د . مزمل أبو القاسم إلى عنان.. لصيانة سمعة السودان * وددت لو أن مسئولي الاتحاد السوداني للفضائح.. والاستهتار بسمعة البلاد و(كرة الندم) تمتعوا بشيء من القدرة على الإحساس بالخجل، ناهيك عن الشجاعة اللازمة لتحمل المسئولية، والاعتراف بالأخطاء القبيحة والتجاوزات المخجلة التي لا يكاد يمر يوم من دون أن تحدث وتتفاقم داخل الاتحاد. * وددت لو أنهم امتلكوا الجرأة اللازمة لوقف مسلسل الفساد الذي أزرى باتحادهم المتهالك الفاشل الهزيل! * قبل أيام قليلة من الآن تم إقصاء منتخب الناشئين السوداني لكرة القدم من بطولة سيكافا المؤهلة لبطولة أمم إفريقيا للناشئين في إثيوبيا، (رفقة منتخب جيبوتي)، بقرار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بادعاء أن أحد لاعبينا تجاوز العمر الموجب للمشاركة في البطولة العمرية. * نعلم أن اللاعب المذكور اجتاز الفحص الطبي الذي أجري له برفقة زملائه في أحد المستشفيات الخاصة قبل السفر إلى البطولة، وأن إقصاءه تم بالحديث عن قسمات وجهه ليس إلا، ولا نستغرب ذلك من اتحاد تافه مثل اتحاد سيكافا، لكن ذلك لا ينفي أن تزوير أعمار لاعبي المنتخبات السنية يمثل ممارسة راتبة في الاتحاد السوداني لكرة القدم. * بغض النظر عن المسببات التي رددها مسئولي الاتحاد لإثبات عدم صحة القرار وربطه بمؤامرة قيل إنها استهدفت منتخب السودان لإبعاده عن البطولة؛ فإننا لا نستغرب حدوث مثل تلك الكوارث في اتحادنا، لتمام علمنا بأنه درج منذ سنوات طويلة على تزوير أعمار اللاعبين، بعد مخاطبة إدارة السجل المدني والجوازات بوزارة الداخلية بخطابات رسمية، يطلب بها تعديل الأعمار، لتخفيضها كل حين، والمصيبة، بل والكارثة أن الوزارة ممثلة في إدارتيهما درجت على الاستجابة لتلك المطالبات غير المسئولة، لتسهل على الاتحاد سعيه إلى تزوير أعمار لاعبيه، مع أن معظم اللاعبين الذين تم تزوير أعمارهم كانوا يمتلكون أرقاماً وطنية مستخرجة بمستنداتٍ حقيقية. * مرت تلك الكوارث من دون عواقب في ما مضى، وتم بموجبها إشراك لاعب بعمر ولاء الدين موسى في المنتخبات السنية (الناشئين والشباب والأولمبي) حتى بعد أن تجاوز عمره الثلاثين، فأطلقنا عليه لقب (الطفل المعجزة)، وحدثت مع الكثير من زملائه، بمن فيهم بشة الصغير وأبوجا وأحمد وضّاح ووليد الشعلة وغيرهم. * استمرت تلك الممارسة حتى على أيام اتحاد شداد الذي ظل يتشدق بسعيه لمحاربة التزوير، بل تفشت أكثر على عهده واستشرت فيه كل المنتخبات السنية. * أسوأ من ذلك أن تلك الممارسة كانت تتخطى المنتخبات وتستهدف مساعدة بعض الأندية على تسجيل لاعبين كبار السن في الخانات السنية، كما إن منتخب الشباب الحالي يضم في معظمه لاعبين بأعمار مزورة. * لسنا بحاجة إلى أن نردد عبارة (ابحث عن أسامة) عقب كل كارثة أو تجاوز أو فضيحة تزوير في الأعمار أو تعدٍ على المال العام، فالسيد أسامة يمثل (كما أسلفنا من قبل) حالة ميئوس منها، في اتحاد ضعيف، ترك رئيسه الجمل بما حمل لنائبه الأول، كي (يسوط ويجوط ويفسد ويتجاوز) كيفما