منحت لجنة تحكيم مهرجان قرطاج السينمائي مساء السبت في اختتام دورتها الثانية والعشرين وبعد ثمانية ايام من العروض السينمائية والمنافسة جائزتها الكبرى لفيلم «تيزا» للاثيوبي هايلي جيرما وهي المرة الاولى التي تحرز فيها اثيوبيا على «التانيت الذهبي» منذ انطلاق المهرجان قبل 42 عاما.كما حصل الفيلم على جوائر المهرجان الاخرى لافضل موسيقى وصورة وسيناريو واحسن دور ثانوي رجالي.ويرصد الفيلم الاضطرابات السياسية التي شهدتها اثيوبيا في ثمانينات القرن الماضي ويتناول احباطات طبيب يعود الى مسقط راسه بعد غياب طويل بهدف المساهمة في اعادة بناء بلده متسلحا بافكار ثورية لكنه يصطدم بواقع مضطرب بالصراعات السياسية. ومنحت لجنة التحكيم التي يتراسها الاديب الجزائري ياسمينة خضراء التانيت الفضي لفيلم «عيد ميلاد ليلى» للفلسطيني رشيد مشهراوي الذي يطرح اسئلة الوطن والانسان بعيدا عن التشاؤم. ولقي الفيلم وهو من انتاج فلسطينيتونسي استحسان الجمهور والنقاد خلال عرض في اطار المهرجان الذي منح المخرج الفلسطيني جائزة التانيت البرنزي في دورة 2006 عن فيلم «الانتظار» الذي يطرح قضية اللاجئين الفلسطنيين. وأثارت مشاركته ضمن المسابقة الرسمية انتقادات لانه صور في فرنسا ولا يؤدي ادواره أي ممثل تونسي وبالتالي لا يحق له تمثيل تونس في المسابقة الرسمية. وحصل الممثل الفلسطيني محمد البكري على جائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم «عيد ميلاد ليلى». وشكر البكري «تونس التي انتشلتنا من عذاب البحر بعد ان خرجنا من لبنان» وتمنى «اللقاء في الوطن الحر دائما فلسطين» في حين فازت الممثلة كودزاي سيمبايرا بجائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم «زمبابواي» من افريقيا الجنوبية.ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم المصري «عين الشمس» لابراهيم بطوط لمقاربته التجديدية للرواية».وفيما يتعلق بالافلام القصيرة حصل فيلم «اياد نظيفة» لكريم فنوس (مصر) على جائزة التانيت الذهبي في حين حصل فيلم «لزهر» لبحري بن محمود (تونس) على التانيت الفضي وحصل فيلم «شمس صغيرة» للالفوز تنجور (سوريا) على جائزة التانيت البرونزي.وعرض في اختتام ايام قرطاج السينمائية فيلم «ثلاثون» للمخرج التونسي فاضل الجزيري الذي تدور احداثه في فترة الثلاثينات من القرن الماضي وتركز على «شخصيات سياسية وثقافية كان لها دور في النضال من اجل استقلال تونس وبناء الدولة الحديثة».كما شمل الفيلم الشاعر ابو القاسم الشابي (1909-1934) الذي كان صديقا لمعاصريه من أدباء تونس وكذلك رجال السياسة والفكر.