اتجهت انظار الكثير من الدوائر الاعلامية الخارجية من جديد نحو مدينة سواكن السودانية في اعقاب تصريح رسمي في الخرطوم عن قيام امارة قطر بتمويل مشروع جديد لتأهيل الميناء الاثري وتخصيص مبلغ اربعة مليارات من الدولارات لهذا الغرض. تعددت العناوين التي اشارت الي هذا الحدث ولم يخلوا الامر من الاشارات المبطنة وجاء في عنوان لاحد الصحف الشرق اوسطية الصادرة باللغة الانجليزية: " سواكن الارض السودانية المنسية تصبح محط الانظار ومحور للصراعات الاستراتيجية في البحر الاحمر " واشار موقع ميديل ايست اونلاين الي المخاوف التي اثارها توقيع عقد لمدة 99 عام بين تركياوالخرطوم في مصر والسعودية. وعلي الرغم من ان قطر هي الجهة التي ستوقع علي العقد مع حكومة الخرطوم صباح غدا الاثنين كما جاء في الخبر ولكن اغلب ردود الفعل المتحفظة علي هذا الامر صدرت عن بعض جماعات المهجر والمعارضة التركية التي تقول بوجود شراكة تركية قطرية وان البلدين يمثلون الحاضن الرئيسي للحركة الدولية لتنظيم الاخوان المسلمين وانهم ينسقون تحركاتهم علي كل الاصعدة الي جانب قيام تركيا في لعب دور امني مباشر في حماية النظام القطري. لم يمضي وقت طويل عن الاعلان عن الموضوع في وسائل الاعلامية السودانية حتي جاء خبر اخر يقول بوصول سبعة سفن قطرية الي ميناء بورسودان في اطار تنشيط العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين. في انتظار الساعات القادمة والموعد المحدد للتوقيع علي الاتفاق السوداني القطري لمعرفة ردود الفعل التي ستترتب علي هذا الموضوع علي الاصعدة السودانية وفي الدوائر المصرية والسعودية التي تضع كل التحركات القطرية قيد النظر والتحفظ والمتابعة والتحليل ولاتفترض حسن الظن في النوايا القطرية والتركية نحو السودان الجوار الاستراتيجي الهام لهذه البلدان التي تخوض حرب استنزاف حقيقية مع تنظيم الاخوان بتكوينه السياسي الجديد واذرعه العسكرية السرية المتعددة العاملة داخل الاراضي المصرية. علي الصعيد الداخلي يمر السودان بازمة اقتصادية خانقة في ظل معارضة سياسية متصاعدة ولكنها محدودة الاثر بسبب انعدام المؤسسية وانحصار الامر في النوايا اكثر من الافعال ولايتوقع ان تقوم العمليات الاسعافية القطرية والتركية علي الرغم من ضخامة الارقام المالية بايجاد حل للازمة الاقتصادية والسياسية في السودان.