بسم الله الرحمن الرحيم رحلت اليوم بلندن أيقونة أخرى من نساء السودان النادرات ، عظيمات الخلق والأخلاق والرقي بالعلم والتعلم والتربية السليمة. إنها الأستاذة المعلمة والأم لملايين السودانيين الذين قد أشرفت وتابعت حملهم فى بطون أمهاتهم حتى خرجوا إلى الوجود فمنهم من صار الآن طبيباً أو مهندساً أو محامياً شهيراً يمارس عمله داخل الوطن أو فى بلاد الشتات. اللهم أغفر لها وأرحمها، لقد كانت نعم الزوجة البارة بزوجها ونعم الطبيبة الناجحة ، طيبة السلوك والمعاملة والأخلاق ورحابة الصدر والإلتزام بأخلاقيات المهنة واحترام مرضاها وتلامذتها والأطباء الذين كانوا يتدربون عندها. كان المرحوم بروفيسور أحمد عبدالعزيز زوجها مديراً لمستشفى الخرطوم التعليمي عندما كنت أعمل فترة الامتياز ومابعدها حتى حانت هجرتي المقدرة رحلتها أمراً من عند السماء. تلك كانت هي الأيام التى نتدكرها ونذكرها دائماً حنيناً ونوستالجيا لوجوه فرقتنا عنهم سبل كسب العيش الحلال ، ايام يحلوا لنا وصفها دائماً " بالزمن الجميل" لما كانت تنداح وتتحلى به الشعوب من قيم وسلوك لعمرى كأنهم كانوا ملائكة تسير على الأرض. وكان مستشفى الخرطوم فى قمة روعته من علاج مجاني لكل إنسان حتى للأجانب الذين يزورون البلاد ونظافته كانت أنموذجاً وحدائقه ساحة رواح وتنفس لذوي المرضى المهمومين وكان الإنضباط ميزة فى كل شيء ومثلاً يحتذى. كانت المرحومة لا تميز نفسها وتتعالى على الآخرين لأنها حرم مدير المستشفى وفوق ذلك الجراح الماهر المرموق المكانة داخل وخارج الوطن، بل على العكس كانت تدوام مبكرة كغيرها من الأطباء وتغادر المستشفى متأخرة ولم نسمع عليها أي إسفاف أو إسقاطات فى نتاج ممارستها كطبيبة أو أستاذة. مارضت زوجها وقامت بواجب الزوجة الصالحة البارة بزوجها وربت الأبناء احسن تربية حتى صاروا كوالديم من كبار الأطباء ، يتحلون بنجاح وبأخلاق الوالدين السامية. ألا رحم الله والدتنا ومعلمتنا الدكتورة سيدة الدرديري رحمة واسعة ونسالك ربي ان تغفر لها وتسكنها برحمتك وكرمك وجودك اعلى جنات الفردوس. اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها. العزاء لأبنائها البررة وأسرتها الممتدة تلاميذها البررة. إنا لله وإنا إليه راجعون عبدالمنعم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.