تابع شعب جنوب السودان اليتيم والمغلوب على أمره بشغف وشفقة دموع تنهمر فى جبين من تسببوا فى معاناة وطننا الأبى وشعبنا الباسل الذي يضرب به المثل فى النضال والصبر ولئلا من يمنحون جائزة النوبل ان يمنحوا لشعب جنوب السودان جائزة النوبل فى الصبر النبيل والأليم فى الوقت ذاته ، بما قدموه من نموذج فريد فى الصبر والثبات . رأينا فى مسرحية التمثيل الكبير فى أديس أبابا دموع تنهمر كما الأمطار فى بلادنا ، فى وجوه قادة غير مؤهلين ليصيروا قادة لهذه البلاد العظيمة؛ وقديما قالوا البحر الذى يغيب فيه التمساح يقدل فيه الورل . يحرض هؤلاء على صفحاتهم وحساباتهم فى الفيسبوك والتويتر على التمرد والعصيان والعنف ، ويبثون الكراهية والقبلية وسط شعب جنوب الذى وقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص امام صناديق الإقتراع فى يناير 2011 م . وفى المفاوضات وأمام كاميرات الميديا يمثلون دور الوطنيين الحريصين على السلام فى البلاد ، وبالأحرى هؤلاء الشيوخ وفتيتهم وحريمهم وصباياهم ، حريصون على مناصبهم التى هى نافذة أخرى لسرقة ماتبقى من ممتلكات وأموال البلد ، ولا يأبه بالهم فى المعاناة والوضع المزرى التى تعيشها هذه الامة الجبارة ، اضف إلى ذلك كرامتنا التى تم إهاناتها أمام الأمم الأخرى بتصدير أفواج مفوجة من اللاجئين والبائسين والباحثين عن لقمة تسد رمقهم وملجأ تأويهم . درست سلوكيات قادة التمرد والمعارضة وبكل تأكيد بعض المسؤولين فى الداخل فتيقنت ان السلام بعيد ان لم يك بعيد جدا وان ليلنا الدامس هذه سيطول ، وعليه لم اتفائل فى المفاوضات الأخيرة ؛ وكنت متوقع كما الكثيرين من المتابعين الحصيفين فشل هؤلاء القادة في الوصول لسلام حقيقى يمكن تنفيذه على أرض الواقع ، وعليه لم أتعب نفسي من الإهتمام والمتابعة ، حتى الصلوات الهزلية مررت عليها سريعا فى الأسفير لم أهتم بها ولم تخطر فى بالى حتى ؛ وعلى رأى القول القديم : مخطئ من يظن ان للثعلب دينا . شعب جنوب السودان يعرف هؤلاء جيدا ويعرف ان ليس فيهم رجلا رشيدا ، ماقبل أحداث القصر يوليو 2016م كان الناس شغوفين بمتابعة مجريات مفاوضات أديس أبابا ، أملا فى الوصول لسلام مستدام يعيد للإنسان فى جنوب السودان كرامته وحقه فى الحياة والعمل والاستقرار فى ركن من أركان الوطن الشاسع ، سلام يوقف أصوات البنادق ، فتم التوصل إلى سلام هش انهش ماتبقى من لحم فى جسد الوطن المجروح . الأنظار كانت متجهة لأديس أبابا متابعة مجريات التفاوض وكنت متابع الناس هنا فى جوبا مدى تفاعلهم وتفائلهم بما يجرى فى أثيوبيا ، مع الأسف الناس كانت منفضة على قول المصريين ( غير مهتمين)، نسبة المتابعة والتفاعل كانت ضعيفة للغاية ، وهذا يعود إلى الثقة المفقودة لدى المواطنين ويقينهم بصعوبة الوصول إلى سلام حقيقى على الأقل فى الوقت الحالى . شخصيات كرتونية تتبدل المواقع والمدن والعواصم يخرجون من جوبا للخرطوم او نيروبى متمردون ويذهبون إلى أديس أبابا مفاوضين ويعودن إلى جوبا مسؤليين وتستمر حلقات مسلسة معاناة الوطن والمواطن هكذا ، مصيرنا ومستقبلنا فى قبضة متجولى العواصم متبدلى الكراسى الوثيرة راكبى السيارات الفارهة فى وطن فقير تلته متسول فى الداخل وتلت آخر فى معسكرات الأممالمتحدة بحثا عن الآمن والأكل وتلت ثالث لاجئين فى دول الجوار المباشر وغير المباشر ! جملة القول ما يطلبه ويتمناه شعب جنوب السودان ، فقط سلام مستدام معاش يحفظ سلامته ويوفر له لقمة عيشه الكريم ومستقبل أطفاله ؛ اما المناصب فتقاسموه و اتركونا نعيش فى يامبيو وملكال وبيبور وراجا وكواجوك وفقاك ، كل منا يذهب حسب ما يتطلبه اكل عيشه وهواه . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.