ليس من السهل على الانسان ان يترك وطنه واهله واصدقائه ويتغرب ..ولكن هي سنة الحياة ...بل ان لضرورة احكام لذا كان الاغتراب هو المنفذ والمعبر من اجل تحقيق الحياة الكريمة والطموحات والاهداف.. الغربة كانت ومازالت ملهمة للادباء والشعراء "الغريب عن وطنوا مهما طال غيابوا مصيروا يرجع تاني لي اهلي وصحابوا" وحمد الريح حينما يصدح: o نار البعد والغربة o شوق لأهلي والصحبة o شوق لكل جميل في الحي o شوق للشينة لو صعبة والاستاذ عبدالكريم الكابلي رد الله غربته وانعم الله عليه بالصحة والعافية بعد تجربة الغربه في السعودية عاد إلى الوطن وألف ولحّن وشدى بهذه الأبيات: o زمان الناس هداوة بال وانت زمانك الترحال o وليلم عمرو ما سال وليلك لي صباحو سؤال o قسمتك يا رقيق الحال مكتوب ليك تعيش رحال الاغتراب قد يكون حلم يراود الكثيرين..وامنية من اجل تحقيق الامنيات وتغير الواقع الى احسن.. وهناك من جاءه الاغتراب الى عقر داره ورفضه وذلك لان لديه مبدأ (لا) للاغتراب وان ضاقت الظروف وان جارت الايام.. الاغتراب ليس كما ينظر له البعض بتلك الصورة الوردية النرجسية.. بل هو تضحية فيها البذل والعطاء من اجل الاسرة والاهل.. يضحى المغترب نفسياً وجسدياً ومعنوياً وعاطفياً وكل ذلك خصم على صحته.. الاغتراب بلا هدف منفى.. في كل بيت سوداني تجد مغترب.. وفي كل دولة في العالم تجد مغترب سوداني.. اذن الاغتراب هو سمة اجتماعية تشكل جزئية من بناء المجتمع السوداني المغترب العريس..المغترب الذي يرعى اسرته الطلبه حتى يتخرجون ويتزوجون..وراوبط المغتربين التي تساعد في الدعم الاجتماعي بشكل عام وبشكل خاص تقديم الدعم لمناطقهم ومسقط راسهم.. الاغتراب من اجل تحقيق اهداف محدده في فترة محددة هو الافضل.. لكن الواقع ان إغتراب الكثيرين يطول من عام الى أعوام ويصبح غريب عن وطنوا وطال غيابو ومن الصعب ان يرجع تاني لي اهلوا وصحابوا.. المغتربون في كل دول العالم يعتبرون مصدر من مصادر الدخل القومي لبلادهم وذلك من عائد تحويلات المغتربين والاحصائية التالية هي تنوير على ذلك العائد الكبير الذي تحقق الدول من عائدات المغتربين.. نحن في حاجه الى سياسة تحفيزية لتشجيع المغتربين مبنية على المصداقية والشفافية والرؤية النيره التي تراعي مصلحة الوطن والمغترب في اذا كان هناك خلل في هذه السياسة فانها لن تنجح والخيارات كثيرة للمغترب ..والمغترب السوداني والله لن يبخل على وطنه اذا وجد التحفيز الجديد الذي يساعده في تأمين حياة كريمة له ولاسرته.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.