الشوش والنقاش وتأسيس مجلة الدوحة أنعت الأخ أسامة بالزمالة لأن سوانا ينتمي إلى عالم الصحافة والإعلام وقد عاصرتُ جزءا كبيرا من الفترة التي يتناولها الأخ أُسامة في برنامجه في اليوتيوب عن قطروالإمارات .. لقد عملت محررا صحفيا في وكالة الأنباء القطرية 1979-1981 وعملت مترجما ومحررا متعاونا مع مجلة الدوحة في أوج انتشارها ومجدها ونشرت فيها بعض المقالات .. وفي الإمارات شاركت مع بعض شباب الإمارات في القوات الجوية في تأسيس مجلة القوات الجوية وهي مجلة علمية متخصصة في الطيران والتكنلوجيا العسكرية .. الدكتور أسامة يمتلك ذاكرة قوية ومقدرة سردية فائقة تمكنه من تتناول الواقع كما عاشه وعايشه في الخليج .. تختلف أو تتفق مع الدكتور أسامة ولكن لا بد أن تقدر وتعجب باسلوبة المشوِق حيث يقود المشاهد بلا عناء إلى مقاصده .. قد يكون الطرح مؤلما أحيانا ولكن قد يتطلب المرض المستعصي العلاج المر في بعض الأحيان .. أقول هذا وقد أختلف مع الكتور فوزي في بض الطرح ولكن اعتقد أنه يبذل جهدا مقدرا في تصوير الواقع الذي عاشه كما رآه من منظوره الخاص .. وبهذه المناسبة أريد أن أصحح جزءا عايشته وعرفته وهو ما يختص بمجلة الدوحة .. فالذي قام بتطويرها وتأسيسها حقا الناقد والأديب والأستاذ الجامعي السوداني الدكتور محمد إبراهيم الشوش العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة الخرطوم واشتاذ الأدب المقارن السابق في جامعة ادمنتون البرتا – كندا .. تعاقد مع الدكتور الشوش لتأسيس مجلة الدوحة الكاتب والروائي المعروف الطيب صالح حين كان مديرا للإعلام في قطر والأستاذ عيسى الكواري كان وزيرا للإعلام حينذاك.. ربما إستقى الدكتور فوزي - وغيره كثر- معلوماته من الوكيبيديا وهي مصدر غير موثوق به في البحث الأكاديمي وهذا لا يغيب عن الدكتور فوزي .. الأستاذ رجاء النقاش الناقد المصري المرموق تولى رئاسة التحرير بعد الدكتور الشوش الذي استقال من المنصب بعد خلاف نشأ بينه والأستاذ الكواري وغادر الدوحة إلى كندا ومازال هناك .. والحق أقول إنه لم يقِل نشاطي وتعاوني مع مجلة الدوحة بغياب الدكتور الشوش بل زاد وتنامى بسبب أريحية ومهنية النقاش .. ولن أنسى موقفه تجاه مقال كتبته عن الأديب السوداني المغمور معاوية والذي رفضت نشره إدارة التحرير بدعوى الإساءة إلى زعماء النهضة الأدبية في مصر !! وقد أمر النقاش بنشرة مخالفا إدارة المجلة .. وتلك قصة أخرى سأقوم بتفصيلها في مقال آخر إن شاء الله .. وأقول في الختام إن ما قاله الدكتور فوزي عن مجلة الدوحة ليس بدعة بل متداول في الشبكة العنكبوتية .. وما الإنترت إلا أدغال يتجاور فيها الغث والثمين وتتطلب كثيرا من التروي والتمحيص .. وقد تساءل الشاعر والكاتب والروائي الإنجليزي الأمريكي إليوت قبل ما يقارب القرن في "الصخرة" : أين الحياة التي ضيَّعناها في العيش؟ أين المعرفة التي ضيَّعناها في المعلومات وكأنه عنى بذلك الإنترنت قبل إكتشافها بزمن بعيد من حيث أنها تحتوي على الكثير من المعلومات التي يضيع فيها محصول المعرفة .. التحية للدكتور فوزي وأطروحاته المثيرة للإهتمام .. الفاتح إبراهيم كاليفورنيا – الولاياتالمتحدة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.