في تطور مؤسف، سحبت سلطات الأمن ترخيص مراسل صحيفة "الشرق الأوسط" أحمد يونس وأجبرته على تسليم بطاقته الممنوحة له من قبل إدارة الإعلام الخارجي بجهاز الأمن والمخابرات عشية عيد الفطر 14 يونيو، ما يعني عملياً منعه عن العمل، ذلك بعد ما استدعاه الأمن مرتين خلال شهر وتلقى يونس تهديداً صريحاً في آخر استدعاء بمنعه عن العمل. وصادرت السلطات الأمنية في ذات اليوم صحيفة "اليوم التالي" من المطبعة على خلفية مقال رأي انتقد كاتبه سفر الرئيس المتكرر لدول الخليج. وتذكّر الشبكة بأن الزملاء، عثمان شبونة وزهير السراج لا زالا موقوفين عن الكتابة في الصحف الورقية بواسطة جهاز الأمن. إن شبكة الصحفيين تجري مشاورات مع قانونيين لبدء حملة لمناهضة الإيقاف الأمني للصحفيين باعتبار أن هذا الإجراء مخالف للدستور ووثيقة الحريات وصولاً للمحكمة الدستورية وإن لم تنصف الزملاء ستلجأ الشبكة للمحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان. ما حدث خلال الأسبوع الماضي يؤكد حقيقة واحدة وهي أن السلطة لن تغير مواقفها تجاه الصحافة والصحفيين، وأن الأوضاع كلما زادت احتقانا كلما قوت القبضة الأمنية على الصحافة، وهذا يضعنا جميعاً على محك أخلاقي رهيب يستدعي من الجميع الالتفاف لحماية المهنة ومواجهة صلف السلطات الأمنية التي أطلقت يدها بالكامل وخلقت من الصحافة عدوا. لكن رغم كل ذلك، يبقى حصاد ما تزرعونه آت لا محالة، وهاهي الزميلة أمل هباني تحصد جائزة عالمية، الشبكة تهنئ الزميلة أمل بفوزها بجائزة الصحافة للعام 2018م والممنوحة لها بواسطة لجنة حماية الصحافيين الأمريكية. فوز أمل هباني هو تكريم لنضالات الصحفيين والصحفيات في السودان والصمود في مواجهة القمع. الشبكة تزجي لها ولكافة الزملاء التهاني بهذا الفوز المستحق. صحافة حرة أو لا صحافة الخرطوم 16 يونيو 2018م