انتقل إلى جوار ربه فجر اليوم السياسي العتيق والقيادي الاتحادي علي محمود حسنين عن ثمانين عاما. وقد كان الفقيد في مبتدأ حياته ناشطاً في التيار الإسلامي ضد المد الشيوعي مع الرشيد الطاهر بكر وميرغني النصري وبابكر كرار وفاز بمنصب رئيس اتحاد جامعة الخرطوم ممثلاً عن الإخوان المسلمين (الاتجاه الإسلامي)، ثم انتقل للحزب الاتحادي معارضاً للجبهة الإسلامية بقوة وفاز بدائرة دنقلا، ثم اختلف مع السيد محمد عثمان الميرغني وأسس الجبهة الوطنية العريضة وظل في منفاه الاختياري متنقلا بين القاهرة ولندن. اعتقل ثلاث مرات في عهد حكم عبود العسكري (1958 – 1964)، وسُجن أيام مايو (1969 – 1985) لمدد وصلت سبع سنوات في أوقات متفرقة، وسجنته الإنقاذ البائدة لمدد تجاوزت ثلاث سنوات إلى أن عاد للسودان بعد الثورة الأخيرة واراد الله له أن يموت في وطنه بعد حياة مليئة بالنضال.