المزاعم التي روجتها بعض من المسؤولين في القنصلية السودانية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية قبل عشرة اعوام ونيف بان(الشيخوخة)..التي دبت في جسم المباني القديمة هي التي اجبرت (القنصلية).. علي الرحيل القسري لاحدي المباني الجديدة .. ذلك رغم بعدها الشديد عن المرتادين ..قد ادحضها الان وبعد هذه السنوات الطويله الثوب الانيق الذي ترتديه تلك المباني القديمة .. وحالتها التي تسر الناظرين ..حيث انها وان كانت تحتاج الى قليل من (الصيانة) ..فأن جدرانها لم تعد تشكو من اي جروح ..او شروخ!! هذه المباني وعلى الرغم من تلك المزاعم التي اثيرت حول الوهن الذي اصاب جسدها .. او الهزال الذي بدا ينخر في مفاصلها تراها اليوم وهي تقبع في مكانها الفريد تبدو مثل عروسة جدلت ضفائرها ليلة عرسها .. وهي ايضا من العناويين البارزة في ذلك المكان بحكم تاريخها الطويل حيث انها وبقامتها الرشيقة وفي ذلك الشارع الكبير تلوح بأيديها لكل العابريين الا انها افتقدت للعلم السوداني الذي كان يرفرف من فوق بواباتها العتيقة !! في تلك الايام التي رحلت فيها (القنصلية) عن مبانيها القديمة ..قال احد العاملين في قمة الهرم الوظيفي بالقنصلية بأن(الحذر) الشديد من الانهيار المفاجئ لهذه المباني علئ رؤوس العاملين ..هو الذي دعا الى السرعة الشديدة في عملية (النقل)..ذلك رغم القناعة الراسخة والادراك التام بأن المقر الجديد لايصلح ان يكون مكانا لاحتواء طاقم لبعثة دبلوماسية ..الا ان المكوث فيه لفتره مؤقتة ..حيث ان القنصلية اغتنت قطعة ارض شاسعة في احد الاحياء الراقية وبملايين الريالات لتشييد مقرها الدائم في غصون عامين فقط !! وانقضت فترة العامين ولم تطل في الافق اية بادرة جديدة في هذا الصدد..وانبري المسؤول مرة اخرى ليعلن الغاء هذا الموضوع لان السلطات السعوديةبصدد انشاء منطقة خاصة تقع في طريق الخط السريع مابين (جدة)و(مكةالمكرمة) .. لتضم كل القنصليات من ضمنها طبعا قنصليتنا !!الا ان تلك الوعود اصبحت مثل السراب الذي يغري المسافرين بوجود ماء على البعد مما جعل الاعتقاد السائد لدى الجميع بأن كل تلك (المزاعم)..لم تك الاهروبا من الواقع المرير بعد ان استقرت القنصلية في مبانيها الجديدة ..وحالت الظروف ان تفتح لها ابواب الخروج !! الحقيقة التي لايمكن ان نقيم من حولها الجدل هي ان هناك (معاناة)شديدة يتكبدها المرتادين للوصول الى ذلك المكان البعيد في ظل الكثير من الصعوبات التي لايمكن حصرها ..الامرالذي يدعو الى ايجاد سبل كفيلة لتبديد هذه المعاناة من قبل المسؤلين بالقنصلية في الوقت الحالي ..وياليت (الحل)كمن في العودة مرة اخرى الى المباني القديمة .. او الى مكان اخر يتلائم مع قدرات السودانيين في الوصول اليه ..لاسيما ان معظم اوجل القنصليات الافريقية والعربية تتخذ لمقارها اماكن تليق بمثل هذه الجهات ذات الشان الدبلوماسي..غير ان قنصليتنا هي التي تقبع في تلك المنطقة النائية والتي تموج بالفلل السكنية . احمد دهب ..صحفي ..جوال 0501534307 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.