شهدت أسعار الذهب باسواق الخرطوم ارتفاعا بلغ اعلى مستوياته ليقفز سعر الجرام من الذهب البحرينى الى (68)جنيها،اماالكويتى فبلغ( 65 ) جنيها ،وسجل السعودى( 60) جنيهاً اما أسعارالكسر بلغت (50) جنيهاً. وفيما شكاعدد من التجار من تراجع حجم المبيعات بأسواق الذهب،تؤكد مؤشرا ت الأسواق العالمية _ بورصة الذهب_ وصول سعر الأوقية الى 1000 دولار بنهاية هذا العام خاصة وإن الذهب من اهم الموارد التى تؤثرعلى اقتصاديات بعض الدول وبالاخص التى تنتجه ،حيث يتصف الذهب بصفتين مميزتين الاولى انه سلعة خاضعة لآلية العرض والطلب في السوق ،وإرتباطها بمستوى دخل الأسرة والإيفاء بالالتزامات المالية أو لتسوية المدفوعات، أما الخاصية الثانية فأن الأفراد يحتفظون بإدخارات ذات قيمة ثابتة أو مضمونة بعيدة عن موجات التضخم وتفضيل الأفراد بالإحتفاظ مصوغات ذهبية وإعتبار هذا الخيار هو الأرجح والأضمن والأوسع قبولاً. ويقول بعض المراقبين للشأن الاقتصادى إن إرتفاع أسعارالذهب عالمياً ناتج عن قلة العرض ،وضعف الطاقات الإنتاجية في الدول المنتجة ،يضاف إليها رغبة الكثير من المدخرين وأصحاب البنوك المركزية في تحويل مدخراتهم من عملات إلى ذهب . وأعتبر الخبير العالمى فى مجال الذهب الهولندى ميتشن زيادة أسعار الذهب سابقة جديدة فى أسواق الذهب مؤكداً أن هذا الإرتفاع غير المسبوق ، ناتج عن تحول توجهات الكثير من المدخرين لإستبدال مدخراتهم المالية بالسبائك الذهبية.وتوقع ميشن إستمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة في ظل إستمرار إرتفاع أسعار النفط مشيراً إلى توقع الخبراء أن يصل سعر برميل النفط في فى هذا العام 2008 الى اكثر من 120 دولاراً مؤكدا على ان الذهب يتأثر بهذا الإرتفاع ،وأمكانية وصوله إلى أرقام غير مسبوقة واردة خاصة في ظل إستمرار توقعات الأفراد بزيادة أسعاره في المستقبل وتوجهاتهم في تحويل مدخراتهم الى مصوغات ذهبية. من جانبه يتوقع د. محمد المهتدى الخبير السودانى فى الذهب والمقيم بلندن حدوث إنخفاض فى أسعارالذهب لاسيما وان أسعار المعادن بصورة عامة شهدت إرتفاعا متتاليا خلال الأشهر الماضية بمافيها الذهب والبلاتين والمصوغات بصورة عامة واصفاً هذه الظاهرة بانها أصبحت ملفتة للنظر ،وتؤشر لنمطين من العوامل أحدهما خارجي، والآخر داخلي لا سيما وإن هذه السلع بشقيها المادي والفني مستوردة من الخارج. واكد المهتدى أن العامل الخارجي يلعب دوراً كبيراً في تغذية ظاهرة إرتفاع أسعار الذهب، وخصوصاً في ظل أدلة تشير إلى إرتباط ارتفاع اسعاره العالمية باسعار النفط ،وأسعار سلة العملات الرئيسة في العالم كالدولار واليورو، موضحاً بأنه على الصعيد المحلي يرجع ارتفاع الاسعار الى الزيادة فى الطلب المحلي على المصوغات الذهبية.ويرجح عدد من تجار الذهب بأسواق الخرطوم وبعض المدن السودانية أن هذا الإرتفاع فى الاسعار مؤقتاً ،وناجماً عن الأحداث السياسية المتعاقبة التي تعصف بالعالم، مؤكدين أن أسعار الذهب قد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقارب (6) سنوات ،ووصولها في التعاملات إلى 683 دولاراً للاونسة بزيادة تصل إلى 25% لتحقق معدلات عوائد أعلى في العديد من أدوات الإستثمار الأخرى .وعزا الحاج احمد موسى تاجر ذهب إرتفاع الأسعار الى التوترات السياسية والإقتصادية التي تشهدها الساحة العالمية عموماً بجانب تراجع سعر الصرف للدولار.