* لا تستطيع القول إن الملياردير مو تخلى عن شروطه في دعم المشروع الديمقراطي بأفريقيا، ولكن إعلانه الأخير بشأن انتخابات السودان للعام 2020م، تفتح عليه أبواباً من التساؤلات، عما إذا كان قد اضطر فعلاً إلى مطاردة أي حدث انتخابي، تحت أي نظام . السيد مو محمِي من (الكوزّنة)، هذا أكيد، لكنه قد يشرب المِحاية – مِحاية فقرا الإنقاذ – وهي نوع من العمل الفاعِل، الذي لا يمكن إزالة آثاره في معامل الغرب الرأسمالي. * إن كان قد حمى نفسه، بشكل أو بآخر من تلك المِحاية، فما الذي يمنعه من الترشح شخصياً؟ إن كان على قناعة بتلك الانتخابات، فالجدير به كمنتمي مقتدر، أن يخوض المعركة وينازل الدكتاتورية مباشرة، فهو بذلك يقدم تجربة ملموسة وايجابية، يمكن الناس تستفيد منها في انتخابات قادمة. * لا ينتظر من السيد مو أن يستخدم تأثيره المالي لحث الأنظمة كي تغير جلدها، كما أنه لا يستطيع تشجيعها أن تتعامل مع شعوبها بشكل حضاري، لأنها مصنوعة هكذا، من عِراك التخلف المزري. هذا وغيره من نافلة القول، جعلَ المكاسب المادية لجائزة الحكم الراشد هي ما يمكن انتظاره أوالتطلع إليه. أعلن السيد مو قبوله لمبدأ خوض الانتخابات السودانية المرتقبة، وعن تخصيصه مبلغ مليون ونصف جنيه إسترلينى للأحزاب والقوى والمنظمات الوطنية المعارضة كي تستعد للانتخابات، من أجل تحقيق التحول الديمقراطي، ومساهمة منه فى إنهاء الحكم الديكتاتوري.. هل حدث هذا بالتنسيق مع حزب المؤتمر السوداني الذي أعلن مشاركته المشروطة؟ بينما لم تُحدَّد الوجهة التي يتجه إليها حزب الأمة وحزب الاشقاء؟ * قال الملياردير مو إنه يحزنه أن يرى استبداد الديكتاتورية يحيق بنا، ويقول إن الوقت قد حان لتبادل سلمي للسلطة، ولكنه يعلم أيضاً، أننا في هذا الحر، ولسنا في (وستمنستر)..!. فكيف يتفق هذا؟ كيف يفكر هؤلاء الناس الطيبون؟ كأن السيد مو نسي ماجرى على امواله في شركة الاتصالات! اذا كان للزميل اموالاً فائضة عنه عليه ان يدعم المرضي حتي يجدوا الدواء بدلاً من أن يحرث في هذا البحر، لأن دعمه لمعارضة متماهية، هو دعم من الباب الخلفي للنظام. *ليس خافياً عليه أن احزاب العمق السوداني حزمت أمرها وأعلنت المقاطعة، ما يعني أن ذاك التبرع سيؤول ببساطة إلى جهات لا يرغب السيد مو في التطبيع معها، بل ان ذلك المال ببساطة يمكن أن يدخل في دوامة الفساد، ولن تستفيد منه المعارضة التي يعرفها منذ أن كان طالباً في الجامعة. السيد مو يعلم ان قوى عديدة، ترفض مبدأ المشاركة، وتعتبر الانتخابات محاولة مفضوحة لاكتساب شرعية زائفة عن طريق التزوير.. *لكن في المقابل، (البيصارعك أكان ما رماك بيتور نفسك). صحيح أن النظام يبحث عن شرعية مفقودة، وانه يلهث خلف أبة مبادرة تظهر هنا أو هناك. لكن هل سيبقى كل شيئ بحالته هذه، حتى يموت البعير،أوتحل المسألة ب ( الله كريم)؟ هل تستلم الاحزاب السودانية هذا الدعم من السيد مو، أم يسود الصمت في انتظار الموعد؟ ////////////