أمسية صيفية أمست عليلة بنسائم وأصوات البلابل اللائي جئن وهن يتوشحن الزي النوبي ذا اللون الأسود والأحمر القاني ، عندما استضاف منتدى النادي العائلي الثقافي البلابل في أمسية بعنوان (وطن القماري) وتناول فيها تجربة الأغنية الجماعية في السودان!! امتلأت صالة النادي العائلي بالجمهور الكبير، وكل الفئات العمرية تشرفت بالحضور، ثم بدأت الليلة فكانت الأغنية الجديدة التي اتحفن بها الحضور (أسالمك في عيون الناس ) هي سيموفونية البداية التي كتب كلماتها الشاعر عبد الرحمن مكاوي ، وتمايلت الجماهير مع ذلك اللحن الطروب للموسيقار أنس العاقب .. نجيب نور الدين تحدث عن الأغنية الجماعية بصفة عامة، وعن مشوار البلابل الطويل في مجال الأغنية السودانية ، مشيرا إلى أن البلابل وضعن بصمة ولونية ذات طابع خاص لإغنياتهن منذ بدايتهن في سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن ، وشكلن ثنائية مع الموسيقار بشير عباس الأب الروحي للبلابل ، وأضاف (نجيب) :إن البيئة التي خرجت منها البلابل مختلفة في مستوى الفهم والمزاج، حيث وجدن (أباً) شجاعاًَ سمحاً لبناته للخروج للمسرح والغناء والإعلام ، وفتح لهن طريق الإبداع فمشين فيه وصرن على القمة. فأغنية (مشينا مشينا) خير دليل على مشيهن بخطى واثقة ومرتبة في طريق الفن!! وبعد حديث (النجيب) ، مالت البلابل نحو جذور الأصالة ، الفن النوبي الراقي ، فأمكست البلابل أيدي بعضهن وبدأن يرقصن مع أغنياتهن النوبية التي تفاعل معها الحضور بمصاحبة شقيقاتهن (نجاة ونعمات وشادية ) ، فكانت لوحة رائعة عكست الاهتمام بالتراث والجذور! ثم عاود الكاتب الصحفي نجيب نور الدين الحديث عن البلابل فقرأ ما كتبه الأديب الراحل الطيب صالح عن (البلابل) ، وتحدث الشاعر التيجاني حاج موسى فقال: أنا مدين للبلابل لأنهن أسهمنا في بناء مشروع (التيجاني حاج موسى) الغنائي حينما غنين لي (حبايبنا .. قرايبنا .. يعاتبونا) وأوصاهن بالمزيد من الاهتمام بالتراث ، ثم بدأ الفاصل الثاني عندما توقفت البلابل في محطة القطار، فغنين (قطار الشوق) ، ثم أغنية ( بتعرف اني من أجلك ). والملاحظ ان البلابل أصبحن يملن للتطريب والرقص والدعابة مما يضفي نكهة إضافية للغناء!! وكان ختام الحفل لوما وعتابا وكانت (البيسأل ما بتوه دارنا نحن قريبة ليك)!!