هل تسرع المدرب التونسي الكوكي في تصريحاته الأخيرة عن التعاقد مع فريق المريخ ؟ والتي حددها بثمانية وأربعين ساعة ، مرت منها أربعة وعشرين ساعة تكتمل بنهاية هذا اليوم .. وحسب تصريحات الكوكي يفترض أن يكون بنهايته مدرباً للمريخ. عندما اتساءل هل تسرع الكوكي ؟ لأن التعاقد لم يتم، فالرجل في تصريحات يؤكد أن الاتفاق لم يتم بعد ، وفي تصريحات يرسم خارطة المريخ للموسم الجديد في حال تم التعاقد معه ، بجانب أن الكوكي تحدث في المباريات الأخيرة حديثاً جاء في مجمله سالباً عن المريخ ، خاصة الحديث التلفزيوني لبرنامج الرياضة وبدا وكأن الرجل يستعد لتقديم نفسه البديل القادم خاصة بعد ما رشح وقتها من أخبار عن تعاقده مع نادي المريخ ، بجانب أن التصريحات الأخيرة للمدرب التونسي تعطي قراءة وكأنه يضع مصداقية جمال الوالي في التفاوض الرسمي معه على المحك ، خاصةً وأنّ المريخ يعاني من أزمات كثيرة على المستويين الإداري والفني. إذا أخذنا الجانب الفني سنجد أن استمرار المدرب البرازيلي من عدمه لم يحسم بعد ، خاصةً من الجانب الإداري وهو الجهة الوحيدة التي تحدد ذلك ، لم يصدر عن مجلس الإدارة تصريح حتى كتابة هذه السطور عن مصير المدرب البرازيلي مع الفريق، مع العلم أن عقد ريكاردو مع المريخ مازال به موسم كامل ، وبالتالي فإن إنهاء التعاقد من طرف المريخ يعني دفع مبلغ كبير من المال لتنفيذ إنهاء التعاقد ، ولا أعتقد أن ريكاردو أو أي مدرب في مكانه هذا عمله وأكل عيشه يمكن أن يكون بسذاجة التخلي عن شروط العقد لأنه فشل في أول موسم مع المريخ ، وهذا يعني أن على الكوكي انتظار حسم هذه القضية أولاً. في الجانب الإداري يعاني المريخ من عدم استقرار واضح يهدد استمرار المجلس الحالي واستمرار رئيسه جمال الوالي بعد القرارات التي خرج بها اجتماع رسمي لمجلس الإدارة بتقديم استقالات جماعية في حال أصر جمال الوالي على الاستقالة، ورغم تراجع بعض الأعضاء عن الاستقالة بعد اكتشافهم حسب الأخبار وجود مخطط وراء الاستقالات الجماعية ، إلا أن الوضع مازال ضبابياً في هذا الجانب ولم تتضح الرؤية الكاملة حول استقالات أعضاء المجلس واستقالة رئيس مجلس الإدارة ، لينعكس ذلك أيضاً على التعاقد مع المدرب التونسي الكوكي ، لأنّ استقالة جمال الوالي أو التأكيد على هذه الاستقالة والإصرار عليها يعني أن الكوكي تفاوض مع الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي المريخ ، لأن اختيار شخص آخر لرئاسة نادي المريخ قد يعيد ترتيب الأوراق من جديد ويفتح الباب واسعاً لرؤى مختلفة حول تدريب الفريق في مرحلة ما بعد جمال الوالي ، وقد لا يكون الكوكي في هذه الحالة ضمن الخيارات المطروحة. جانب آخر قد لا يكون في صالح الكوكي ويخصم من تصريحاته الأخيرة باقترابه من تدريب المريخ ، ان لم يصدر حتى هذه اللحظة (ما معروف بكرة يحصل شنو) ما يفيد من جمال الوالي بنية المجلس بالتعاقد مع المدرب التونسي للإشراف على تدريب الفريق في الموسم المقبل. وإن كنت لا أستبعد قراءة هذا التحليل لتصريحات المدرب التونسي الكوكي بشكل مختلف ، وهو أن الرجل يثق في كلمة جمال الوالي بالتعاقد معه أكثر من ثقته في استقالته.