بقلم : صلاح شكوكو دعوني في المستهل أن أبعث بالتهنئة للجميع بمناسبة قرب أو حلول شهر رمضان المعظم .. وحقيقة فإن هذا الشهر الكريم فيه خروج كبير عن روتين الحياة وسيرها المتصل .. بل هو شهر إفاقة للنفس من الدوران الآلي الذي يسيرها .. بل هو شهر استجلاء وتأمل وتدبر ونظر .. وهو تقييم أيضا لما مضى .. لكن دعونا نقوم بإسقاط إشعاعي لسبر أغوار الحقيقة المسكوت عنها .. خاصة في الأمور الحياتية المتصلة بالعقيدة والدين فبعض نجومنا الرياضيين وربما كثيرون منهم لا يؤدون واجباتهم الدينية ولا يهتمون برمضان وصيامه ، وقيامه حتى خيّل لهم و للكثيرين منا وكأن عدم الانضباط وعدم الالتزام قرين بالنجومية .. بل وكأن النجومية هي في جوهرها ان تفعل ما تريد وقتما تريد و كيفما تريد بلا ضابط ديني ولا أخلاقي .. أو كأنها حالة فوضوية تبرر كل الأفعال كيفما تكون !!!! .... ربما تجد من يقول لك أن هذه مسالة شخصية .. بينما واقع الحال يفترض عكس ذلك ... فاللاعب في مقام النجومية يُعتبر قدوة لغيره .. لذا كان حري به أن يلتزم جانب الانضباط في سلوكه العام والخاص .. باعتباره تجاوز الحالة الشخصية ليصبح حالة عامة . إضافة الى ان اللاعب النجم يظل دوما في بؤرة اهتمام الآخرين ... محاطا بعيون الناس وفضولهم ومن الطبيعي ان يكون دائما في مقام الاستقامة والخلق الحميد .. طالما أنه مرصود الحركة والقول . وقبل هذا وذاك لا بد له كفردٍ مسلم ان يكون ملتزماً يؤدى فروضه وواجباته الدينية بشيء من الانضباط ... إلا ان واقع الحال يقول غير ذلك حيث لا شكر لله على مقام النجومية التي منحها اياهم .. ( الا من رحم ربي ) ... ولقد لاحظت ان معدل الالتزام الديني بين اللاعبين في ادني مستوياته .. وأن الملتزمين بينهم قلة ... بل يعتبرون صفوةً يُشار إليهم بالبنان .. ففي كل ناد هم بضع من الكل وربما كانوا مثار نوع من الاستخفاف والتهكم أحيانا من جانب بعض الجهلاء المجهلين .. وكأن الانضباط سلوك لا ينسجم مع الرياضة ونجوميتها . وللأسف الشديد هناك من لا يصلّون أبدا .. ومنهم من لا يدخل المسجد حتى في ايام الجمع ومنهم من يجمع الصلوات كلها في صلاتين او واحدة ( ان أداها ) ومنهم من يجاهر بذلك .. وكأن النجومية قد عفتهم من ذلك الالتزام الديني .. وياله من التزام ... او ربما تكاسلوا عن ذلك حتى دخلوا دائرة الغرور والعزة بالإثم ثم المجاهرة بذلك وربما الاستهزاء .... هنا لا نعمم لكن أكثرهم كذلك للأسف الشديد .. ولقد شاهدت مرة بأم عيني لاعبي منتخب دولة شقيقة ( .. ) و قد أدوا جميعا مباراة دولية نهارية رمضانية وهم صيام عدا واحد استفزني شربه للماء مختبئا .. لكنني حينما علمت أنه نصراني خبأ فيض استغرابي ... بينما ما زلت اذكر من كانوا لا يصومون رمضان ومبارياتهم ليلا .. بحجة المحافظة على اللياقة وكأن الصوم ينقصها وقد حارب المسلمون الأوائل ببدر وهم في رمضان وفي رمضاء مكة دون سؤال عن لياقة ... إلا ما كانت من الله . ولعلي انتهز هذه السانحة الكريمة في حضرة هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق .. لادعو نفسي اولا .... ثم بعد ذلك أولئك الغافلين من النجوم والرياضيين عموما (( وليتهم كانوا نجوما بحق )) أدعوهم للأوبة الى الله والالتزام بنهجه المتين ... صلاة ومذاكرة ومدارسة للقرآن ذلك ان الدنيا عرض زائل والنجومية وهج آفل والعمر مهما طال فهو محدود ولن يبقى منه الا العمل الصالح وسنترك الدنيا وزخرفها و لو بعد حين .. فتعالوا بنا اخوتي لأن نجعل من الشهر الكريم هذا مناسبة نحاسب فيها أنفسنا .. ونراجع فيها درجاتنا في ميزان الخالق .. ودعونا نعتبرها لحظة مواتية لمحاسبة الذات .. ولتكن لحظة ميلاد جديد .. ولنكن نجوما في سماء الطاعة والالتزام ... وليكن المصحف بين أيدينا دونما هجران ( ودستورا يهدينا ) .. ولتكن الصلاة فوق كل عمل وقبل كل مران أو مباراة .. والله ... اكبر من كل امر .. وليكن رمضان شهر طاعة نخلص فيه لله ... ذلك ان كل عمل ابن آدم له الا الصوم فأنه لله وال له يجزي به خير الجزاء ... وحتى نتذوق حلاوة الطاعة وطعم العبادة لابد ان نقرن اعمالنا بالاخلاص وصدق النوايا .. ليسدد الله خُطانا ويوفقنا في الدنيا والآخرة . والصلاة اخي الرياضي هي عماد الدين وحبله المتين فلا تلهيك ملذات الحياة ونظرات الإعجاب عنها ولا التمارين والمباريات والمغريات والملاهي وجلسات المعجبين وصيحات الغافلين .. ولا بارك الله في عمل تركت من أجله الصلاة . . .. فنوّروا حياتكم بنور الله أشعلوا مصابيح نجوميتكم بنور طاعته وبركته صياما وقياما وحسن خلق . وما هذا الإعجاب والصخب إلا زخرف آفل .. يتبدد مع الأيام ثم يتوه خلفها سرابا .. حينها يتجرد النجوم من كل شيء الا العمل الصالح ورصيده في بنك التقوى .. فاجعلوا رصيدكم لدار لا تعرف النجوم . آملين أن نسمع أن لاعبا قد سافر لأداء الحج أو إعتذر للسفر مع نادية بسبب سفرة لأداء شعيرة الحج أو العمرة .. (( بينما الكثيرون يسافر بإسم العمرة لأشياء أخرى )) أو أن نسمع أن لاعبا ما قد تأخر عن التمرين قليلا لأنه كان يؤدي صلاته أو نحو ذلك . وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير ولا تنسونا من الدعاء .. ولا خير فينا إن لم نقلها .. صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) [email protected]