كثرت التصريحات ممن أسمتهم بعض الصحف بالمصادر المسؤولة حول المحاولة الإنقلابية ... وفى تقديرى هذا أسلوب غير صحيح ... فيجب أن يكون هناك مصدر مسؤول وتذكر الصحف اسمه حتى لا تتحمل المسئولية وحدها فى حالة عدم مصداقية الخبر . ويجب على الحكومة أن تسدل ستاراً قوياً حول التحقيقات التى تجرى مع أفراد المجموعة المعتقلين ، حتى لا يصاب بعضهم بأضرار مما يقوله البعض وقد يكون غير صحيح . والإتهامات طالت أناسا كثر، وأخشى أن تكون لهذه المحاولة إمتدادات عميقة وطويلة ، خاصة بعد ظهور معتمد فى إحدى الولايات .... والحديث حول معرفة الإمام الصادق بالمحاولة ... وما نشر له من حديث فى القاهرة ، ذاكراً بانه إلتقى الفريق قوش عقب إعفائه من منصبه كمدير للمخابرات . تحري الدقة فى النشر أمر ضرورى ... وعلى الجهات المختصة الممسكة بالتحرى فى هذه القصة الهامة الحرص على التصريح بما هو ممكن من معلومات لا تضر سير التحقيقات مع هذه المجموعات . مجالس المدينة ... مليئة بالأقاويل والشائعات حول هذه المحاولة ، بل وصل بعضها بأن الإنقلاب قادم ... قادم ... وأن ما حدث هو مقدمة لذر الرماد فى العيون لما هو قادم حقيقة . وهذا أمر خطير ... على الدولة أن تكون يقظة أكثر ،لأن الحديث حول الإنقلاب القادم أصبح يتصدر مجالس المدينة . قبل هذه المحاولة ... أصدر المؤتمر الشعبى بياناً أكد فيه أنه ضد أى إنقلاب عسكرى ... وقد علقت على البيان بقولى إن من يرفض فكرة الإنقلاب العسكرى ، يعنى أن هناك محاولة ... ويريد أن يبعد أصابع الإتهام من المؤتمر . وقبل يومين أصدرت حركة تحرير السودان بياناً أكدت فيه رفضها لتغيير النظام فى السودان بالقوة العسكرية .... ولا ندرى ما يخبئه القدر ...وما يخفيه هذا التصريح الذى يشبه تصريح المؤتمر الشعبى . لقد إندهشت كثيراً من الأنباء التى أكدت ضلوع الإمام الصادق المهدى فى هذه المؤامرة ... بالرغم من أن سفره المفاجىء وإنشغاله بحل الأزمة المصرية قد حقق له تبرئة ... لكن وجود الدكتورة مريم فى لندن ، مؤشرات خطيرة . لكننى استبعد من رجل فى قامة الإمام الصادق أحد رموز السياسة والإستنارة فى بلادنا أن يخوض مثل هذه التجربة ، وهذه المغامرة والتى تعتبر بكل المقاييس قفزة فى الظلام .... وعند الإمام الحقيقة كاملة ، ونأمل أن يأتى سريعاً حتى لا يخلق المناخ لنمو الشائعات حوله . وحزب الأمة شارك فى إنقلاب واحد ... هو تسليم العسكر سدة الحكم ... بقية الأحزاب كلها شاركت فى إنقلابات ما عدا الحزب الإتحادى الديمقراطى الذى أثبت أنه حزب ديمقراطى وحزب مدنى ... يعمل على تحقيق أهداف عبر الوسائل المدنية ... وهذه محمدة للسيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الحزب . الحزب الشيوعى شارك فى إنقلاب 25مايو 69م ... وإنقلاب يوليو 1971م بقيادة هاشم العطا . البعثيون متهمون بالمشاركة فى إنقلاب 28 رمضان الذى فشل فى نفس يوم قيامه ... الحركات الجهوية والعنصرية شاركت فى إنقلاب حسن حسين ... الناصريون لا حول لهم ولا قوة . المرارات الخاصة ... وغياب السلطة من البعض لسنوات طويلة ... أحد أهم أسباب قيام المحاولات الإنقلابية ، وكثير من الناس يطالبون السيد رئيس الجمهورية ، بوضع محاربة الفساد فى أولويات أجندته ... وكذلك العدل الإجتماعى وبذل جهد أكبر لتوفير إحتياجات المواطنين فى المأكل والمشرب والتعليم والعلاج وتوحيد الصف الوطنى . أن إحتكار الوظائف العليا لأشخاص بعينهم لأكثر من عشرين عاماً متواصلة أثار غضب الكثيرين . نحن نأمل من السيد رئيس الجمهورية ونائبة الأول أن يعيدا النظر فى كثير من الأمور والقضايا التى يتحدثون عنها ... ومنها يكيدون العداء للحكومة وينخرطون فى المحاولات التخريبية وغيرها . والله الموفق وهو المستعان .