ثلاثة أيام فقط، كانت فيما يبدو هي كل حظ اللواء (م) د. الطيب إبراهيم محمد خير من الظهور. فبعد سنوات طويلة من الغياب عن واجهة الأحداث ودوائر الفعل السياسي في البلاد، فقد أُختِير رئيساً لمؤتمر الحركة الإسلامية الثامن، وظهر وقتها بلياقة سياسية لافتة جعل البعض، يعتقد مثله تماماً، بأنه ربما كان على موعد أرفع في قيادة الحركة الإسلامية التي تنتاشها هذه الأيام سهام أولى القربى ، وتمتد إليها ألسنة النيران الصديقة. د. الطيب، أو الطيب سيخة إن شئت، تقلد كما هو معلوم مواقع ولائية ووزارية واستشارية رفيعة في مرحلة ما قبل نيفاشا، ثم إبتعد أو ربما أُبعِد في صمتٍ بعدها، حيث واصل في دراساته وتحركته في الظل حتى انتخبته عضوية الحركة الإسلامية رئيساً لمؤتمرها، وكان التطلع أن يكون أميناً عاماً بعد إنتهاء فترة رئاسته للمؤتمر (رئيس لمدة ثلاثة أيام) ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فكلما في أمر أنه فترة الثلاثة أيام التي قضاها الطيب سيخة رئيساً كانت أشبه بفترة إحماء إستعاد فيها لياقته السياسية والتنظيمية، مثلما يفعل لاعبو كرة القدم بعد نزولهم من (دكة الإحتياط)، ولكن الإختلاف الوحيد هو أنه مارس عملية إحماء ليس للنزول إلى الملعب ولكن للعودة إلى (دكة الإحتياط).