الشرق الأوسط لقي 23 سودانيا مصرعهم أمس في حادث تحطم طائرة في الجنوب، من بينهم وزير الدفاع في الحكومة الإقليمية لجنوب السودان دومينيك ديم، والمستشار السياسي والأمني لرئيس حكومة الجنوب الدكتور جاستن ياك ارب، إضافة إلى 21 آخرين أغلبهم من الضباط، في الحركة الشعبية التي تسيطر على مقاليد الحكومة التي يقودها الفريق سلفا كير. لكن مصادر في الحركة الشعبية قالت إن الحادث سببه عطل في إحدى محركات الطائرة، ونفت بشكل قاطع تعرضها لهجوم.وأعلن نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار أن الطائرة تحطمت في منطقة قوقريال، على بعد حوالي 375 كليومترا غرب جوبا عاصمة جنوب السودان. واستبعد مشار تماما أن يكون تم إسقاطها جراء اعتداء أو هجوم، وأضاف أن كافة الركاب قتلوا، بمن فيهم ديم الذي يعمل أيضا كمستشار للنائب الأول للرئيس سلفا كير.وقال متحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تسيطر على حكومة جنوب السودان دينق قوك إن سوء الأحوال الجوية هو السبب في تحطم الطائرة. وقال مشار إن «الطائرة التي تم استئجارها من إحدى شركات النقل الجوي كانت تقل وفدا من قيادات الحركة الشعبية من مدينة واو إلى مدينة جوبا (الواقعة على بعد 450 كلم إلى الشرق منها) بعد أن حضروا مؤتمرا قاعديا للحركة الشعبية لتحرير السودان»، التي قادت التمرد في الجنوب حتى إبرام اتفاق السلام مع الشمال في مطلع 2005. وأكد مشار انه سيتم إجراء تحقيق لمعرفة أسباب تحطم الطائرة.وتشكل المروحيات أو الطائرات وسيلة النقل الفضلى في أغلبية تنقلات (المسؤولين) السودانيين بسبب رداءة وضع الطرقات في البلاد. وكان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق قد قتل في حادث تحطم طائرة تابعة للرئاسة الأوغندية في جنوب السودان في العام 2005، وذلك بعد أشهر على انتهاء النزاع، وأسابيع على تعيينه نائبا أول للرئيس في السودان.وقال مصدر في الحركة الشعبية ل«الشرق الأوسط» إن من بين الذين لقوا مصرعهم زوجات دومنيك ديم وجاستن ياك وثلاث من الضباط الكبار مع حراسهم. وقال إن الجثث تفحمت تماماً، نافياً أن يكون الحادث وراءه تدبير من أي جهة، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق ستكشف ما وراء الحادث. وقال إن الأممالمتحدة تساعد في نقل رفاة الجثامين إلى مناطقهم ليتم دفنها. وتابع أن رئيس حكومة الجنوب والوزراء سيشاركون في مراسم الدفن المتوقع أن يتم اليوم الأحد.وأعلن رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفا كير الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس في كل أنحاء الولاياتالجنوبية وتشكيل لجنة تحقيق في الحادث ترفع تقريرها بأسرع وقت ممكن. وقال المصدر إن الحادث ربما يؤثر في انعقاد المؤتمر العام للحركة الشعبية المقرر انعقاده في العاشر من الشهر الجاري في جوبا. وينتمي الفريق دومينك ديم إلى قبيلة الدينكا اكبر قبائل الجنوب، ومن المنطقة التي ينتمي إليها سلفا كير، وقد تم تعيينه في التشكيل الوزاري بحكومة الجنوب في أكتوبر من العام الماضي، ويعتبر من قادة الجيش الشعبي الذين يثق فيهم سلفا كير، كما ينتمي الدكتور جاستن ياك الى قبيلة الدينكا وهو من قيادات حركة «انانيا» الأولى التي قادت التمرد في جنوب السودان في العام 1965 1972. وعمل طبيباً في مناطق بشمال السودان، وشغل منصب وزير مجلس وزراء حكومة الجنوب ثم أقيل ليتم تعيينه مستشاراً لسلفا كير.