بالرغم من الجهود المبذولة من الجهات ذات الصلة إلا أن الاعوام الماضية شهدت شكاوى من بعض أولياء الامور من تأخر استلام الكتب بعدد من المدارس، وفي عام 2008م حدثت أزمة في الكتاب المدرسي دخل على أثرها في السوق الاسود.. فهل استعدت وزارة التربية والتعليم لتوفير الكتاب المدرسي مبكراً هذا العام؟ وما الكيفية التي يتم بها طباعة الكتاب؟ ومن المسؤول عنها؟ ولماذا فازت مطبعة العملة بعطاء طباعة الكتاب المدرسي؟ (الرأي العام) بحثت هذه القضية المهمة عبر هذا الحوار: الموقف الحالي يعد الكتاب المدرسي محصلة العمل التربوي والتعليمي وذلك لانها تترجم فلسفة وأفكار وتطلعات وزارة التربية والتعليم والتي هي في حقيقة الأمر فلسفة وأفكار الدولة، لذلك فإن اعداد الكتاب المدرسي عملية بالغة الاهمية ولتفادي شكاوى أولياء الامور في الاعوام السابقة من تأخر استلام الكتب بعدد من المدارس بولاية الخرطوم طرحت وزارة المالية بالولاية عطاء لطباعة الكتاب المدرسي خلال شهر مارس المنصرم لمرحلتي الاساس والثانوي على العكس من العام الماضي حيث تمت طباعة الكتاب المدرسي في مطبعة الولاية (آفاق) وتقدمت للعطاء عدة شركات وفازت بها شركة مطابع السودان للعملة المحدودة والتي انشئت عام 1992م بهدف طباعة العملة. يقول المهندس محمد الحسن الباهي المدير العام لشركة مطابع السودان للعملة المحدودة: حسب قرار رئيس الجمهورية تعمل الشركة وفق قانون الشركات للعام 1925م باستثناء اربعة بنود متعلقة ببيع وشراء اسهم في الشركة وهي غير مدعومة من وزارة المالية. ومثل الشركات العاملة تقدمت للعطاء الذي طرحته وزارة المالية لطباعة الكتاب المدرسي وفازت به ودخلت الشركة في المجال (الكتاب المدرسي) منذ عام 2008م عندما واجهت الدولة أزمة في طباعة الكتاب المدرسي وتدخل فيه نائب رئىس الجمهورية الاستاذ علي عثمان وحث المطابع للمشاركة لانهاء الازمة.. وفي نفس العام 2008م قامت الشركة بتوفير (200) الف كتاب وفي العام الذي يليه 2009م قامت بطباعة مليوني كتاب. وفي العام الماضي تم انتاج ما يقارب ال (4) ملايين كتاب وخلال هذا العام نطمع في انتاج حوالي (10) ملايين كتاب وهذه المرة الأولى التي فيها نشارك ولاية الخرطوم بعد فوزنا بالعطاء وهذا يعود لجودة طباعتنا والاسعار نعتقد أنها مناسبة.. علماً بأننا تقدمنا لهذا العطاء في العام الماضي ولم نفز إذ فازت به مطبعة آفاق التي تتبع لولاية الخرطوم ورغماً عن ذلك اضطرت وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم للاستعانة بمطبعة العملة لاكمال النقص وبحمد الله اكملنا النقص في فترة وجيزة، لذا الجودة والسرعة والاسعار اهلتنا خلال هذا العام للفوز بالعطاء. * برأيك ما أسباب حدوث الأزمة في الكتاب المدرسي؟ - لأن الكتاب المدرسي كان محتكراً لدارالنشر للطباعة ولم تكن لديها الامكانيات التي تمكنها من الطباعة مع ازدياد عدد المدارس والطلاب، بجانب ان دار النشر كانت تقوم بتكليف بعض المطابع الخاصة وعندما انتبهت الوزارة اوقفت العمل وطرحت الكتاب المدرسي مباشرة للمطابع الخاصة والحكومية.. كما اقتنعت الولاية بالتخلي عن مطبعتها وتطرح الكتاب المدرسي في عطاء مفتوح تم نشره عبر الصحف. * كم بلغت قيمة العطاء؟ - حوالي (18) مليون جنيه.. وبدأنا العمل في الطباعة قبل اكتمال العقد توطئة لتسليم الكتاب قبل بداية العام الدراسي الجديد (2011- 2012م) * ما هي المشاكل التي تواجهكم تجاه طباعة الكتاب المدرسي؟ - الكتاب المدرسي سلعة مهمة جداً والنقص فيه يؤدي الى النقص في التعليم واذا بدأ العام الدراسي دون توفير الكتاب المدرسي هذا يعني ارتفاع قيمة الكتاب ودخوله في السوق الاسود كما حدث في الاعوام الماضية، لذا من المشاكل بطء الولايات في طرح العطاءات إذ يجب اعطاء فترة زمنية مناسبة لانجازه بالاضافة الى أن بعض الولايات تعجز عن التمويل، فكثير من المطابع الاخرى لديها المقدرة على المنافسة في العطاءات واحياناً تفوز ولكن تواجهها مشاكل في السداد مما يسبب لها بعض الاشكاليات، لذا يشترط في الطباعة التزام بنكي بالسداد.. وبالرغم من هذه الاسباب قامت مطبعة العملة بالدخول في طباعة الكتاب المدرسي لمحاربة السوق الاسود وتوفيره لبعض الولايات قبل اكمال العقد حيث قامت بتوفيره لولاية «الخرطوم» بنسبة (70%) في العام الماضي. الأخطاء الاملائية حسب ما ورد من بعض الخبراء التربويين هنالك بعض الاخطاء الاملائية في الكتاب المدرسي خلال السنوات الماضية.. كيف يمكنكم تفادي مثل تلك الاخطاء؟ - لم ترد الينا شكوى عن وجود اخطاء ولدينا قسم للجودة وجهاز للمراقبة بجانب ان ادارة المناهج والبحث التربوي بوزارة التعليم العام تراقب انتاج الكتب من المطابع وتمنع استلام غير الجيد، وقبل بداية الطباعة تسلم نسخة ذهبية للادارة ويتم الرد كتابة. مدخلات الطباعة تكلفة الكتاب المدرسي وفقاً ل (المهندس طارق البدري) مدير ادارة الانتاج القومي ل (مطبعة العملة) مبنية على نوع الورق وجودة الطباعة والتلوين (أبيض وأسود وملون) فنسبة قيمة الورق تصل الى (80%) من قيمة الطباعة ولا توجد في السودان مدخلات للطباعة فتأتي من شرق آسيا وجنوب افريقيا والصين وتايلاند ومصر والهند وماليزيا.. والمطبعة شركة تجارية خاصة لكنها كالمستشفى الحكومي همها ليس الربح.