إن كان الدولة راغبة في محاربة الفساد، أوما زالت تتمسك بإبراز مستندات الاتهام ضد من تثبت عليهم (الظاهرة).. فأنا - وأعوذ بالله من قولة أنا - امتلك كشحاً من ملفات.. المستند الأول، نشاهده مع سكان الخرطوم صباحاَ مساءً، ممثلاً في اختفاء بصات الوالي، إذ بالكاد تلمح بصاً أو اثنين في الطرقات، بعد أن تم تلجين غالبية الهكر وتكويشه في مقبرة ضخمة، ويقال إن بعض تلك الخُردة مُلِّكت لأفراد من جماهير شعبنا!. البصات الجديدة تعطّلت، أو أُحيلت للتقاعُد ولمّا يمر عليها في الخدمة عامين أو ثلاث، مع أن (وكيلها) أكدَ أن جهاز التكييف للبص الواحد تبلغ كلفته نحو 15 ألف دولار. و يا أُخوان، جزاكم الله خير، كومر الانجليز لسه شغال، ولوري البدفورد - السفنجة - الذي استورد في السبعينيات، لسه يقوم ويقعد في دقداق السودان، بينما تعطّلت غالبية بصات المشروع، على الرغم من تأكيد جمارك الحكومة على منع استيراد أي موديل قديم، عدا موديل السنة، والسنة الماضية. ولكن العين العنيّة أصابت مستورداتكم التي كان يُنتظر أن تسد الفرقة، وتتقي بها الحكومة شرور المندسين المتكدسين في جخانين السوق العربي. ثم إنه ومن المفترض، أن يتصدى الحادبون على مصلحة الحكومة بفتح تحقيق شفيف، حول كيف اختفت تلك البصات المُنقِذة من الضلال، بل (كيف بدت، كيف انتهت، واتبددت قُبّال أوانا)!. هذا الأسطول لصاحبه، يستورد أشياءه بالعملة الصعبة - الدولار - الذي يفترض أن نجلب به القمح والأدوية المنقذة للحياة، ولكن هذا لا يَهُم الآن.. ما يُهم الآن هو المستند الثاني والمتمثل في الجِن الكَلَكي الذي يسكن ولاية الخرطوم والذي غالباً ما يظهر مع الخريف ليحفر المجاري. هذا الجن الكَلَكي – بكل تأكيد - يتحكر في الولاية قبل مجيء عبد الرحيم، وسيبقى هناك (حتى يقضي الله أمراً كانَ مفعولاً)، لأن بقاءه مسنوداً بشركات تتغذى على عطاءات.. من يتصدى لهذا الجن الذي يخرج في هذا الوقت بالذات من شهور الصيف، ويختفي خلال الشتاء.. مستند الإثبات يا أُخوان، ترونه في أكوم التراب التي تتهايل مع سياييل المطر، بما يسمح للولاية أن تتعاقد في العام القادم، مع ذات الشركات لحفر المجاري مرة أخرى. المستند الثالث بطرف هيئة مياه الخرطوم التي تبرر عدم اطفائها لعطش المدينة بعدم قدرة الهيئة - هيئة مياه الخرطوم - على التحكم في المقاول المنوط به تشييد الشبكة، لأن المقاول يتمتع بما يشبه الحصانة التي تحميه من التوقيف توقيفه أو الاستبدال أو التقُّيد بجدول زمني، أو فحص انتاجه واستلام عُهداته وفق المواصفات الفنية المعروفة. (هل هذا هو)..؟ هل هذا هو القِط السمين، الذي سمعنا عن (جدعَنَته) في الأخبار..؟