طفت قضية حصاد المياه على السطح جلياً في العام 2003م، حيث قدمت وزارة الري والموارد المائية تقريراً عن حصر وتقسيم السدود الصغيرة بالبلاد، وعقدت في ذات العام ولايات القطاع الغربي بالسودان مؤتمراً جامعاً عن مياه الشرب وتقسيمها من حيث المخاطر والمعالجات العاجلة، وأقام كرسي اليونسكو برعاية رئيس الجمهورية مؤتمرات علمية حول حصاد المياه ومستقبل التنمية بالسودان، وفي العام 2007م تم تكوين لجنة فنية عليا تسمى «لجنة تنسيق من الوزارات المختصة» لتنفيذ موجهات الرئيس ووزير الري لبرنامج حصاد المياه ضمتها وحدة تنفيذ السدود، وعقد المجلس الزراعي السوداني مؤتمراً برعاية نائب الرئيس علي عثمان محمد طه حول حصاد المياه وتم تكوين لجان في العام 2008م، لمتابعة الدراسات والاستشارات وانشاء قواعد بيانات لتحديد المشروعات التي يمكن المساهمة في تنفيذها، حيث تم تعيين اعضاء من اللجنة للطواف على ولايات البلاد. وحددت اللجنة خلال طوافها (15) ولاية لمشروعات حصاد المياه هي شمال دارفور وجنوب دارفور وغرب دارفور، وشمال كردفان وجنوبها وولاية النيل الأزرق، والنيل الأبيض وسنار والقضارف ونهر النيل والشمالية وكسلا والبحر الأحمر والجزيرة وبلغت جملة المشاريع بالولايات (476) مشروعاً، منها (223) سداً و(6) منظمات، و(3) بحيرات وترعة طولها (50) كلم بالاضافة إلى (223) حفيراً. وفي ذات السياق قامت رئاسة الجمهورية في منتصف العام الماضي بتكليف وحدة تنفيذ السدود بتنفيذ مشروعات حصاد المياه بولاية شمال كردفان بلغت (20) مشروعاً من بينها سدود وآبار وحفائر في كل من محليات سودري والنهود وحمرة الشيخ، وعلى ضوء ذلك قام رئيس المجلس الأعلى للنهضة الزراعية علي عثمان محمد طه أخيراً بإصدار قرار يقضي باسناد تنفيذ برنامج حصاد المياه بالبلاد لوحدة تنفيذ السدود بالتشاور مع وزير الري والموارد المائية، وتعكف الآن وحدة تنفيذ السدود لوضع خارطة مرجعية لأعمال حصاد المياه بالولايات من حيث المواقع التي تتناسب ومشروعات النهضة الزراعية، الأمر الذي يتطلب ان تقوم وحدة السدود بدراسة وتنفيذ المشاريع المدرجة ضمن الخطط القومية وأولويات الولايات، بجانب تنفيذها لعشرين مشروعاً بشمال كردفان تشمل (8) سدود و(8) حفائر وكوبري و(3) آبار في سودري والنهود وحمرة الشيخ بتكلفة قدرها (64) مليون جنيه، وتبلغ سعة حفير الوفاق بسودري (144) ألف متر مكعب. وأعلنت وحدة السدود عن انتهاء العمل في جميع المشروعات في الثلاثين من يونيو من العام الجاري ويبلغ عددها (211) مشروعاً. وكان والي شمال كردفان السابق محمد أحمد ابوكلابيش قد اشار الى وقوع الولاية في بيئات مناخية متنوعة ومتدرجة، حيث يقع شمالها ضمن حزام الفقر المائي مما يتطلب تركيزاً وعملاً كبيراً في حصاد المياه واضاف: ما تم ضمن مشروعات النهضة الزراعية في سودري وحمرة الشيخ من حفائر وآبار سيؤدي الي توطين المزارعين والرعاة، ويقلل من الاحتكاكات التي تنشأ بسبب التنافس حول موارد المياه وتقلل الضغط على المحليات المجاورة، وتساعد في استقرار الانسان وتطوير الثروة الحيوانية وتجعل من توطين قطعان الماشية أمراً ممكناً.ويذكر ان حفير أم بحر بسودري تبلغ سعته (155) ألف متر مكعب، وأكبر السدود هو أبوزعيم، بجانب الطلمبات الغاطسة التي تقوم بتصريف (72) متراً مكعباً في الساعة وتقوم بسحب المياه الى محطات الترسيب ومن ثم إلى مضخات التي تنقلها للاستهلاك.