كسب مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان معركة تكتيكية جديدة وقاد فريقه للفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد الذي سعى لترك بصمة إيجابية بموسم العودة لدوري الأبطال تحت إشراف البرتغالي جوزيه مورينيو. المباراة انتهت على فارق هدف واحد لكن بواقع الحال يمكن القول أن زيدان سينام مطمئناً على جاهزية الكثير من أسلحته للموسم الجديد في حين سيكون على مورينيو إعادة التفكير بالكثير من النقاط سواء من حيث قدرات اللاعبين أو من حيث ما قدموه بهذا الاختبار الحقيقي. الشوط الأول حمل بعض النقاط النادرة بالنسبة لريال مدريد فبواحدة من المرات القليلة شاهدنا أن نسبة استحواذ الميريغي بمباراة كبيرة تصل ل63% لأن الريال ليس عادة من الفرق التي تهتم بالاستحواذ بقدر اهتمامها بالتحكم بإيقاع اللعب والفريق وبالتالي ساهم الاستحواذ للإعلان على التفوق التام لوسط الميرينغي. معركة الوسط كانت العامل الذي رجح كفة الإسبان بالدرجة الأولى وبهذا نجد أن كل ثلاثي وسط الريال كان يجيد التنوع بالأدوار ما بين الدفاع والهجوم والأهم هو الربط الناجح والتبادل الكروي وهو ما سمح ببقاء الكرة تحت سيطرة لاعبي الميرينغي لدقيقتين كاملتين بإحدى مراحل الشوط عدا عن عدم نزول نسبة دقة تمرير أي من الثلاثي بالشوط الأول عن حد 95% في حين لم يتجاوز أي من لاعبي مانشستر حد ال85% بالحصة الأولى! قدم ماتيتش مباراة مميزة أظهر فيها القدرات التي ينتظرها عشاق الشياطين وربما كان تألق هيريرا بنسبة أقل لكنه كان عرضة التشتت الذي حدث بالفريق لأن لينغارد لعب دور "الحاضر الغائب" دفاعياً إضافة لذلك مازال بوغبا يفتقد لشخصية قائد الوسط هجومياً ومازال يبحث عن أن ينتظر استلام الكرة عوضاً عن بناء الهجوم وهو ما كان يضع عبئاً أكبر على هيريرا وبذات الوقت كان يعطي ثلاثي وسط الريال الحرية التي يريدها لتبادل الكرة وصناعة اللعب. هذه المشكلة ليست جديدة على مورينيو لأن النقاط ذاتها تتكرر وتُعاد كثيراً وحتى الآن مازال المدرب غير قادر على وضع حلول لها فلكل لاعب دور واحد واضح تقريباً والتغيير بالسمات نادراً ما يحدث إضافة لانعدام التفاهم بالخط الخلفي وهو ما يضعنا أمام سؤال…هل يمكن لأي مدرب الاعتماد على منظومة دفاعية مع خط دفاعي يلعب بإيقاع منخفض وسيء التمركز؟! الميرينغي لم يلعب بأفضل فريق ممكن فلا يمكن لأحد إنكار مرور بنزيمة وبيل بفترة سيئة ولو أن الأخير أظهر جدية أكبر من حيث الحسم أمام مانشستر بوقت انتظر فيه أسينسيو ورونالدو دورهما من على الدكة لكن هذه التغييرات أظهرت تمتع الريال باندماج جماعي بمنظومة التنوع إضافة لتغيير الأدوار المستمر وهو ما سمح لنا بمشاهدة كارباخال وهو يأخذ دور صانع الألعاب ويقدم بينية لكاسيميرو الذي بدا للحظة كأنه ينافس بنزيمة على مركز رأس الحربة ليسجل من لمسة على طريقة الهدافين بوقت لم نكُن نشاهد فيه أي إبداع أو تبادل بالمراكز بمانشستر يونايتد بل نشعر أن كل لاعب يحاول تكرار ذات الأدوار طيلة المباراة. هذا الاختبار لا يعني أن الريال يسير بطريق مفتوح لكن الأكيد هو أن الفريق أظهر قدرة دفاعه ووسطه على الاستمرار بالتألق والأهم أنه تجاوز مرحلة الوديات المحبطة وفتح صفحة جديدة لموسم مختلف أما مانشستر يونايتد فعليه العمل أكثر لأن موسم التحديات الأوروبية لا يتحمل تكرار أخطاء دفاعية سهلة!.