في أعقاب هجوم العدل على أم درمان اعتقلت السلطات مئات المتهمين الضالعين في تلك الأحداث ثم أطلقت سراح «481» متهماً في تلك الأيام وسلمت السلطات «89» طفلاً ممن شاركوا في الأحدث الى ذويهم. وأخضع «180» متهماً لإجراءات التحري والمحاكمة في خمس محاكم أنشئت في أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري، وشكلت محكمة استئناف واحدة من ثلاثة قضاة لتتلقى استئنافات تلك المحاكم، وقضت أحكام تلك المحاكم على «106» متهمين بالإعدام حتى الموت أشهر هؤلاء المحكومين عبدالعزيز نور عشر الأخ غير الشقيق لخليل إبراهيم رئيس العدل والمساواة وفي فترة انتظاره بالسجن تمكن عبدالعزيز نور عشر من إكمال دراسته العليا ونال درجة الدكتوراة في جامعة النيلين. كما برّأت المحكمة تسعة متهمين وعفت عن خمسة آخرين بسبب المرض، وحكمت على ثلاثة آخرين بالسجن خمس سنوات لكلٍّ بتهمة التستر. ورغم أن فترة الاستئناف ضيقة جداً سبعة أيام بحسب انها محكمة «طواريء» إلا أن أمل أهالي المحكومين لم ينقطع وظل يتسع ويمتد تنسجه مشاوير زيارات أسرهم التي لم تنقطع طوال تلك الفترة أبداً. الى أن جاء الفرج في فبراير الماضي حين أعلن الرئيس عمر البشير العفو عن المحكومين بالإعدام لحظة توقيع الإتفاق الإطاري بين الحكومة والعدل والمساواة وأبدت المحكمة حسن النية في إطلاق «30%» من المحكومين وغادر «57» من المحكومين غياهب السجن من بينهم الرجل الثاني في الحركة «محمد بحر» المتواجد في القاهرة الآن. بينما ما زال عبدالعزيز عشر هناك في سجنه ينتظر ساعات الخروج. ليس عُشر وحده هناك «55» آخرون ما زالوا رهن الاعتقال رغم أن قرار العفو مر عليه كثير من الأيام، هكذا تحدث آدم بكر المحامي ل«الرأي العام» وأرسل رسالة نيابة عن أسر المحكومين ل«الرئيس البشير» بأن يتم جميله ولأسباب إنسانية خاصة وتحقيق أمنيات أهالي المحكومين.