*كنا نحسب أن هذا النظام من أكبركوارثه أن أعطى أصحاب الجنسيات المزدوجة المواقع التنفيذية ، والدستورية والوزارات السيادية ، ومارس التمكين ، بعد أن عمل على تفكيك الخدمة المدنية ، وألغى الوظائف تحت مسمى الغاء الوظيفة ،وشرد كفاءات الخدمة المدنية باسم الصالح العام ، وأتى بمنسوبيه للمواقع القيادية فى دولاب الخدمة المدنية وكل مؤهلاتهم أنهم حفظة قرآن من خريجي الخلاوي ، فدمروا بذلك الخدمة العامة ، وشوهوا الاسلام وحق عليهم الوعيد (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) و(رب مصل لم يقم الصلاة) و( ورب مصل لم تزده صلاته من الله الا بعداً) فلاهم قدموا للمؤسسات علماً مدنياً ، ولا هم عاشوا شمائل القرآن وخلقه،فضاقت بلادنا على سعتها باهلها ، وطفق الشباب والعلماء وكافة كفاءات بلادنا يضربون فى الارض بحثاً عن دول تقدر قدراتهم وعلمهم فاستقبلتهم دول الدولار والبترول واليورو كخبرات وقدرات جاهزة لم تكلفهم سنتاً واحداً. *فكانت الهجرة غير المسبوقة فى تاريخنا المعاصر ،ومن الطبيعي أن لانصادر حق من إختار المنافي ليحل مشكلته الخاصة أو الاسرية ، فهذا هو تقديره الخاص وحتى عندما يهاجر ويستلم جنسية أخرى ، فهو أمرٌمقدّر تماما ، فمثل هذا فليسافر ويستبدل الجنسية بالكيفية التى تروق له ، لكن عندما نطالع التهليل للمواطنة الامريكية مزاهر صالح والمهاجرة منذ 1997الى الولاياتالمتحدة ، فان قمة البلاهة أن نحسب أن فوزها هو نصر للانسان السودانى متناسين عن عمد أنها قد رضعت من ثدي هذا البلد الحلوب ثم اختارت بمحض ارادتها أن تكون مواطنة امريكية فى اطار دستور متنوع يسمح بالتعدد وتبادل السلطة ومفعّل ومحروس بالقضاء المستقل ، بينما دستورنا يحمل التعدد ايضاً لكنه مجير لفئات ضعيفة الوطنية وضعيفة الايمان بالله.لهذا نجد الاحتفاء بالسيدة مزاهر صالح المنحدرة من جزيرة مقاصر ، ولسان حالها يقول بلا مقاصر بلا لمة!!ولاندري علام نحن محتفون بها؟! *أما المنظر المأساوي فقد تجسد فى العلم الامريكي الذي كان يحمله الفنان السودانى الذى غنى لنا وتغنينا معه بالقومة ليك ياوطنى ، ولكن لأن أعذب الشعر أكذبه فان كابلي لم يجد حرجاً وهو يحتفل احتفالاً بسيطاً فى الثانى من نوفمبر بحيازة الجنسية الامريكية وبيده العلم الاميركي أمام النافورة ولانجد أثراً للعلم السوداني الذى تمنينا أن يحمله كابلي على الاقل ليمسح به دموع الفرح بالجنسية الامريكية ،ولاندري لاي وطن ستكون قومة كابلي بعد للجنسية الأمريكية؟!وعندنا كما تعلمنا من المعلم الشهيد ابي الاستاذ محمود محمد طه حين قال( انا زعيم بأن السودان هو قبلة العالم منذ اليوم ، فلايهولن احد هذا القول لكون السودان قطرا جاهلا خاملا وفقيرا ، فان الله قد حفظ على اهله من اصايل الطبايع مايؤهله لريادة هذا الكوكب الحائر) ونحن منتظرون هذا اليوم رغم أنف هذا النظام ورغم كل شئ سنبقى نغني القومى ليك يا وطني ، وسلام ياااااوطن.. سلام يا (حرض المؤتمر الشعبي نواب تشريعي الجزيرة باللجوء للمحكمة الدستورية) من سيحرض شعب السودان لاستعادة خياراته الديمقراطية التى سلبت منذ1989؟!رد يامؤتمر ياشعبي او سلملي على التحريض؟!وسلام يا الجريدة الجمعة 10/11/2017