فى منتصف السبعينيات زرت الهند فى رحلة استمرت شهرا كاملا بدعوة من الحكومة الهندية .. يومها كنت حريصا أن أزور بعض المواقع التاريخية .. فى كلكتا زرت بيت شاعر الهند طاغور أول من حصل على جائزة نوبل فى الشرق وحين طلبت أن أزور ضريحه وجدت نفسى فى المكان الذى أحرقوا فيه جسده على نهرهم المقدس نهر الجانج. وكنت حريصاً أن أزور تاج محل فى مدينة اجرا وهو من أهم الآثار فى العالم وهو ضريح يضم شاه جهان اشهر حكام الهند وزوجته ممتاز محل وقد بناه فى عشرين عاما وشيده مهندس فرنسى، وعلى الضريح يوجد قنديلان صنعا فى خان الخليلى .. وقد أقيم الضريح فى منطقة مرتفعة بحيث يراه شاه جهان من قصره كل يوم من شرفة تسمى برج الياسمين.. وقد رفض أن يتزوج بعد ممتاز محل، كان عاشقا لزوجته ومحبا للعمارة وقبل أن تموت وعدها أن يقيم لها ضريحا تتحدث عنه الدنيا وهو الآن من عجائب الدنيا السبع ويزوره العشاق من كل مكان فى العالم .. ويعتبر تاج محل من أهم الآثار فى العالم وقد اكتسب شاه جهان سمعة تاريخية بسبب هذا الضريح الذى شيده فى قصة حب مازالت حديث الناس بعد مئات السنين.. وقد كنت حريصا على أن اشاهد هذه التحفة المعمارية التاريخية التى قاومت الزمن .. وللأسف الشديد لا يوجد فى تاريخنا العربى مثل هذه الآثار فنحن لا نعرف مكانا دفنت فيه ليلى أو المجنون أو ولادة وابن زيدون فى حين يوجد ضريح شهير للخيام فى نيسابور فى إيران .. ولا أعرف أين دفن المتنبى أو المعرى وحتى مشاهير الحكام العرب لا يعرف مقابرهم أحد .. الشيء الغريب أن قصص الحب فى بلادنا قصص مجهولة ابتداء بالشعراء وانتهاء بالحكام.. فاروق جويدة – بوابة الأهرام
