وكالات لم تدم طويلا فرحة التونسيين بتأهل منتخبهم الى نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم العام المقبل للمرة الرابعة في تاريخهم لتطغى الاختلافات والانقسامات في الاوساط الرياضية في تونس حول منح الافضلية لبطولة العالم بالمانيا او لبطولة افريقيا بمصر. ومنذ ان نشرت صحيفة الصحافة الحكومية قبل نحو اسبوع خبرا يشير الى ان المدرب الفرنسي لتونس روجيه لومير يعتزم إعفاء عدد من لاعبيه الاساسيين خلال كأس افريقيا للامم بمصر العام المقبل حتى تصاعد الجدل بين رافض ومؤيد لهذا الموقف. وفي اول ردود الفعل قال المدرب الوطني التونسي السابق خميس العبيدي إنه لا يجب التفكير في إعفاء بعض العناصر من بطولة افريقيا للامم ومن الواجب على الفريق المحافظة على لقبه بعد احرازه لاول مرة عام 2004. وكان المدافع كريم حقي لاعب ستراسبورج الفرنسي قد اعلن انه طلب من لومير النظر في امكان اعفائه خلال بطولة افريقيا اضافة الى عدد من اللاعبين المحترفين الاخرين الذين لم يعلنوا بعد مواقفهم لكن يبدو ان فرقهم ترغب في التعويل على مجهوداتهم مثل زياد الجزيري من تروا الفرنسي وسيلفا دوس سانتوس من تولوز وحاتم الطرابلسي من اياكس الهولندي. ويضم المنتخب التونسي نحو 20 لاعبا محترفا في بطولات اوروبية. ويدفع الرافضون لفكرة اعفاء اي لاعب من بطولة افريقيا للامم بانه لم يعد مسموحا ان يكون الحديث عن التمثيل المشرف بعد القفزة الكبيرة التي حققتها الكرة التونسية على الصعيد الافريقي خصوصا منذ احرازها اللقب لاول مرة عام 2004 عندما استضافت بطولة افريقيا للامم. وقال المدرب المنصف الشرقي "لا اجد صراحة تفسيرا منطقيا لهذه الفكرة ثم لا يجب ان ننسى اننا ابطال افريقيا واذا كانت الحجة امكانية فقدان المحترفين لاماكنهم في فرقهم فاني اؤكد ان بطولة افريقيا قد ترفع اسهم بعض اللاعبين وتجلب لهم انظار ابرز الفرق العالمية." اما الصحفي قيس بن مراد من جريدة الاخبار فكتب يقول "اذا لم نحلم الان بتتويج افريقي جديد مع منتخب العملاق روجيه لومير فمتى تريدون ان نحلم بذلك وهل يعقل ان نفوت في حظوظنا في هذا العصر الذهبي للمنتخب التونسي." ويفخر كثير من التونسيين بمنتخب بلادهم ويعتبرون ان الجيل الحالي هو احد افضل اجيال الكرة في تاريخ البلاد على الاطلاق ويدينون للومير بهذا الانجاز. اما المؤيدون لفكرة المشاركة حتى بالفريق الثاني في البطولة الافريقية بمصر فحجتهم ان الاولوية الان هو التركيز على بطولة العالم والتأهل للدور الثاني لاول مرة في تاريخ المشاركات التونسية. ويقول حمادي العقربي نجم الكرة التونسية خلال السبعينات والثمانينات انه "حين يفسح المجال للعناصر الشابة للمشاركة في النهائيات القارية بمصر فاننا نكون قد ضمنا مستقبلا افضل لكرة القدم التونسية." وتتصدر تونس المجموعة الثالثة في بطولة افريقيا للامم التي تضم زامبيا وجنوب افريقيا وغينيا وستخوض كل مباريات الدور الاول بالاسكندرية في مصر. اما محمد علي المحجوبي وهو لاعب دولي سابق فيعتبر ان كأس العالم اهم من كاس افريقيا قائلا "لاعبونا المحترفون يحتاجون الى تركيز اقدامهم في انديتهم الاوروبية وتحولهم الى مصر قد ينعكس سلبا على اوضاعهم في اوروبا." ولم يصرح لومير الذي ساهم في احتراف عدد من اللاعبين التونسيين في اوروبا علنا عن نيته في المشاركة بالفريق الثاني لكن عدة مؤشرات توحي بان هذا الامر قد يحدث فعلا. غير ان المدرب المخضرم عبد المجيد الشتالي الذي قاد تونس لاول مرة في تاريخها الى بطولة العالم في الارجنتين عام 1978 كان اكثر واقعية حين قال ان "الاهداف هي التي تحدد التوجهات." واضاف ان التضحية ستكون ضرورية في هذا الوقت خصوصا ان بطولة افريقيا وبطولة العالم ستقامان في وقت متقارب. وتابع يقول "لايجب ان ننسى ان تونس تحمل امال التونسيين وامال كل الافارقة في كأس العالم لذلك العبور الى الدور الثاني والتألق في المانيا سيكون فخرا للجميع." وتطمح تونس ممثل عرب افريقيا الوحيد في بطولة العالم الى تخطي الدور الاول لاول مرة بعد تأهلها للمرة الرابعة في تاريخها والثالثة على التوالي.