اعتلي السيد وزير الخارجية السوداني احمد ابراهيم غندور منصة ما يعرف بالبرلمان السوداني وتحدث بالمكشوف عن قضية علي درجة عالية من الحساسية عن عدم تمكن حكومته من دفع مرتبات البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج علي مدي سبعة اشهر ولم يشفع له حديثه عن ضرورة تحرير حلايب من قبضة المصريين كما اتضح لاحقا من خلال رد الفعل الرسمية والقرار الرئاسي بمنحة تاشيرة خروج بلاعودة من الوزارة التي احبها وعشقها وسهر من اجلها الليالي وحصل عليها بعد مجهودات عظيمة وهو الوزير القادم من خارج التنظيم الاخواني اعتمادا علي مواهبه الشخصية في التودد واظهار القرب والولاء لصناع القرار مثله مثل اخرين تتفاوت مواهبهم وقدراتهم في هذا المجال . ردود فعل كثيرة ومختلفة علي ذلك الحديث الدرامي مهدت الطريق للاطاحة بالوزير العريق وان كانت بعض الاخبار الغير منشورة قد اكدت ان الرئيس البشير شخصيا قد اصيب بحالة من الغضب والهياج منذ اللحظات الاولي التي تم فيها بث حديث الوزير الذي كان بمثابة اقرار قوي واعلان لحالة الافلاس التي اصابت النظام الحاكم في الخرطوم ويقال ان السيد البشير اجري عشرات الاتصالات التلفونية بمساعدية عبر فيه عن غضبة الشديد من السيد غندور علي طريقة هل هو معنا ام علينا واشياء من هذا القبيل. المعارضة السودانية ممثلة في اتجاهات الرأي العام الاسفيرية استثمرت الحديث وساهمت من حيث لاتدري في ذيادة الغضب الداخلي في " البيت الانقاذي" واطاحت الوزير الي جانب ان اقلام محسوبة علي النظام ساهمت في ذلك من خلال مقال لضياء البلال بعنوان " بلاش فضائح" الذي وصف فيه بعبارات قوية خطاب الوزير غندور بانه : " إشانة سمعةٍ وطنية، تَجرَحُ الخاطر وتكسِر العين " الوزير المخلوع عندما قال حديثه ذلك لم يكن غاضبا ولكنه اعتمد علي حسن ظنه في النظام وعلاقة القرب الشخصي والمودة الفائقة الحدود مع السيد الرئيس الي درجة ذرف الدموع في مشهد مهيب امام الدنيا كلها والعالمين عندما افلت الرئيس من الكمين في جنوب افريقيا ولم يشاركة في هذه الدرجة من القرب الا الشيخ " بله الحاضر الغائب" الذي كشف في حديث صحفي امس عن سر عظيم عن انه غادر الخرطوم منذ اللحظات الاولي لسماعه خبر احتجاز الرئيس البشير في جنوب افريقيا واعتكف ولم يخرج من " معبدة القدسي " ويتوقف عن التهجد الا بعد سماعه بخبر عودة الرئيس سالما غانما الي الخرطوم. اصبح الوزير غندور بين ليلة وضحاها من الذين يهددون الامن القومي ويضعفون هيبة الحكم وذلك امر خطير وعظيم ولكن سواء ان خرج غندور اودخل غيره من اصحاب الحظوة المقربين للوزارة فلن يتبدل الحال وستبقي الاوضاع علي ماهي عليه الي حين وميعاد معلوم وقد تاتي لحظة قد يعتبر فيها الوزير الذي اصيب بالصدمة وغرق في الاحزان بانه قد كان محظوظا عندما اطيح به من الوزارة السيادية الهامة في هذا التوقيت بالذات . وكما اسلفنا ان اطاحة الرجل من الوزارة لن تمنحة حصانة من مواجهة القانون والمحاسبة اذا ما اقتضي الحال في مستقبل الايام ولن تقلدة اوسمة الشرف باعتبارة من المعارضين واصحاب المواقف المبدئية من النظام فقد ذهب ضحية حسن ظنه ورهانه الشخصي في القرب من رئيس النظام وخروجة علي النص وفقه السترة ذلك الركن الاصيل في معاملات الانقاذيين.