شاء، وسط صمت مخجل من مجلس إدارة الاتحاد. * ما يحدث في ملف تزوير أعمار اللاعبين يمثل جريمةً جنائية يعاقب عليها القانون قبل أن يشكل تجاوزاً يجب أن يحاسب عليه كل من تورط فيه، سواء من داخل اتحاد الكرة أو وزارة الداخلية وقوات الشرطة، لذلك نتوقع مع سعادة الفريق أول شرطة عنان حامد (مدير عام الشرطة ووزير الداخلية المكلف) أن يفتح تحقيقاً في تلك الوقائع المؤسفة، لا لأنها أساءت لسمعة البلاد فحسب، بل لضمان عدم تكرارها مستقبلاً، بعد أن حدثت عشرات المرات في ما مضى! * لو وقعت تلك التجاوزات في أي دولة تحترم سمعتها وتحرص على صونها لتم إلزام الاتحاد كله بالاستقالة، ولسيِق المتورطون في التجاوز إلى المحاكم من آذانهم، كي يقبعوا خلف القضبان لسنوات طويلة.. لكننا نعيش في السودان، حيث لا وزارة تدقق ولا جهات سيادية تراقب ولا مسئولية ولا حرص على الحد الأدنى من سمعة الوطن. * ولو كان لدينا اتحاد يحترم نفسه ويطبق قوانينه لتمت إحالة أسامة وصحبه إلى لجنة الأخلاقيات كي يعاقبوا بالحرمان من ممارسة أي نشاط يتصل بكرة القدم إلى الأبد.. لكننا نتحدث عن اتحاد يتستر حتى على الفاسدين أخلاقياً، (مثلما حدث في واقعة الأكاديمية)، وهي تتصل بمسئول في منتخب عمري أيضاً، سمح له الاتحاد بأن يستمر في عمله كأن شيئاً لم يكن، ليتواجد بين الصغار بعد أن فعل ما فعل! * سنلاحق تلك التجاوزات بأقلامنا حتى نتأكد من محاسبة كل فاسد ومستهتر ومتجاوز، ومعاقبتهم كي يصبحوا عظةً وعبرةً لغيرهم! آخر الحقائق * من المؤسف أن بعض إعلاميي الهلال استغلوا القضية للنيل من الكابتن محمد موسى لمجرد أنه ينتمي للمريخ. * تعاملوا معها بطريقة مشجعي التيرسو، ومكايدات أنصار طرفي القمة. * محمد موسى فني، وهو ليس مسئولاً عن فحص اللاعبين طبياً للتأكد من صحة أعمارهم. * المهام المذكورة من صميم اختصاص إداريي المنتخبات السنية، ولكن أنّى لهم أن يضطلعوا بها بعد أن أتت بهم المجاملات والترضيات؟ * يعمل اثنان من إداريي المنتخبات السنية سائقين خاصين لشخصيتين بارزتين في الاتحاد. * استن شداد تلك السنة القبيحة عندما عين مدير مكتبه ثم سائقه الشخصي مديرين إداريين في المنتخبات الوطنية. * لم يتغير شيء في عهد اتحاد التغيير، بل إن التغيير حدث للأسوأ. * ما نعلمه أن محمد موسى حرص على التدقيق في اختياراته وطالب إداريي منتخب الناشئين بعدم قبول أي شهادة تسنين، وظل يتشدد في المطالبة بإخضاع لاعبيه إلى الفحص الطبي قبل إدخالهم إلى الملعب. * موسى أنزه من المتسولين ولاعقي أحذية الرجال الذين يستهدفونه. * في المريخ لجأت لجنة التسيير السابقة للجنة الاستئناف الانتخابية للطعن في قرار تكوين اللجنة الجديدة. * اللجنة المذكورة ليست مختصة بالبت في الطعن لأن قرار تعيين اللجنة الجديدة لا يتصل بالانتخابات. * الصحيح أن يتم الطعن لدى لجنة الاستئناف العامة التي يقودها مولانا أسامة فقيري، وهو قانوني ضليع وإداري نزيه لا تأخذه في الحق لومة لائم. * آخر خبر: حذار من التآمر على المريخ بتجاوز القانون.