*وهذا أول رمضان للبشير لا يتلقى فيه التهاني الرسمية…منذ ثلاثين عاماً.. *بل ويكون فيه داخل السجن بدلاً من بيت الضيافة الرئاسي.. *وفي انتظاره عشرات القضايا الجنائية…والمالية…والأخلاقية…و الدستورية.. *ولا أدري هل سيجتر فيه بعضاً من جرائمه؟…أم ما زال مذهولاً؟.. *ومنها جريمة إعدام ضباط رمضان – على عجل – قبل ليلة وقفة العيد بيوم.. *وهي الإعدامات التي ارتجف لها الترابي…حسب قوله.. *وذلك لسرعتها…وكلفتتها…وتوقيتها…ووقوعها – وهذه مهمة – بعد وعدٍ بالعفو.. *فالبشير اشتهر بالكذب…والخداع…ونقض العهود.. *ثم بقوة عين – وقلة حياءٍ – يُحسد عليهما يحتج على إعدام صدام صبيحة العيد.. *وكذلك احتج منسوبو حزبه على (لا) أخلاقية هذا الفعل.. *والبشير الآن في السجن…ولكن كثيراً من منسوبي حزبه هؤلاء ما زالوا طلقاء.. *وليست المشكلة في أنهم طلقاء…يجلسون في بيوتهم.. *وإنما في كونهم (طلقاء) داخل مواقع تمكينهم…وأياديهم (مطلوقة) فيما يفعلون.. *والذي يفعلونه هذا من قبيل ما كانوا يفعلونه سابقاً.. *فقط الاختلاف الوحيد أنه بات يُغلف بسلوفان مخادع ؛ يُظهر غير ما يُبطن.. *ولذلك نقول إن الثورة (لسه) لم تنجح.. *ما لم تنجح – أولاً – في تنظيف مرافق الدولة الحساسة من بقايا منسوبي الإنقاذ.. *ونقول الحساسة كيلا نقع في خطأ (التطهير) ذاته.. *فما كل منسوبي الوطني يستحقون (الرمي في الشارع)…كما فعل نظامهم البائد.. *ومن هذه المرافق الحساسة أجهزة الإعلام الرسمية.. *من تلفزيون…وإذاعة…وقنوات…ووكالات أنباء…وفضائيات – وإذاعات – ولائية.. *فهي تبث سموماً بطعمٍ مستساغ ؛ وتحسب أنها ذكية.. *وكذلك الشرطة – والتي لحد البارحة – يُعاقب فيها من يُجاهر بعدائه للإنقاذ.. *أو يجاهر بتأييده للثورة ؛ فالمنسوبون الكبار (قاعدون).. *وقاعدون كبار بتلفزيون السودان الرسمي يفعلون شيئاً غريباً – وعجيباً – البارحة.. *فقد بدو وكأنهم (يلمعون) شخصاً للمرحلة القادمة.. *ليكون رئيساً للوزراء…أو وزيراً كبيراً…أو مسؤولاً رفيعاً…أو عضواً سيادياً.. *فما أن انتهت استضافته في برنامج حتى بدأت استضافة جديدة.. *أي والله العظيم كما أقول لكم ؛ ليس بين البرنامجين سوى (فاصل ونواصل).. *والمذيعان معروفان بتغزلهما الممل في محاسن الإنقاذ.. *والضيف (القاعد ديمة) هو الوليد مادبو…ويُقدم على أنه خبير (حوكمة) عالمي.. *ولا مأخذ لنا عليه…ولكن هذا (التلميع السمج) يثير التساؤل.. *سيما إن كان في منبر إعلامي لا يزال تحت هيمنة منسوبي المؤتمر الوطني.. *ولم تسقط لسه…ولكن ليس كل منسوبي الوطني سيئين.. *فهناك (قلة) من شاكلة الفريق جلال الدين ؛ والذي أقر بأني ظلمته عن جهل.. *وذلك حين طالبت بإقالته من العسكري…مع الاثنين الآخرين.. *فقد تأكدت – بطريقتي الخاصة – من صدق إفادته المصورة.. *بل واستوثقت من دوره في (كلبشة) البشير قبل تنفيذه المجزرة.. *ورغم ذلك لابد من الحذر كيلا تُفاجئنا ثورةٌ مضادة يجري الإعداد لها بليل.. *نظفوا المواقع الحساسة من (الكبار) المشكوك فيهم.. *وبأعجل ما يمكن ؛ فكل يوم يمر – وهؤلاء في أماكنهم – يشكل خطراً على الثورة.. *أو على ثورةٍ لم تنجح (لسه) !!. صلاح الدين عووضة صحيفة الانتباهة