بعد مرور ثمانية وعشرين عاماً من حصولها على عقد تنقيب النفط في جنوب السودان في العام 1980م تبدأ مجموعة توتال النفطية الفرنسية العمل في التنقيب عن النفط بمربع «ب» في مساحة تصل الى «118» ألف كلم مربع بجونقلي. وقررت ان يبدأ العمل خلال الربع الأخير من العام الحالي. ويأتي إعلان المجموعة بداية عملها للتنقيب في وقت بدأت الحكومة السودانية والفرنسية خطوات للتقارب مع توقع دور أكبر للمجموعة الفرنسية في تحقيق الاستقرار غربي البلاد من خلال علاقاته المتميزة مع تشاد، حيث اطلع الوفد الحكومي الذي زار أخيراً فرنسا بقيادة وزير الخارجية دينق ألور ومستشار رئىس الجمهورية مصطفى عثمان المسؤولين بشركة توتال الفرنسية للتنقيب عن البترول الاسبوع الماضي على آخر الخطوات التي اتخذت لبدء عمليات التنقيب خاصة بعد تحفظات الشركة على الأوضاع الأمنية بالمنطقة بالقرب من جونقلي، وكانت تطمينات الحكومة قوية وبالبراهين على أن الأوضاع الأمنية لا تعرقل التنقيب، وقد جاء قرار الشركة بالعمل في هذا المربع بعد تسوية حقوق الامتياز النفطي في أعقاب التنازع بين توتال الفرنسية والنيل الأبيض البريطانية، وكانت مفوضية البترول اتفقت على تسوية النزاع بتولي توتال التنقيب في مربع «ب». ويرى عدد من المراقبين ان الفترة الأخيرة لم تشهد دخول أية شركات جديدة للتنقيب منذ فترة طويلة الأمر الذي أدى الى توقف إنتاج النفط السوداني في حدود ما يقارب نصف مليون برميل يومياً وبالتالي فإن دخول توتال سينعكس إيجاباً على زيادة الإنتاج خاصة وأن تلك المنطقة غنية بالنفط إلا أن مدير العلاقات الخارجية للتنقيب والإنتاج في شركة توتال جان فرنسوا قال إن العمليات ستبدأ خلال الربع الأخير من العام الحالي، وأنه حال اكتشاف النفط فإن الإنتاج لا يمكن ان يبدأ قبل فترة تتراوح بين أربع وست سنوات. وقال وزير الطاقة والتعدين في حكومة الجنوب جون لوك إن توتال أقامت قاعدة عملاتية وتقوم بنقل معدات لبدء عمليات التنقيب عن النفط التي ستأخذ بعضاً من الوقت الى حين توفير الأموال وإقرار الميزانية. ويرى عدد من الاقتصاديين ان بدء عمليات تنقيب توتال مؤشر جيد لدعم مسار الإستثمارات الفرنسية في السودان باعتبار أن توتال تعتبر شركة كبرى وذات خبرة عالمية تسهم في جذب مزيد من الاستثمارات لقطاعات اخرى، وقالوا ل «الرأي العام» إن دخولها سيساعد على دخول شركات اخرى في مجال التنقيب عن النفط في السودان، وتعد مجموعة توتال الفرنسية رابع أكبر الشركات النفطية في العالم، وكانت قد حصلت في العام 1980 على عقد التنقيب في مربع «ب» وعلقت نشاطاتها التي اقتصرت على دراسة تتعلق بالإستكشاف الزلزالي في 1984م بسبب الحرب في الجنوب التي استمرت حتى العام 2005م من توقيع اتفاق سلام نيفاشا. وكانت شركة توتال الفرنسية والنيل الأبيض البريطانية التي يديرها لاعب البولينغ الإنجليزي تنازعتا في حق الامتياز التي تدخلت مفوضية البترول وحلت الإشكالية بأن تعمل توتال الفرنسية والنيل الأبيض البريطانية معاً في نفس الامتياز، وبعد حصول شركة النيل الأبيض البريطانية على حق الامتياز في هذا المربع ارتفعت عائدات أسهمها بنسبة «285.1%» في أقل من اسبوع.