يسمع العالم بأجمعه أجواء ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبرج ولن يكتفي بمشاهدة «22» لاعباً وذلك بفضل، فوفوزيلا، هذه الآلة الموسيقية التي ستكون ضيفاً مزعجاً تماماً للاعبين ومحور احتفالات الجمهور الجنوب أفريقي الذي تحتضن بلاده العرس الكروي العالمي.. صحيح أن لكل أنصار منتخب طريقتهم في التعبير عن دعم فريقهم، فالمنتخب البرازيلي يتألق على أنغام السامبا في حين تسمع أجراس البقر في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك إلى العالم موجاتها الشهيرة لكن «فوفوزيلا» شيء مختلف تماماً لأنها قد تؤدي إلى فقدان حاسة السمع لدى اللاعبين بحسب بعض الدراسات الطبية، إحداها من جامعة بريتوريا الجنوب أفريقية التي دعمت احتجاجات بعض اللاعبين على استخدام هذه الآلة، لكن يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يريد المس بأحد التقاليد الكروية الأساسية في البلد المضيف، وهو الأمر الذي شدد عليه رئيسه السويسري جوزيف بلاتر بقوله إنها جزء من «الثقافة الكروية الأفريقية».. وأضاف بلاتر أن «فوفوزيلا هي ثقافة أفريقية ونحن في أفريقيا، وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاءوا ذلك - يعتبر العزف على آلة فوفوزيلا والغناء من ثقافة كرة القدم الأفريقية، إنها جزء من احتفالات هذه القارة، ولذلك دعوهم يطلقون أبواق فوفوزيلا».. و«فوفوزيلا» هي عبارة عن بوق صاخب يطلق أصواتاً يتردد صداها في أرجاء الملعب وتصل قوة الصوت الذي يصدره هذا البوق إلى «127» ديسيبيل، في حين أن المنشار الكهربائي يصدر صوتا قوته «100» ديسيبيل. لكن هذه الأمور الطبية - العلمية لا تعني شيئاً للجماهير الجنوب أفريقية التي ترى ب «فوفوزيلا» رمز فخر لصاحبها، وهذا ما أكده احد الجماهير المحلية قائلاً «بدون فوفوزيلا لا أعتقد بأنني سأستمتع بكرة القدم. تمنح هذه الآلة شعوراً خاصاً في الملعب وهي تجعل أنصار المنتخب يؤازرون فريقهم»، لكن مدافع المنتخب الألماني ارنه فريدريخ لا يوافق هذا المشجع الرأي على الإطلاق لأنه يرى بأن الضجة الصادرة عن هذه الآلة ستجعل مسألة التواصل بين اللاعبين في أرض الملعب شبه مستحيلة، مشيراً إلى أن على الجميع أن يتأقلم «ذهنياً» مع هذا الأمر.