قرأت قبل سنتين على صفحة اسرائيل بالعربية خبرا مهما جدا وهو ان اسرائيل تعتزم اطلاق انترنت مجاني للعالم بأسره عبر الفضاء وأن هذا المشروع يمضي على قدم وساق . كما ان هناك شركات امريكية ابدت استعدادها لخوض هذه المغامرة . فقد ورد بمجلة العربي أنه قد تقدمت شركة "سبيس إكس"، وهي مؤسسة أميركية لتكنولوجيا الفضاء، بطلب رسمي إلى هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية بشأن مشروع ضخم، يرمي إلى توفير إنترنت مجاني لسكان الكرة الأرضية. ويعتزم المخترع إيلون ماسك، صاحب الشركة، إطلاق مشروع الإنترنت المجاني بعد منحه الموافقة. واذا ما حدث هذا بالفعل سواء عبر اسرائيل والتي اعتقد انها هي التي ستهتم اكثر بهذا المشروع لأنه يحقق لها فوائد سياسية استراتيجية او عبر الشركة الامريكية ؛ فإن شركات الاتصالات التي تسرق اموالنا ستصل الى حافة الافلاس بسرعة ، فالانترنت اليوم يوفر للفرد كل ما يرغب فيه من اتصال صوتي ومرئي مجاني ؛ وتجارة الكترونية وتسويق رقمي ...الخ ؛ ومجانية الانترنت تعني ثورة كبرى في عصر العولمة ؛ وانهاء للاحتكار الابتزازي الذي تتمتع به شركات الاتصالات التي تبيع لنا الهواء بمبالغ طائلة جدا ؛ وتتمتع بامتيازات سياسية وامنية لدى الحكومات باعتبارها الاقدر على مراقبة الاتصالات التلفونية. شركات الاتصالات في السودان تربح المليارات وفوق هذا فهي ترفع كل يوم من اسعار خدماتها ، وبعض هذه الشركات خاضعة تماما للاجهزة الامنية مما يفقد عملاءها اي خصوصية. ولذلك فان هذه الشركات الضخمة ربما لن تقف مكتوفة الايدي امام اي مشروع لانترنت فضائي مجاني ؛ ولكن اذا كان بآمكان هذا اللوبي سحق اي مبادرة في امريكا فإنه لن يتمكن من ذلك في اسرائيل ، فإسرائيل تعمل لدعم موقفها السياسي من خلال فك الحصار عنها بأي طريقة ، واطلاقها لانترنت مجاني يعني انها تقدم للانسانية خدمة جليلة جدا ، مما يعزز موقفها لدى الشعوب الأخرى خاصة في الدول النامية كدول امريكا اللاتينية التي لا زالت حكوماتها تتخذ موقفا صارما ضد اسرائيل ؛ وشعوب الدول الافريقية التي تعاني من ضعف نسبة المستخدمين للانترنت . ان شركات الاتصالات تحصل على مليارات يومية وشهرية واسبوعية من خلال توفير خدمة الانترنت رغم ان تكاليف هذه الخدمة اقل بكثير جدا من كل هذه الارباح معتمدة على احتكارها الطبيعي لهذه الخدمة ، خاصة في الدول البوليسية التي لا تحبذ فتح ابواب التنافس لشركات اتصالات اجنبية كثيرة لأسباب أمنية . اتمنى خلال السنتين القادمتين ان تنجز اسرائيل وعدها وهي الاقدر على ذلك.= عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
