أوّل كلمة ينطقها الطفل في بداية طور الكلام (التجريبي) هي ماما، تأتي بعدها بأيّام بابا أو رُبّما لا تأتي... بابا ليست كلمة افرنجيّة ولا (حنكوشية) فهي كلمة تابعة لقاموس الفِطْرَة التي فطر الله الناس عليها! من الصور الغربيّة التي استطاعت أنْ تجدَ لها حيزاً في الشرق بابا نويل... ففي ليلة عيد الميلاد ينتظر الأطفال زيارة ليليّة من بابا نويل... بابا نويل شخصيّة ذو لحية بيضاء يأتي من بلاد بعيدة بعربة تجرّها خيول يرتدي ثلاثة قطع حمراء ليوزّع عليهم الهدايا، وهي شخصيّة اسطوريّة تلقى استقبالاً شعبيّاً! أشهر بابا على الأرض هو بابا الفاتيكان... وقد زار الرئيس البشير قبل خمس سنوات البابا بينديكت بمقرّه رداً لزيارة كان قد زارها البابا السابق بولس الثاني إلى السودان صلّى فيها بالساحة الخضراء، واتخذ أرضها كنيساً! يعيش معنا في السودان أكثر من بابا، (بابا غنّوج) وإنْ كان أصله لبناني فانّه دخل منيو الغذاء السوداني من باب المُقبّلات... كما رجع البلد بعد غيبة سنوات (بابا كوستا) لكنّه عاد مطعماً وليس مخبزاً... ثمّ (بابا حسين) ذلك السوداني المهاجر الذي تعيش منافذه للفول والفلافل بالمُدن الثلاث لولاية الخرطوم! عائلات سودانيّة أسماؤها بابا، عائلة بابا بقرية اشكيت بالحلفتين الجديدة والقديمة، وعائلة بابا أخرى في برّي المحس والتي يتحدّر منها الإسلامي الحاج بابا... عائلة بابا هي مالكة الأستوديو العريق بالخرطوم: أستديو بابا! المهتمّون بأدب الأطفال يعرفون أنّ رائد برامج الأطفال الإذاعية هو محمد محمود شعبان كاتب مسلسلات ألف ليلة وليلة الإذاعية الشهيرة واسمه الإذاعي (بابا شارو)... والمتابعون للمنتخب النيجيري في كأس العالم مونديال أمريكا وفرنسا يذكرون لاعبها اللهلوب (بابا يارو)... ولا تنسى سماحة الداعية الإسلامي الأفريقي التاريخي أحمد بابا! الليلة التي سبقت شروق صباح هذا اليوم كانت ليلة عيد الميلاد، ونهار اليوم هو ذكرى ميلاد السيد المسيح بتقويم الكنائس الغربيّة لكنّ تقويم الكنائس الشرقيّة يضع ميلاد السيّد المسيح في السابع من يناير... لكنّي اليوم أٌقدّم الأماني العَذبة للطائفتين الغربيّة والشرقيّة، طائفة (البابا) وطائفة الانبا!!