أعلنت منظمة الفاو واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن دولة جنوب السودان تعاني من نقص خطير في الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية. واعتبرت المنظمتان أن انقطاع تصدير النفط من جنوب السودان سيؤثر بشكل سلبي على الجوانب الصحية والغذائية، وقد يؤدي إلى مصاعب عديدة. وتعليقا على ذلك، قال مفوض الشؤون الإنسانية في حكومة جنوب السودان دوير توت دوير -في حديث للجزيرة- إن المشكلة الرئيسية لا تكمن في وقف تصدير البترول ولا غلق الحدود مع السودان، بل في عدم وجود ميناء بجنوب السودان. وأكد أن هذه المشكلة هي أحد أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب استيرادها بواسطة الطائرات وليس عبر الموانئ أو الشاحنات، مشددا على أن جنوب السودان في حاجة ملحة الآن لتوفير الأغذية والأدوية وغيرها من المواد الضرورية. وبحسب تقرير مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي نشر الأربعاء، فإن انعدام الأمن الغذائي يهدد حوالي 4.7 ملايين شخص في جنوب السودان عام 2012 مقابل 3.3 ملايين عام 2011. وأعربت منظمة الفاو عن قلقها بسبب نقص الغذاء الحاد الذي يهدد حوالي مليون شخص، مقابل 900 ألف عام 2011. ورأى التقرير أن استمرار النزاعات وارتفاع أسعار الأغذية سيؤولان إلى ارتفاع عدد الذين يعانون من نقص الأغذية الحاد إلى ضعفيه. وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان كريس نيكوي في بيان إنها أزمة وشيكة لا يمكن للعالم أن يستخف بها، محذرا من أن الوضع مأساوي رغم الجهود المبذولة لمواجهته. وقال رئيس مكتب الفاو في جنوب السودان جورج أوكيه إنه يتعين كسر الحلقة المفرغة للجوع والفقر، مشيرا إلى أن هذا الأمر ممكن عبر مساعدة الناس على استئناف الزراعة وتربية الماشية ونشاطات أخرى تساعدهم على البقاء. وأفاد التقرير -الذي كشفت عنه الفاو وبرنامج الأغذية- أن إنتاج الحبوب الوطني عام 2011 كان أقل بنحو 19% من العام الفائت و25% من معدل السنوات الخمس الفائتة. وساء المحصول بشكل أساسي نتيجة شح الأمطار في بدء الموسم، فيما فاقمت النزاعات الجارية الوضع عبر توقف العمل في الحقول بشكل متكرر. ويتوقع أن ينقل برنامج الأغذية العالمي -في إطار عمليات الإغاثة- 150 ألف طن من الأغذية إلى 2.7 مليون شخص معرض للخطر عام 2012. وتطلب الفاو لمواجهة هذه الحالة 230 مليون دولار من الدول المانحة.