الأسبوع الماضي تعرّضت إحدى قريباتي لمشاكل صحية ذهبنا على إثرها الى أحد المستوصفات المشهورة وبقينا في انتظار الدكتور المعني لمدة اربع ساعات ومعنا العديد من المرضى وبعد اربع ساعات وبمنتهى البساطة جاءتنا الرسالة من الدكتور المعني انه لن يحضر هذا الصباح وعلى من يريد مقابلته الحضور مساءً- هكذا وبمنتهى البساطة. تحولنا الى إختصاصي آخر في نفس المستوصف وبعد الكشف والتحليل بدت على ملامحه الجدية وطلب منا إدخالها المستوصف وإن لم يكن لدينا المبالغ الكافية وهي حوالي (450) جنيهاً في اليوم نصحنا بالذهاب إلى مكان آخر وعلى وجه السرعة وجزاه الله خيراً على ذلك. قادنا الله سبحانه وتعالى إلى الاستشاري الدكتور عبد الرحمن بيري ذلك الاستشاري الانسان الذي حجزها في المستوصف وظل واقفاً معها ومتابعاً دقيقاً لحالة المريضة يأتيها صباحاً ومساءً ورأيته بأم عيني ينهر السستر على أي تقصير في عملها، واجمل ما فيه انه يشرح لنا في كل زيارة ماذا حدث للمريضة وماذا فعل هو وما هي توقعاته، وبعد ثلاثة ايام حينما لم تستجب للعلاج طلب منا نقلها الى إختصاصي آخر لان الامر الآن بالنسبة له قد انتهى وانه من الأفضل نقلها الى مركز القلب للمتابعة اللصيقة وكان يمكن أن ينتهي دوره عند هذا الحد وقد أكمله على خير وجه ولكنه وحتى والمريضة في مركز القلب كان معنا متابعاً، بل ويأتيها في المساء ويتناقش مع الطبيب المباشر. بعد فراغنا من العلاج في مركز القلب الذي أسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه، تابعنا الاستشاري عبد الرحمن بيري بنفسه حتى أعادنا مرة أخرى الى المستوصف وطلب أن يتم غسيل كلى للمريضة وقام بالعديد من الاتصالات حينما لم نجد مراكز شاغرة في ذلك اليوم - تابع الاتصالات بنفسه حتى عثر على كرسي شاغر ونقلنا إليه المريضة ومع ذلك حضر إلينا بنفسه لمركز الغسيل وزار المريضة وتابع حالتها حتى عادت مرة أخرى إلى غرفتها. كل هذا الاهتمام وكل هذا التواضع والاحترافية من استشاري مثل الدكتور عبد الرحمن بيري فعله بدون سابق معرفة به وبدون توصية من مسؤول وبدون معرفة حتى لمن نحن - وأتمنى من بقية الأطباء في السودان أن يحذوا حذو الدكتور عبد الرحمن بيري بهمته العالية وبتواضعه واحترافيته بدلاً من الانكباب على الروشتة والكتابة بدون أي تعليق على ورقة يقدمونها لك وأنت لا تدري ماذا أصابك، وبعد أن تخرج من عيادتهم لا يذكرون حتى من أنت (ده إذا حضروا في مواعيدهم).. جزاك الله خيراً أخي الاستشاري الدكتور عبد الرحمن بيري اختصاصي الباطنية والكلى وأكثر الله من أمثالك ونسأل الله لك حُسن الثواب.