وقعت منطقتان، غربي العاصمة الليبية طرابلس، مساء الإثنين، اتفاقاً بوقف إطلاق النار، هو الثاني خلال يومين، عقب اشتباكات مسلحة، سقط فيها 4 قتلى و16 جريحاً من الطرفين. ونقل مراسل الأناضول عن مصادر محلية القول إن منطقتي "جنزور" و"ورشفانة" وقعا الاتفاق، برعاية وجهاء من منطقة "ترهونة" المجاورة، يقضي بوقف إطلاق النار بين مسلحين تابعين لكتيبة "فرسان جنزور" ومسلحين من منطقة ورشفانة القريبة منها. وبحسب المصادر يتكون الاتفاق من 3 بنود، هي وقف إطلاق النار الفوري، فتح جميع الطرق الرئيسية وانسحاب المسلحين من المدينتين، إضافة إلى تبادل الأسري وعدم القبض علي الهوية. ومساء أمس، تجددت اشتباكات في منطقة "جنزور" بين المسلحين، بعد ساعات من توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال مصدر في كتيبة "فرسان جنزور"، للأناضول، طالباً عدم نشر اسمه، إن "الاشتباكات جرت بجميع أنواع الأسلحة قرب محطة الكهرباء مع عصابات تمتهن الخطف، وتنتمي إلى منطقة ورشفانة"، على حد قوله. وسقط خلال الاشتباكات، التي اندلعت لأول مرة الخميس الماضي، 4 قتلى و16 جريحاً من الطرفين، وتسببت في خسائر مادية ونزوح بعض العائلات، بحسب المجلس البلدي لجنزور. ودعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء أمس، طرفي الاشتباكات إلى "وقف فوري للقتال وضبط النفس والتوقف عن ترويع المواطنين". ووفق مراسل الأناضول، لم تعلن الكتيبة ولا المسلحين الآخرين ولاءهم لأي من الحكومتين المتواجدتين حاليا في طرابلس، وهما الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، المعترف بها دوليا، و"الإنقاذ"، بقيادة خليفة الغويل. وعن سبب الاشتباكات، قال قائد الدوريات في كتيبة "فرسان جنزور"، جلال بشير، لقناة "النبأ" الليبية (خاصة)، إنها اندلعت إثر إلقاء الكتيبة القبض على شخص من منطقة "ورشفانة" متهم بمحاولة سرقة سيارة قرب نقطة "كوبري 17" بين منطقتي "جنزور" و"ورشفانة". ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا انقساما، تزامن مع فوضى أمنية أدت إلى تشكيل مسلحين كتائب، وتنصيب أنفسهم لحفظ الأمن في بعض المناطق، وبينما انضمت كتائب إلى حكومات تولت السلطة بعد الثورة، رفض البعض الآخر، ولم تستطع السلطات السيطرة عليها. وكانت العاصمة الليبية شهدت، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2016، اشتباكات مماثلة دامت ثلاثة أيام بين كتائب مسلحة وسط الأحياء السكنية، وقرب منطقة القصور الرئاسية، التي تضم مقار جهات سيادية؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.