هاجموا مناوي لأنه ذكر المرتزقة الجنوبيين في الفاشر ويخجلون من ذكر الآلاف المشاركين في المعارك والقتل والنهب والإغتصاب.. أبوعاقله أماسا * في الأيام الماضية ركزت على متابعة بعض الزملاء والمدونين من جنوب السودان بعد حملتهم الرعناء على الحكومة السودانية بسبب ترحيلها لبضعة عشرات من مواطنيهم إلى دولتهم، ولا أخفي بعضاً من المتعة في متابعة بعض من كتبوا بوعي وعمق كبيرين، وبلغة عربية رفيعة ورصانة لا يتجاوزها كل ذو ذائقة وحس..! – تابعت بعض التعليقات الساذجة وهم يردون على أركو مناوي لأنه ذكر المرتزقة الجنوبيين ودورهم في الحرب الدائرة هنا، وعجبت لمنطق بعضهم وهم يتعاملون مع الموضوع ليس بسذاجة فقط.. وإنما ببلاهة منقطعة النظير، يريدون أن يصوروا مشاركة الجنوبيين مع متمردي الدعم السريع حق شرعي وكأن الجنوب لم ينفصل ويرفع علمه وينضم للأمم المتحدة.. ويريدون أن ينتقدوا مناوي على ذكره للجنوبيين ووصفه لهم بالمرتزقة وهم لا يرون الآلاف منهم موجودون بالفعل في ميادين المعارك مرتدين زي الدعم السريع، ولا عشرات المستشفيات التي فتحت أبوابها لاستقبال جرحى المتمردين، ولسذاجة هؤلاء المدونين يريدون إقناعي أنا شخصياً بأن العشرات الذين رأيتهم بأم عيني في الجزيرة والعشرة الذين ماتوا في إشتباك مع فصيل من الهبانية في سوق أبوعشر ليسو جنوبيين، وأن (بوب الدينكاوي) الذي كان يدافع عن (القضية) في إرتكازات أبوعشر ليس دينكاوياً..!! * هاج المدونون الجنوبيون محتجين على ترحيل مواطنيهم من الشمال دون أن يسأل أحدهم نفسه: لماذا يتواجدون هنا وقد أجلت كل دول العالم رعاياها ولم يبق على الأرض إلا المواطن السوداني..!؟ – إذا عجزوا عن الإجابة عن هذه الأسئلة سنجاوب نيابة عنهم من موقع الحدث… فربما لا يعلمون أن مواطنيهم كانوا يتقدمون صفوف المتمردين وهم يهاجمون المدرعات، يموتون بالمئات، وربما لا يعلم المدون المسكين أن مليشيا آل دقلو قد إشترت أرواح الجنوبيين بالدولار وأحياناً بالوعود الكاذبة وتعاملوا معهم كأملاك خاصة يدفعونهم إلى المعارك بالكيفية التي تخدمهم فقط، وعندما يختلفوا معهم يموت الجنوبيين بالعشرات كما كان يحدث في محطة ال(13) بالحاج يوسف حيث مات مئات الجنوبيين التابعين للمتمردين برصاصات من يفترض أنهم زملاءهم، وفي منطقة أبوعشر إشتبكت مجموعة من النوير مع مجموعة من الهبانية وراحت ضحية هذا الإشتباك عشرة أشخاص من النوير ظلت جثثهم مهملة حتى شارفت على التحلل قبل أن يدفنها المواطنين حفاظاً على صحة البيئة. – إحتج الجنوبيون على ترحيل حكومة السودان لبضع عشرات من المخالفين لقانون الهجرة والجنسية وتغاضوا عن حقيقة أنه مايزال هنالك آلاف من الجنوبيين مستقرين بمدن الشمال بدون مضايقات.. يدرسون في المدارس والجامعات دون أن تبدر منهم صفات الفضول وتدفعهم لحشر أنفسهم في شؤون الغير..!! – الواقع الآن أن جنوب السودان قد أصبح دولة مستقلة وجزء من منظومة دولية يجمعها ميثاق الأممالمتحدة، وأن المواطن الجنوبي يعتبر أجنبياً في شمال السودان والعكس صحيح، رغم وجود بعض الإمتيازات المقصودة وغير المقصودة، وأنه يتعين على الجنوبيين أن يحترموا سيادة السودان، كما أن هنالك بعض الحقائق آن الأوان أن تخرج للعلن، وفي طليعتها أن بعض القيادات الجنوبية قد تورطوا في تقديم خدمات لوجستية للدعم السريع في السودان.. إذا كان ذلك بالشكل الرسمي أو الشخصي، وتلقوا مقابل ذلك أموالاً من قيادة الدعم السريع والإستخبارات في البلدين على علم بالتفاصيل.. وهذى يعني أن الجوبيين لم يكتفوا بإيذاء الشعب السوداني عبر تواجدهم في صفوف القتلة والنهابين والمغتصبين.. بل إمتدت المساعدات إلى ميادين أخرى… ومع ذلك يتعمد بعض الناشطين والمدونين الإساءة للسودان مجاهرة بجهلهم..!!