د . مزمل ابو القاسم حاجة آخر تكت!! * افتتنت جماهير المريخ منذ قديم الزمان بجلادي الهلال، واحتفت بكل من تخصصوا في تمزيق الشباك الزرقاء، ابتداءً بالثعلب الزين الشفيع، أول وأشهر هدافي مباريات القمة، ابتداءً بمباراة سوق القش الشهيرة. * بعده توالت السلسلة، وبرز منها النجم الأشهر برعي أحمد البشير، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بموهبته الفذة، وأهدافه البديعة، حتى أطلق عليه القبطان حاج حسن عثمان لقب (القانون)، تشبيهاً له بالآلة الموسيقية الشهيرة، كما سماه البروف علي المك رحمة الله عليه (مزمار هيلين)؛ وكتب عنه: (تُرفع الأصوات بالتحية إلى ساحر السحرة، جامع الجماهير، مزمار هيلين، الذي كانت تتبعه الصبية والشموس أين سار، ويعشقه أهل الملجة والقصيرية والناس كل الناس.. الأغنياء وأهل الفقر المتوسط وعموم الفقراء، ذلكم هو برعي أحمد البشير الذي حلمت الأمة في سباتها ساعة القيلولة بمولده، وتنبأ بإعجازه العرافون والعرافات وقالوا: يجيئكم يا أهل أم درمان ساحر تكون كرة القدم بفعله ضرباً من السمفونية متقنة التراكيب، وتكون كمثل رباعيات بتهوفن الوترية.. وعلمنا من بعد أنه صيّر الكرة إلى فن وإلى حقيقة وإنها الكسرة والملاح)! * ذاعت شهرة برعي حتى تغنت بفنه الفتيات (البنطلون والجزمة لون.. شاتها برعي وجاب القون)؛ وتعددت له هتافات الجماهير (الفن الفن.. برعي الفن). * مع برعي القانون برع رفاقه بقيادة قرعم وجقدول وسري وشبر وطلب مدني، حتى هتفت لهم جماهير المريخ تهدد بهم الهونفيد المجري، الذي صرع الهلال بالتسعة (يا بوجيك قرعم راجيك.. ويا بوشكاش برعي القشاش.. التسعة كتيرة خلاص)! * توالت مسيرة الجلادين تترى، وتضمنت القائمة أسماءً لامعة لنجوم كبار، ساموا الهلال سوء العذاب.. ومزقوا شباكه شر ممزق، منهم جلاد الهلال الأول طلب مدني، الذي تفرد بكونه أول مهاجم يسجل أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في شباك الزبون، ومعه أبو زيد العبد وعصمت معني وباشا بدوي وشرفي وضرار، وفي تلك الفترة (خواتيم الأربعينات ومستهل الخمسينيات) حقق المريخ عدة متواليات على الهلال. * ابتدأت المتوالية الأولى من يوم الأحد 26 يوليو 1947 وامتدت حتى الأحد 8 يناير 1949، وفيها لعب المريخ مع الهلال (20) مباراة، فاز المريخ في (13)، وتعادل الفريقان في (6)، وانتصر الهلال في واحدة فقط، وفي حقبة الخمسينيات تحققت المتوالية الثانية، حيث لعب الفريقان (20) مباراة، وفاز المريخ في (16) وتعادل في (3) وخسر واحدة. * من أشهر جلادي الهلال الهداف عبد الماجد عثمان (ماجد أبو جنزير)، الذي قاد المريخ لسحق الهلال بمتوالية تاريخية نارية، عندما هزمه ثماني مرات متتالية، سجل فيها ماجد أحد عشر هدفاً، ومنهم (الكاروشا) جاد الله خير السيد الذي سجل 12 هدفاً، وسجل الهاتريك في شباك الهلال مرتين، ومنهم الدكتور كمال عبد الوهاب (اختصاصي أمراض الهلال)، ورفيق دربه الفاضل سانتو، والمدرعة بشارة عبد النضيف، ومنهم إبراهومة المسعودية والكوبرا منتصر الزاكي (زيكو)، والملك فيصل العجب. * في الجيل الجديد برز رمضان عجب الذي سجل خمسة أهداف في مرمى الزبون، والسماني الصاوي (الكاوي)، الذي سجل أربعة أهداف (ولديه المزيد). * مؤخراً دخل نجم جديد على قائمة الجلادين الحمر، ونعني