· مشكلتنا أننا نكتب عمّا نقرأ وليس في هذا عيب لأن ما يهمنا دفع الخطوات الإيجابية في الاتجاه الصحيح للوصول بها إلى غاياتها المرجوة، خاصة عندما تكون التصريحات من شخصيات فاعلة ومؤثرة في الساحة. · حملت صحف أمس الأول تصريحات للنائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه تفيد بأن الرئيس يعكف هذه الأيام على وضع خطة إستراتيجية شاملة وفاعلة للوصول إلى حلول جذرية لمشكلات السودان ومسببا ت النزاع في دارفور، كما حملت صحف أمس تصريحات للرئيس يعلن فيها أن هذا العام سيكون الأخير في معاناة مواطني جنوب كردفان.
· نبدأ بقول أهلنا الذين كانوا ينصحونا بأنه إذا قالوا لك (سمين) قل آمين، وها نحن نقول آمين بملء أفواهنا، رغم اقتناعنا بأن تحقيق الأمنيات ليس بالسهولة التي تخرج بها التصريحات، خاصة وأنه قد طال الأمد على النزاعات في بلادنا. · للأسف انتهى أطول نزاع بين الشمال والجنوب بانفصال جزء عزيز من السودان، ما زلنا نحرص على اعتباره كما أرادوا هم - أهل الجنوب - عندما اختاروا اسما لدولتهم أن يكون لصيق الصلة بالسودان الأم ، ليس فقط جغرافيا، وإنما نسعى إلى جعل هذه الصلة اللصيقة إنسانية واقتصادية وثقافية وفنية ورياضية حتى تتعزز الصلات الطبيعية بين المواطنين السودانيين في الشمال والجنوب. · للأسف أيضاً استمرت النزاعات في دارفور رغم الجهود المخلصة التي بذلها الأشقاء والأصدقاء في إنجمينا وأبوجا والدوحة و... الخ، ورغم الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها لأنها للأسف "وقعت" في محك الواقع العملي والميداني، وما زالت النزاعات مستمرة حتى أصبحت بين القبائل الدارفورية نفسها. · للأسف أيضاً تصاعدت نزاعات أخرى في السودان الباقي خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي، و تعمقت بسبب الشحن العاطفي للقبائل التي كانت تتعايش في أمن وأمان بدعاوى عرقية وإثنية عقدت المشاكل وزادت الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية في ولاياتهم. · لا نقول ذلك من باب قفل الطريق أمام الأمل في محاصرة هذه النزاعات، وإنما على العكس نحن على يقين تام بأنه رغم سكل هذه المطبات السياسية والأمنية، فإن الحل السياسي الشامل ممكن إذا خلصت النوايا وجد العزم للوصول إليه، هذا الحل لا يمكن أن يبلغ غاياته ما لم يستصحب معه الآخر المعارض الذي يسعى بدوره للوصول إلى هذا الحل ، دون إغفال للكيانات التي فرضت نفسها بحكم الأمر الواقع، على أن تتحد هذه الكيانات المسلحة خلف راية سياسيةواحدة تجمع بين تطلعات أهل الولايات محل النزاعات واستحقاقات التحول الديمقراطي الأهم لتأمين التعايش بين مكونات الأمة السودانية في ظل دولة المواطنة وليس دولة الحرب.