المتفرقون هو الاسم المناسب الذي ينبغي أن يطلق على قبيلة الاتحاديين عقب الانسحاب من الاتفاق الذي مهرته خمسة فصائل من الاتحاديين لنداء الوحدة التي اقترحها كبيرهم السيد محمد عثمان الميرغني بالعاصمة المصرية القاهرة. الحزب الاتحادي يعتبر من الأحزاب ذات القاعدة الجماهيرية العريضة التي نجح حزب المؤتمر الوطني المحلول في تفتيت الأرضية التي كان الاتحاديون يستندون عليها على مر التاريخ، انقسم الحزب لأكثر من عشرة أحزاب اتحادية، كغيرها من الأحزاب التي استطاع الحزب المحلول من تشتيت شملهم.
فخطا الاتحاديون انفسهم خطوة نحو لم الشمل، تلخصت في الوحدة التي نادى بها السيد محمد عثمان الميرغني في وحدة الصف الاتحادي، كأول مبادرة عقب ثورة ديسمبر المجيدة. المبادرة التي هللت لها بعض القوى السياسية بينما تحفظ آخرون على توقيتها، وعلى أهدافها.
قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به وثيقة نداء الوحدة لتعلن بعض الأحزاب الاتحادية الخمسة الموقعة على وثيقة نداء الوحدة الاتحادية رفضها للوحدة التنسيقية التي انعقدت مؤخرا بالعاصمة المصرية القاهرة والتي جمعت عدداً من لافتات الحزب الاتحادي برعاية مولانا محمد عثمان الميرغني، اعلنت تلك الاحزاب تراجعها عن الخطوة التي قامت بها من أجل الوحدة وتلبية لنداء الميرغني.
وأكدت مجموعة وثيقة نداء الوحدة الاتحادية أن هذه الوحدة لن يكتب لها النجاح ولن نؤيدها لأنها لا تعبر عن هوى الجماهير الاتحادية الداعمة للثورة والثوار وتقف ضد الأنظمة الشمولية ومن يساعدوها في البقاء بالسلطة.
وأشار البيان الى أن الهيئة القيادية للوحدة التنسيقية تضم أعضاء كانوا مشاركين في حكومة الإنقاذ ومنهم من كان وزيرا للداخلية وساهم في التصدي العنيف للثوار، وعاب البيان على اجتماعات القاهرة أنها لم تشخص وتحدد أسباب تشظي الحزب او الاعتذار عن الامر ووضع الحلول المرضية للفصائل الممانعة كما أن الوحدة لم تشمل الفصائل الملتزمة بخط ثورة ديسمبر ومبادئها ولم تشجب وتدين الانقلاب العسكري في أكتوبر الماضي.
فيما دعت كافة الأحزاب الاتحادية للتسامي فوق الصغائر والانخراط في وحدة حقيقية تقوم على مبادئ الحزب السامية التي أرساها الآباء المؤسسون ممن ناضلوا ضد الأنظمة الشمولية، وقال البيان ان الاحزاب والفصائل تواثقت على التخلق الثوري الرابع في كيان حزبي واحد باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي وثيقة نداء الوحدة الاتحادية الذي يضم الاتحادي الشرعية الثورية والتيار الاتحادي الحر والتيار الديمقراطي القومي وتجمع المهنيين الاتحاديين.
فيما فند رئيس القطاع السياسي للحزب الاتحادي الشرعية الثورية عبد العظيم محمد صالح اسباب الانسحاب من النداء، وقال ل(الحراك) في الفترة الماضية تم الاتصال وارسلت دعوات لبعض الأحزاب والفصائل المكونة للحزب الاتحادي الديمقراطي الجديد بصفتها الفردية, لحضور اجتماع القاهرة بخصوص الوحدة التنسيقية.
وتابع: كانت الدعوات منفصلة خاصة بكل حزب وفصيل، وقال نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي الشرعية الثورية وصلتنا دعوة مماثلة. وبعد تقييمنا للأمور خلصنا إلى أن الغرض من الاجتماع لا يتفق مع توجهاتنا واهدافنا، ومضى بالقول خاصة واننا قد تجاوزنا مرحلة الوحدة التنسيقية إلى وحدة اندماجية وهي ماثلة على أرض الواقع. وإذا حضر الماء بطل التيمم. إضافة إلى أسباب أخرى.
وقال نحن نقدر السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل كزعيم سياسي قومي وزعيم الطائفة الختمية ونثمن نواياه ومبادرته في الوحدة الاتحادية التنسيقية مبادرته لحل الأزمة السودانية السياسية الخانقة الممسكة بتلابيب الوطن وكادت تقطع أنفاسه. ولكننا انسحبنا من مبادرة الوحدة التنسيقية لأسباب عديدة وعلى رأسها أننا قد اثبتنا أن الوحدة الاندماجية ممكنة طالما خلصت النوايا من أجل الوطن ومن أجل الحزب ليلعب دوره المنتظر . لماذا العودة للوراء لوحدة تنسيقية وإضاعة المزيد من الوقت في أمر اثبتنا امكانية فعله على أرض الواقع.
فيما قال المحلل السياسي صلاح الدومة ل(الحراك): ان سبب اختلاف الاتحادية اختراقها من قبل المؤتمر الوطني والأمن الشعبي ، وتابع : وإذا شعر المؤتمر الوطني والأمن الشعبي أن توحيد الاتحاديين يصب في صالح المؤتمر الوطني يمكن أن يتركهم الذهاب الى الامام . مشيرا الى اختراقها جميع الأحزاب السياسية السودانية وبإمكانه تحريكها كما يشاء.
في ذات الاتجاه، يرى مراقبون أن الحزب الاتحادي جُبل على الانقسام والانشطار، فكل كيان يختلف مع الحزب الرئيس يقوم بتكوين حزب جديد ويطلق عليه اسم الاتحاد، وان (الاتحاد) فقد بريقه عند الاتحاديين.