نحاول في هذه المقالة تفنيد دعاوي التكفيريين بالبينات ، وبلين القول وأحسنه ، وبآيات من الكتاب المنير !
ونزعم أنه في القرن الحادي والعشرين ، قرن حقوق الإنسان ، لا يوجد تصنيف ثنائي ، يفرق بين بني آدم :
هذا مؤمن ، وذاك كافر !
هناك أصحاب الديانات السماوية من مسلمين ومسيحيين ويهود !
وهناك الديانات الوضعية من بوذية وكنفوشسية وما رحم ربك من ديانات ومعتقدات قبلية وكجورية !
هناك الملحدون ، الذين ينكرون وجود الله !
وهناك الذين لا دين لهم !
لا يمكن أن نوصم أي واحد من معتنقي هذه الديانات السماوية والوضعية ، وحتى من الملحدين ، ومن لا دين له ، بأنه كافر !
نقول هذا مسيحي ، وذاك بوذي ، وهذا ملحد ، وذاك لا دين له ! ولكن لا نسمح لأنفسنا في هذا القرن ، أن نقول هذا كافر !
كلمة كافر أصبحت كلمة فاقدة الصلاحية ، في هذا القرن ... حتى لوصم غير المسلمين ، فدعك من وصم المسلمين الذين يؤمنون بقطعيات الوحي وصحيح السنة ، ولربهم يسجدون !
نختزل ملاحظاتنا في ثمان محطات كما يلي :
2 - المحطة الأولى ! + الوقاية خير من العلاج ... هذه مسلمة لا يختلف عليها عنقاليان ! ولا تقتصر فعالية وفاعلية هذه المقولة على عالم الطب وعلم الأمراض ، وإنما تشمل كل القطاعات الإنسانية ، وبالأخص الفكرية ! علماء السوء مصابون بالرشح والزكام الفكري ! ولو قعدوا في بيوتهم ، لكفوا الناس انتقال العدوى منهم إلى الأصحاء ! ولكنهم يمشون بين الناس في الأسواق والمنتديات ! في هذه الحالة ، على الأصحاء ، وضع كمامات واقية على انوفهم ، لتقيهم فيروسات وجراثيم زكام علماء السوء ! واجب المثقفين والمفكرين في المجتمع السوداني ، بل هو فرض عين ، أن يمدوا المواطنيين بكمامات واقية ، لتقيهم ضد فيروسات وجراثيم رشح علماء السوء ! هذه الكمامات الواقية هي كمامات فكرية ، لتوعية وتثقيف المواطنين ضد فيروسات وجراثيم علماء السوء الفكرية ! عليه نهيب بالكتاب والمفكرين ان يكتبوا ، ويتكلموا في كافة المنابر ، لتوعية المواطنين ، وفضح ضلالات وخزعبلات علماء السوء ! هذا فرض عين على كل مفكر سوداني ! في هذا السياق ، قال الرسول ( صلعم ) : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) ! العلم = الدين الإسلامي ، عدوله = المفكرين والكتاب من أمثالكم ، الغالين والمبطلين والجاهلين = علماء السوء ! وفي نفس المعنى ، تقول الآية 110 من سورة آل عمران : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ... ) نكرر ... على الكتاب والمفكرين أن يتذكروا أن الوقاية خير من العلاج ! وواجبهم المقدس تعرية سوءات علماء السوء ، وفضحهم ، حتى لا يشيعوا الفتنة بين أهل بلاد السودان ! 3 – المحطة الثانية ! + علماء السوء يجاهدون في تشويه صورة الإسلام الوضيئة ، وطمس أهم ايجابياته المتمثلة في التسامح ، والتعايش السلمي ، واحترام الآخر وإكرامه ، كما أمرهم ربهم في الآية 70 من سورة الإسراء : ( ولقد كرمنا بني آدم ) هذه الإيجابيات هي التي رفعت من أسهم رأس المال الإسلامي ، وجعلت الإسلام مكة يحج اليها الناس من كل فج عميق ، ويدخلون في دين الإسلام أفواجأ ، فسبح بحمد ربك ، واستغفره ، إنه كان توابأ ! نعم ... بفضل هذه الإيجابيات ، صار الإسلام أسرع الأديان انتشارا ، في القرن الحادي والعشرين ، رغم أنف علماء السوء ، الذين يكفرون المسلمين عشوائيأ ، وينفرون غير المسلمين من الدخول في دين الإسلام ! 4- المحطة الثالثة !
