو حتى الوصول للمراحل النهائية.. لأن المريخ يمر بمرحلة انتقالية ويعمل حالياً لتجاوز آثار الدمار والخراب الذي حدث في كافة الجوانب من بنيات أساسية وفريق الكرة، ولإعادة الاستقرار حتى تبدأ الانطلاقة مجدداً من قاعدة صلبة بحثاً عن الأمجاد والبطولات.. * لنكن واقعيين فمشاركة المريخ الأفريقية الحالية أهدافها لا تعدو المحافظة على التواجد في المحافل الدولية واكساب الفريق الاحتكاك والتمرس والخبرات الدولية ليعينهم ذلك في قادم المسيرة بإذن الله.. * محاور العمل الرئيسية والاساسية في المرحلة الحالية ينبغي أن تشمل جانبين يفترض أن يتزامن فيهما العمل وهما جانب إعادة تأهيل وإعمار البنيات الأساسية الممثلة في الاستاد والملعب الرديف.. وجانب ترميم فريق الكرة ودعمه وتقويته.. وكذلك الاهتمام بفريق الشباب.. والله الموفق. زمن إضافي * الشرخ الذي حدث في الجهاز الفني بين المدير الفني كلارك والمدرب العام إبن النادي إبراهومة أخشى أن تكون له عواقب وخيمة تبدأ بمباراة القمة المصرية غدا.. ومن المحتمل أن تكون هذه القمة آخر مباراة لابراهومة مع كلارك سواء فاز المريخ أو خسر لا قدر الله.. * الخلاف بين إبراهومة وكلارك بدأ بطريقة اللعب الشتراء والتشكيلة الخاطئة لكلارك في مباراة صن داونز والتي ستر فيها الله المريخ ليفلت من هزيمة ثقيلة وكارثية، وهو ماذكره كل المحللين والنقاد المتابعين للمريخ.. * في مباراة القمة بالقاهرة تم تصحيح أخطاء كلارك في طريقة اللعب والتشكيلة أمام صن داونز وبحمد الله فاز المريخ.. لتخمد شرارة الخلاف بين كلارك وإبراهومة مؤقتاً.. * وجاءت مباراة الأهلي والتي واكبتها سلبيات تمثلت في سوء العمل الدفاعي في التغطية مما تسبب في اهتزاز مرمى المريخ مرتين.. ولكن من الايجابيات عودة الفريق للمباراة وتمكنه من معادلة النتيجة.. ثم جاءت تلك التغييرات وقدر الله أن يخسر الفريق.. * الخسارة أوقدت موجة من الغضب والانفعال والكل ألقى اللوم على الجهاز الفني.. وقد حاول المدير الفني التنصل من التغييرات ويلقي وزرها على المدرب العام إبراهومة.. وهذا خطأ فادح من كلارك بل عمل جبان لأن الجهاز الفني كله يتحمل المسئولية.. كما أن كلارك هو المدير الفني والرأي الأخير يتحمله هو.. فإذا افترضنا إن إبراهومة هو وراء التغييرات فأين شخصية كلارك وأين فكره التدريبي ليعمل على المحافظة على التعادل.. وإن كانت كل القرارات الفنية تأتي من إبراهومة فهذا يعني إن المدبر الفني كلارك قاعد كومبارس ساي. * المهم ما حدث قطع شعرة معاوية بين إبراهومة وكلارك ويستحيل أن يعملا معاً بعد اليوم.. وهاهو ابراهومة رتب للابتعاد سواء كسب المريخ القمة أو خسرها.. إنه أمر مؤسف.. * إلى متى ننظر لكل خطأ أو هفوة كأنها نهاية الدنيا لننصب المشانق والمقاصل.. بدلاً من التعلم من الأخطاء لتصحيح المسيرة.. وجل من لا يخطئ.
