smc) قطعت مبادرة رئيس الجمهورية للحوار المجتمعي الطريق أمام المتحاملين علي مشروع الحوار الوطني الذين روجوا أن الغرض من الحوار هو تقسيم السلطة والثورة علي القوى السياسية والحركات بعيدا عن المواطن العادي.. ومع بداية أول لقاء تشاوري بشان الحوار الوطني كان لابد من وجود مخرج لازمات البلاد الداخلية والخارجية خاصة بعد ذهاب إيرادات النفط جراء الانفصال دولة الجنوب، وكان لابد من إشراك غير المتحزبين في البحث عن مخرج. وبتحديد موعد انعقاد الجمعية العمومية للحوار المجتمعي في يوم الاثنين السادس والعشرين من سبتمبر باتت نتائج مشروع الحوار الوطني تلوح في الأفق، خاصة وان كافة شرائح المجتمع المدني بمختلف مسمياتهم بالإضافة شريحة المغتربين وجدت الفرصة في المشاركة في حل قضيا الوطن والمواطن. هذه المكاسب جعلت المجتمعات الخارجية تعترف بجدية وشفافية الحوار الوطني. وكانت لجان الحوار المجتمعي تقسمت إلي ست لجان وعقدت عدد من الجلسات مع كافة مكونات المجتمع المدني وعلي رأسها الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وقطاعات الطلاب والمرأة، هذا بجانب الزيارات الميدانية للولايات والخارج لإشراك السودانيين بدولة المهجر مستصحبة معها قضايا معاش الناس والخدمات التي تقدم لهم. وقال بروفسور حسن سليمان صالح رئيس لجان الحوار المجتمعي أن توصيات لجان الحوار المجتمعي ستكون مكملة للحوار السياسي، الذي ينعقد في العاشر من أكتوبر بجانب أن التوصيات تمثل وثيقة وطنية لكيفية التعايش السلمي واستمال حلقات السلام خاصة بمناطق النزاعات والحروب، وأضاف أن المناقشات خرجت بأحد عشر محورا تمثلت في الهوية ومطلوبات التوافق الوطني والأهداف والسياسات ومنظومة القيم والحريات والمصالح الاقتصادية ومعاش الناس ومرتكزات الإدارة والحكم الرشيد والعلاقات الخارجية والثقافة والتعليم والرياضة واليات المشاركة الشعبية. وقال أبوصالح أن الحوار المجتمعي جرى بمشاركة كافة قوي المجتمع عبر لجانه المختلفة، حيث شملت وثيقة الحوار المجتمعي القضايا الست الني ناقشها الحوار الوطني، وفي حديثه أكد إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لمعالجة مشكلات البلاد والوصول إلي غايات وقيم مشتركة تحدد المقاصد العليا مبنية علي قاعدة التعايش السلمي. ويتسلم رئيس الجمهورية المشير عمر البشير يوم الاثنين بقاعة الصداقة توصيات الحوار المجتمعي بحضور ومشاركة قادة الأحزاب السياسية وولاة الولايات، في الوقت ذاته أعلنت آلية (7+7) اكتمال كافة الترتيبات الإدارية والفنية وتهيئة المناخ المتعلقة بختام فعاليات الحوار المجتمعي توطئة لتسليم التوصيات للسيد رئيس الآلية التنسيقية العليا للحوار الوطني. وقالت الدكتورة تابيتا بطرس رئيس لجنة القوى العاملة بالحوار المجتمعي إن ابرز التوصيات التي أجمعت عليها اللجان الست نادت باستمرارية الحوار المجتمعي حتي يصبح داعما لكافة التحديات التي تواجه البلاد، وأضافت أنهم سيعضون بالنواجذ على توصيات الحوار المجتمعي حرصا علي إنفاذها خاصة وان الحوار المجتمعي يعني الحوار الشامل لمؤسسات المجتمع المدني الذي يضم كل القطاعات المختلفة. ووصفت المشاركة بالمهمة خاصة ان الحوار المجتمعي يدعم الحوار الوطني بصورة كبيرة لأنه يحمل رؤي كافة القطاعات، ودعت تابيتا كافة القطاعات السياسية والمجتمعية للانخراط في الحوار الوطني معتبرة ان الفراغ من مخرجاته وتسليم التوصيات للرئيس يعني أن المجتمع استطاع إكمال المهمة بجدارة. معروف أن المغتربين السودانيين يفوق عددهم الأربعة ملايين نسمة وهذا ما جعلهم يشكلون أهمية اقتصادية للدولة، حيث أن مشاركتهم في الحوار تشكل أهمية قصوى بالمساهمة في حل القضايا الوطنية ووضع السياسات لذلك كونت لجنة مختصة بشأنهم. وتناول البروفسور عز الدين عمر موسي رئيس لجنة السودانيين العاملين بالخارج بالحوار المجتمعي الجهود التي بذلتها لجنته في اختراق اللوبيات بالخارج خاصة بدول الغرب التي تعتبر معارضة تدعمها تلك الدول، مضيفا أن قبول تلك الشريحة بالحوار كان غير سهلا واخذ وقتا طويلا في مناقشة القضايا المطروحة التي خرجت بتلك التوصيات التي سيتم دفعها لرئيس الجمهورية لتسهم في معاش الناس وقضاياهم الحية. وحمل خطاب الرئيس البشير الشهير في يناير(2014)م الذي أطلق عليه الوثبة إشارة لم ينتبه إليها البعض وهي أن الحوار سيكون مفتوحا ( للناس.. كل الناس) وصدق في مقولته بانطلاق الحوار المجتمعي الذي انفتح علي المجتمع الواسع المنتمي للأحزاب وغير المنتمي والمثقفون ومراكز الدراسات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والشارع العريض.. كل هذه الشرائح كانت معنية بالحوار في شقة المجتمعي.. ومما لا لاشك فيه أن وصول لجان الحوار المجتمعي لمرحلة تسليم التوصيات لرئيس الجمهورية يعتبر خطوة عملية لنجاح الحوار ومؤشر قوي لإنفاذ مخرجاته بكل شفافية. المراقب للساحة السياسة يري أن الحوار المجتمعي أصبح الذراع المهم للحوار الوطني خاصة انه ضم قادة المجتمع وخبرائه وعلمائه ومبدعيه وهم حملة الوعي الذين يصعب على الساسة تجاوز رؤاهم واطروحاتهم، وبهذا يمكن القول أن الحوار المجتمعي في الواقع عنصر ضاغط بقوة علي الساسة لكي يسرعوا بحواراتهم السياسية اخذين مخرجاته في الحسبان.