+ فتاوي علماء السوء التكفيرية تزرع الفتنة بين المسلمين ... والفتنة أشد من القتل ! يوزع علماء السوء صكوك الغفران ، وشهادات الإسلام ، وطواقي الإيمان على المواطنين ! فيباركون هذا بأنه مؤمن ، ويسلمونه طاقية الإيمان ! ويدمغون ذاك بأنه كافر ، ويلبسونه طاقية الكفر ! مرجعية علماء السوء الحصرية في توزيع طواقي الكفر ، هي ارضاء السلطان ! علماء السوء موظفو خدمة مدنية في نظام البشير ، يعتمدون في معاشهم على ما يجود عليهم به نظام البشير ! فهم سدنة ، ومخالب قط لنظام البشير ، الذي يستخدمهم ، كالأراجوزات ، لدمغ معارضيه السياسيين ، ووسمهم بالكفر ، كوسيلة ذئبية للتخلص منهم ! إذن نظام البشير مسئول تماماً عن إرغام علماء السوء ، على التراجع عن فتاويهم التكفيرية ، والإعتذار عن تسميمهم أجواء التسامح والسلام في بلاد السودان
كفر علماء السوء الحزب الشيوعي وقادته ! كفر علماء السوء علماء الطرق الصوفية ، وعلى رأسهم الشيخ البرعي ! كفر علماء السوء أهرامات الفكر الإسلامي المتجدد ... السيد الإمام والشيخ حسن الترابي ! أغمض علماء السوء أعينهم عن سكسكات الرئيس البشير وسط البنات ! أغمض علماء السوء أعينهم عن الكبائر التي ارتكبها الرئيس البشير وزباينته ، من إبادات جماعية ، وجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم حرب ، وجرائم تعذيب ، واغتصابات للحرائر ! تجاهلوا الفساد المالي والإداري الذي فاحت روائحه الكريهة ، وعمت القرى والحضر ! أغمضوا أعينهم عن أعداء الوطن الحقيقيين ... الفقر ، المرض ، والجهل ! وصوبوا عدساتهم على قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع ... النقاب ، وصلاة المرأة بمحازاة الرجل في صلاة الجماعة ، وشهادة المرأة في عقود الزواج ، وتشييع المرأة للموتي ، وغير ذلك من القضايا التي لا تمس عقيدة ولا تقترب من الكبائر ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة ، ساعين لتحويل الدين الإسلامي السمح المتسامح إلى دين فرقة ، وشقاق ، وتناحر ! 5- المحطة الرابعة !
+ إتفق العلماء أن قذف عقيدة المسلم ، بتكفيره ، أكبر وأشنع من قذف عرضه ، بإتهامه أو زوجه بالزنا ، مثلأ ! في هذا السياق ، يماثل الرسول ( صلعم ) بين تكفير المؤمن ، وقتله ... فهما سيان ! قال : وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ ! إذن التكفيريون قتلة ، ومجرمون ، بحسب حديث الرسول ( صلعم ) !
لا ... بل هم أضل سبيلأ ، كما سوف نبرهن لاحقأ !
وقال : ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ! فقد باء بها أحدهما! إن كان كما قال ! وإلا رجعت عليه )! يقصد الرسول ( صلعم ) أن القائل بتكفير أخيه المسلم ، يصبح كافرأ ، ما دام أخوه ليس كما ادعى فيه، جورأ وبهتانأ ! نظرية البومرانج الأسترالي ، أو السهم الذي يرجع إلى راميه ! الاية 112 في سورة النساء ، تقرب هذا المعنى : ( وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً ، أَوْ إِثْماً ، ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً ، فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً ، وَإِثْماً مُّبِيناً! ) ! وفي أحسن الفروض ، فإن سب وأذية المؤمن لأخيه المؤمن ، ونبزه له بأبشع الألقاب ، وأبغضها إلى الله تعالي ( كتكفيره ) ، لهي من الكبائر ، التي نهى عنها سبحانه وتعالى في الآية 11 في سورة الحجرات : ) وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ، وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ، بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ، وَمَن لَّمْ يَتُبْ ، فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) !
وقد ذكرنا عالم الخير الدكتور عبدالرحمن الغالي في مقالته التحفة بحديث الرسول ( صلعم ) أن المؤمن ليس بطعان ، ولا لعان ، ولا فاحش ، ولا بذئ ، ولا جواظ ، ولا عتل ، ولا همزة ، ولا لمزة ، ولا حطمة ، ولا متفيهق ، ولا حسود ، ولا كنود ! فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ، ويده ! والمؤمن من أمنه الناس! في كل ذلك آيات لعلماء السوء ، لعلهم يتفكرون ! 6 – المحطة الخامسة !
