أجاز مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة استثنائية أمس، الإصلاحات الاقتصادية. وكشف علي محمود وزير المالية والاقتصاد الوطني عن خفض الإنفاق الحكومي بحوالي (600) مليون جنيه في الأشهر الثلاثة المتبقية من العام الحالي وزيادة حصيلة الإيرادات ب (3) مليارات جنيه. وقال الوزير في تصريحات عقب جلسة المجلس، إنّ تعديل سعر الصرف من (4.4) إلى (5.7) جنيهات للدولار سينعكس في تخفيض بعض الواردات غير الضرورية، وأضاف بأنّ التعديل في الدولار الجمركي لا يشمل القمح والدقيق والسكر والمواد البترولية والأدوية ومدخلات الإنتاج والسلع الرأسمالية، وأبان أنّ هذه السلع معفية تماماً من أية ضرائب أو جمارك ولذلك لن تتأثر، وستتم مراقبتها فنياً فقط. وقال الوزير: من خلال هذه الحزمة سيتم دعم الإنتاج الزراعي للموسم الشتوي ب (300) مليون جنيه، وأبان أن الرئيس وجه بإصدار القرار فوراً، بجانب زيادة الأجور وتوفير التمويل لولاية الخرطوم لمعالجة المواصلات الداخلية، وأوضح أن المجلس أمّن على حرية حركة النقد الأجنبي من داخل السودان للخارج وبالعكس. وأقر المجلس - بحسب وزير المالية، زيادة أجور جميع العاملين في الدولة اعتباراً من أكتوبر المقبل، وصرف (50%) من راتب أكتوبر المعدل قبل عطلة عيد الأضحى لمساعدة العاملين في مجابهة تكاليف العيد، كما أقر المجلس دعم (500) ألف أسرة بمعدل (150) جنيهاً شهرياً للأسرة وفقاً لدراسة وافرة قام بها ديوان الزكاة، بجانب التوسع في دعم الطلاب الفقراء وتوسيع مظلة التأمين الصحي. وقال الوزير إنّ المجلس قرر رفع الدعم عن البنزين ليصبح الجالون من (12.5) إلى (21) جنيهاً، وأشار إلى استمرار دعم الدولة بعشرة جنيهات، وقال إن جالون الجازولين سيرتفع الى (14) جنيهاً بدلاً عن (8) جنيهات ليبقى الدعم الحكومي على جالون الجازولين (13) جنيهاً، وسترتفع أنبوبة الغاز من (15) إلى (25) جنيهاً. وأكد الوزير عدم وجود أي اتجاه لزيادة الضرائب أو القيمة المضافة، وقال: لكن هناك بعض السلع الكمالية ستتأثر بتعديل سعر الصرف للدولار الجمركي، واعترف بأنّ الحكومة قامت بخطوة استباقية مساء أمس الأول بشراء كل الوقود الموجود في الطلمبات بالسعر الجديد قبل إجازة التعديلات الاقتصادية بواسطة المجلس لقطع الطريق أمام الجشعين والمستثمرين الذين درجوا على شراء كميات كبيرة من الوقود وتخزينها ثم بيعها بالأسعار الجديدة. من جانبه، برّر أحمد بلال عثمان وزير الإعلام، تطبيق رفع الدعم قبل إجازة المجلس لاستباق التخزين من قبل بعض الجشعين، وقال إنه ليس سلباً لأداء المجلس الذي أجازها بالإجماع مع تحفظات بسيطة - لم يذكرها.