به (بطل الحرب والسلام)؛ الدناش محمد هاشم التكت، الذي سجل مرتين ونثق أنه سيوالي تمزيق شباك المدعوم. * الدناش الموهوب دخل التاريخ بهدف ماسي من فصيلة الأهداف النادرة، كالذي سجله الراحل سامي عز الدين (سيزر) في شباك الهلال في مباراة افتتاح جامعة جوبا، بحضور الرئيس الأسبق جعفر نميري. * قهر التكت الهلال في قمة الجنينة (الله لينا)، وأطلق الأفراح في كل أرجاء الكوكب الأحمر، لتترنم جماهير الصفوة بأغنية (الكنينة)، بعد أن حول الدناش المدعوم إلى أروع (جنينة)! * سعدنا بكرباج أبو هاشم، وننتظر منه المزيد من الكرابيج المقطرنة في ظهر الزبون، سيما في قمة كأس السودان المقبلة. * وخلف كل قيصر يفوت قيصر جديد، وأهداف (مطر)، ودمعات حرّى تسيل على خدود الهلالاب عقب كل علقة ينادونها من الزعيم. * تاني بتجوا الجنينة؟ آخر الحقائق * أصبحنا نترقب مباريات القمة بمنتهى التشوق. * من عصراً بدري نضبط القناة، ونتأكد من دقة الرسيفر، وزاوية الطبق، ووصلة الأتش دي. * نلمع الشاشة ونتمِّرها ونخليها ترقش!! * كمان نجهز الشاي والقهوة والعصائر واللقيمات والبسكويتات والكيك بكل النكهات.. وننتظر جلدة الزبون من دون أدنى خوف من المفاجآت! * المدعوم بقى مضمون في الجيب الخلفي! * مثله مثل أي فريق في الممتاز. * طقطقته مسألة وقت. * وحكمة الله.. ديمة عند حسن الظن. * كان من انضرب في الشوط الأول، بياخد المعلوم في التاني! * كان من اكتفى بالمسمار، بياكل المسمارين!! * الشبكة الأوسع مفتوحة بحري. * تستقبل الأهداف من كل الاتجاهات. * إشي باليمين وإشي بالشمال وإشي بالراس. * وكان غلبنا نصنع الأقوان براهم بصنعوها لينا، كما فعل مدافعهم الطيب (جداً) عبد الرازق!! * أمس قابلني مريخابي لذيذ، ابتسم بخبث محبب عندما رآني وسألني (يا دكتور اجتماع لجنة المسابقات لبرمجة قمة كأس السودان متين)؟ * مستعجلين للطقطقة والتكتكة! * مباريات القمة أصبحت حاجة آخر تكت!! * نعم كترت.. لكن ما مسخت يا مريخاب. * ضرب الزبون ألذ من أكل الزبيب والعنب. * مباريات الزعيم مع الهلال أصبحت من المقبلات وفواتح الشهية عند المريخاب. * المسامير الحمراء من كل الأحجام. * إشي قلووظ وإشي غنجي وإشي محيّر وإشي سِنَّة ناعمة وإشي سِنَّة خشنة وإشي مسمار عوير! * عندنا كل أنواع المسامير، وعندهم كل أنواع المواسير!! * وعندهم في المرمى أنبوب بترول مقاس (أبو عشرين).. بوصة!! * طوالي شغال تصريف.. في اتجاه الشبكة الأوسع! * كلما يطلع من القون يقبض رقبة مدافع.. ويجيب من جوة! * وهناك ماسورة ثانية مدغلبة.. تستقبل الأهداف من (أبوجا)! * في مباراة كأس السودان هناك ماسورة ثالثة مرشحة للتدشين بواسطة رمضان بمبان وسيما والدناش! * المدعوم أصبح مثل الكرتلة.. مضمونة ومبرشمة! * لبسوا أزرق كامل اترشوا! * لبسوا أبيض كامل اترشوا! * لبسوا قمصان بيضاء وشورتات زرقاء اترشوا! * لبسوا قمصان زرقاء وشورتات بيضاء اترشوا! * قطن مشروع الجزيرة يقصّر! * طيارات الرش الحمراء شغالة فيهم طول السنة! * جربت فيهم كل أنواع المبيدات! * لبسنا أحمر كامل رشيناهم. * لبسوا أصفر كامل خبتناهم! * لبسنا مبرقط لبعناهم! * الكورة الجاية ناوين نلبس أسود في أسود عشان نسود عيشتهم أكتر! * لقينا لينا جنينة!! * آخر خبر: مباريات الزبون في الصيف والسقط.. بقت حاجة آخر تكت!