+ قال الإمام الأكبر عليه السلام: المزايا في طي البلايا ! والمنن في طي المحن! صحيح ... رب ضارة نافعة ! وعسى أن تكرهوا شيئأ ، وهو خير لكم ! مقذوفات علماء السوء التكفيرية ربما تكون قد أفادت بتعرية خوائهم الفكري والفقهي ، وبتجلية صورة الإسلام الحق ، وإزالة الغبار الذي أرادوا كيله عليها ! ورب ضارة نافعة ، لأن مقذوفاتهم التكفيرية قد ارتدت إلى نحرهم ، فحرقتهم ، دون أن تمس المؤمنين المسلمين الشرفاء ، الذين إن أصابتهم سراء شكروا ، فكان خيراً لهم ! وإن أصابتهم ضراء صبروا ، فكان خيراً لهم ! 7 - المحطة السادسة ! + الآية 29 في سورة الكهف واضحة وصريحة الدلالة ، ولا تحتاج إلى اجتهاد ، أو درس عصر لفهمها واستيعابها ! فهي تقول بوضوح :
نعم ... من شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، وحسابه عند ربه ، يوم القيامة ، وليس في الحياة الدنيا ، على أيادي التكفيريين !
ألم يقرأ التكفيريون هذه الآية ، وهم الذين يدعون معرفة بالإسلام وتعاليمه ؟
أم على قلوب أقفالها ؟
8 - المحطة السابعة !
الإسلام أن تؤمن بقطعيات الوحي وصحيح السنة !
نقطة على السطر !
لا يملك أي كائنا من كان أن يكفرك ، وأنت تؤمن بقطعيات الوحي ، وصحيح السنة !
علماء السوء يكفرون المسلمين وأهل الكتاب من المسيحيين ، واليهود ، الذين لا يؤمنون بقطعيات الوحي ، وصحيح السنة ! كما يكفرون أصحاب الديانات الأفريقية ، ومعتنقي الديانات الوضعية مثل البوذية ، والكنفوشيسية ! ويكفرون الملحدين ، والذين لا دين لهم ، ممن لا يؤمنون بالله ولا برسوله الخاتم !
ماذا بقي من بني آدم ، ليستحق تكفير علماء السوء ؟
كان لحديث علماء السلطان الأقصائي المنفر ، القدح المعلى في تقسيم بلاد السودان إلى قسمين ! هرب الجنوبيون منهم ومن نباحهم ، إلى دولة منفصلة ، ربما أدخلها نباح التكفيريين في حرب ضد بلاد السودان ، في القريب العاجل ! فيموت الآلاف من الجانبين ، ويتشرد الملايين !
والسبب نباح التكفيريين !
أن تحمل عليهم يلهثون ، وأن تتركهم يلهثون !
بفضل نباح علماء السوء ، انفصل الجنوب ، ففقدنا الوحدة والسلام معاً ، وكذلك البترول ... وكانت النتيجة الضائقة المعيشية التي يكتوي بنيرانها الشعب السوداني !
وهناك ( جنوبات جديدة ) في الطريق ، لديها قابلية للإنفصال!
هذه الشرزمة التكفيرية من المنافقين عبدة السلطان ، لا تعدو إلا أن تكون مخلب قط ، تسعى لرمي دولتي السودان في أتون الحرب الضروس ، التي تجذب اليها القوى الإقليمية والدولية !
التكفيريون يقشون الدرب ، ويهيئون الظروف لتدمير ما بقى من بلاد السودان !
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ !
هؤلاء وأؤلئك من التكفيريين ، يجسدون أكبر خطر على الأمن القومي السوداني !
فما بال هؤلاء القوم ، لا يكادون يفقهون حديثا ؟
9 – المحطة الثامنة !
الحاضر من التكفيريين يكلم الغائب أن السيد الإمام يمثل ، في التاريخ وفي الحاضر ، أكثر من تطوع في سبيل رفعة كلمة لا إله الا الله ، محمد رسول الله !
وأن السيد الإمام من كتب بخط يده الكريمة ميثاق ثورة أكتوبر 1964 ، ومن كتب بخط يده الكريمة ميثاق انتفاضة أبريل 1985 ... فهو أبو الثورات في بلاد السودان ، وبإمتياز !
هؤلاء زعمائي فجئني بمثلهم ، إذا جمعتنا ، يا هذا ، المجامع !
يدعو السيد الإمام لثورة فى منهج التفكير الخلاق ! لأن مشاكل المجتمع السوداني المعاصر ليست بسيطة , وإنما هى شديدة التعقيد ! بما يتطلب تفكيرا جدليا مركبا !
من يزايد على السيد الإمام ، من علماء السوء ، وغيرهم من علماء السلطان ، لم تلده أمه بعد !