أقام اتحاد الكتاب السودانيين، مؤتمره السادس في يومي 24/25 مارس الماضي بقاعة ودعة بجامعة الخرطوم. وقد أمه عدد غفير من المثقفين والمهتمين بقضايا الفكر والثقافة السودانية.. وقد كان العنوان الذي دار حوله بحث المؤتمر هو «نسبنا الحضاري» وقد جاء هذا الاختيار بسبب ما أولته بحوث الثقافة السودانية المعاصرة بعد الاستقلال في تبيين أصول الهوية السودانية، تلك التي تجمع كل أبناء السودان.. وقد استمر البحث طويلاً حتى كدنا نعتقد أن الأمر قد تأكد داخل فكرة الوحدة والتنوع، فجاء انفصال الجنوب مخيباً للرجاء المعقود لهذا البحث. وقد رأى مفكرو اتحاد كتاب السودان، ان لا بد من البحث إذا ًعن النسب الحضاري للسودان.. ? وهكذا دار بحث الاوراق المقدمة في «نسبنا الحضاري» وكانت أهم الأوراق تلك التي أضافت آفاقاً في فتوحات البحث الجديدة.. منها ورقة الدكتورة «رقية أبو شرف» التي تتحدث عن عبد الخالق محجوب من خلال منظور أنثروبولوجي.. واوضحت دوره الكبير في ترسيخ البحث الانثروبولوجي واضعه الرجل المفكر (عبد الخالق محجوب) على مستوى مفكرين معاصرين كفرانسيس فانون ومانديلا.. كما قدم الدكتور النور حمد و رقة بعنوان «تخدير الوعي بالذات» بحثت في النسب الحضاري وقدمها الاستاذ الياس فتح الرحمن.. كما قدم الأمام الصادق ورقة بعنوان (الشعب الحضاري والمصير). ? أما الدكتور عبد الله علي إبراهيم فقد استخدم في ورقته التي جاءت بعنوان «اختراع السودان» منهجاً نقدياً تفكيكياً، جعل الكثيرين من النقاد ينتبهون لأهمية هذا المنهج الذي يحضر في الاصول الثقافية.. ? كما تناولت أوراق أخرى التشكيل والموسيقى والسينما.. مما جعل البحث الفكري في إطاره العام مهتماً بكل تجليات الثقافة السودانية المعاصرة في بحثها عن نسبها الحضاري .. ? لقد أبلى اتحاد الكتاب بلاء حسنا في ان تكون ذاكرة السودان المعاصر ذات المنهج العلمي في البحث الصارم الذي يتبع الخط الاكاديمي المتبع .. وقد اعطت ندوات المؤتمر الساحة الثقافية حيوية دفعت بالحراك الثقافي السوداني الراهن إلى أعلى درجات العلمية في الكتابة الفكرية والجمالية وفق قواعد وأصول البحث الفكري..