من محاسن السفر انه تيسر لنا زيارة الكثير من المناطق السياحية التاريخية و كذلك الطواف على الكثير من المكتبات فى الدول العربية التى تيسر لنا زيارتها فلقد ابتلينا بمرض اسمه زيارة المكتبات فى اى بقعة اتيحت لنا كمعلم من المعالم السياحية المهمة و تكتمل فرحتنا ان كان هنالك فى تلك الفترة معرضا للكتاب .. ؟؟ و من ضمن الاهتمامات تلك الكتب التى تصدر من اولئك الذين كانت لهم تجربة فى العمل السياسى او ممن كانوا قريبين من اصحاب القرار ليروون لنا فى مؤلفات قيمة تلخص لنا تلك التجربة و تضع امامنا كقراء بعضا من النظريات و الحقائق و الشواهد التى تثرى المخزون الفكرى للقارئ ..؟؟ فى المكتبة العربية نجد كتب لعبد الناصر مثل كتاب : فلسفة الثورة كتبها عبدالناصر و هو فى سدة الحكم و اصدر السادات كتاب : البحث عن الذات .. وكتاب مهنتى كملك لملك الارد الحسين بن طلال .. و كتاب فرصتنا الاخيرة لملك الاردن الشاب عبدالله الثانى .. و لا ننسى كتاب القذافى الاخضر .. ألخ .. و فى السودان اصدر المحجوب عدة كتب .. و قرانا للرئيس السابق نميرى كتاب الرجل و التحدى و كتابى النهج الاسلامى لماذا و النهج الاسلامى كيف .. ؟؟ و قرانا ل د.منصور خالد نقدا للتجربة و هنالك مؤلفات الصادق المهدى .. و كلها كتبت و هم فى سدة الحكم ابان تولى المسؤلية .. ؟؟ اما فى عهد الانقاذ الاطول حكما فى تاريخنا الحديث فلا نجد امامنا من يحدثنا و يروى لنا تجربته فى الحكم و تولى المسؤلية .. لا نجد حتى رواية و لا بيت شعر و لا قصة قصيرة و لا حتى كتاب عن : كيفية تقليم الاظافر فى عهد الانقاذ الظافر .. ؟؟ بصراحة نحن نعتب على هؤلاء المسؤلين الانقاذيين و الذين تولوا مناصب فى الدولة السودانية لما يقارب الثلث قرن من الزمان الا يكون لهم اى مؤلفات تستفيد منها الاجيال القادمة كون لهم مصائب و كوارث و متناقضات بل و خزعبلات لم نشهد لها مثيلا فى التاريخ السودانى السابق و لا المعاصر .. ؟؟ فى معرض الخرطوم الدولى للكتاب الاخير بحثنا عن مذكرات لاى من مسؤلى الانقاذ و كنا نامل ان نجد نقدا للتجربة بكل ما حملته من ماسى و مرارت .. مثلا لماذا لا يكون لاحد من هؤلاء المسؤلين رواية تحت عنوان : ( اول 1000 يوم من التمكين و يكون مؤلفه مجذوب الخليفة قائد فقه الاحالة للصالح العام ) .. كونهم فى الثلاثة اعوام الاولى من الانقاذ قاموا بتعيين عدد من مواليهم و اقاربهم و انسبائهم محل من احيلوا للصالح العام ما تجاوز اعداد ضحايا الحرب العالمية الاولى .. و طالما ان المكتبة العالمية غنية بمئات الروايات عن ماسى الحرب العالمية الاولى كان بهذا الكاتب المسؤ ل الانقاذى مجذوب ان يثرى المكتبة السودانية عن ماسى الانقاذ .. ؟؟ كما اننا لم نشاهد و لو رواية يتيمة عن ماسى سنوات الانقاذ الاولى و مشاركته فيها لمؤلفه صلاح كرار رئيس اللجنة الاقتصادية تحمل عنوان : ( مجدى قتيل الدولار ) .. ؟؟ بحثنا عن رواية : ( انا او الطوفان ) لمؤلفها : د. حسن الترابى او رواية ( الرجل الخفى ) لمؤلفها الروائ الانقاذى على عثمان محمد طه .. ؟؟ احد اصحاب السيادة من مسؤلى الانقاذ و هو عبدالرحيم حمدى كان امامه فرصة تاريخية بان يتربع مكان شكسبير و ان يتربع على عرش اكثر الروايات مبيعا فى العالم لو كتب لنا رواية بعنوان : ( ذهب مع الخصخصة ) او رواية بعنوان : ( بيع المقدرات فى زمن المليارات ) .. و يا ليت سعادة عبدالرحيم حمدى و سيادته لو سمع نصيحتى و قام بجمع تجربته الفذة فى مجلد كبير تحت عنوان : ( اسهل عشرة طرق لبيع الوطن مخصخصا ) لنعرف بعدها لغز بيع الخطوط الجوية و طائراتها و بيع خط هيثرو .. و كيف بيعت الخطوط البحرية و اسطولها الاكبر عربيا و لمن بيعت و كيف بيعت شركة الاتصلات للاخوة العرب مع النقل النهرى و كيف صار الميناء ملكا للاجانب .. و كيف اصبح مشروع الجزيرة ملكا لابناء عمومتنا الصينين .. و كيف وصلت مديونيتنا الى ما يقارب الخمسين مليار من الدولارات الامريكية .. و لا ننسى رواية : ( وزير فوق القانون ) لمؤلفها الكاتب الموهوب : عبدالرحمن الخضر .. و لا ننسى اخونا نافع على نافع صاحب الرواية الشهيرة فى السودان : ( كيفية لحس الكوع .. فى زمن الفلس و الجوع ) و ستكون هى الاكثر مبيعا عبرالانترنت .. ؟؟ فى احدى التعديلات الوزارية و بعد ان تم اختيار الوزراء وجاءوا لاداء القسم و تعرفوا على بعضهم بعد اداء القسم .. و يا ليت احد الوزراء الموجودين يكتب لنا رواية تحت عنوان : ( الوزير المجهول ) لمؤلفه عبد المتعافى و يصف لنا فيها ادق التفاصيل و كيف ان وزير الزراعة بكى حينها حين تفاجا لحظة اداء اليمين الدستورية ان وزير الداخلية كان زميلا له فى الصف الرابع ب .. و بعد ان تفرقا دهرا من الزمن عادت الايام و جمعتهما فى حكومة واحدة كوزراء .. صدقونى ان ابرز دور السينما العالمية ستسابق لتحويل هذه الرواية الى فيلم سينمائ لما فيها من لحظات مؤثرة جدا جدا ستهز مشاعر كل سكان القارات .. ؟؟ احد المسؤلين اثناء تجربته فى السلطة ابدع حقيقة فى روايته : ( الرعب و الخيال ) لمؤلفها نافع على نافع .. صحيح ان نصف سكان الكرة الارضية سيصابون بالتبول اللا ارادى لما فيها من ارقام مفجعة و من احداث مثيرة خاصة صورة الصادق المهدى اخر رئيس وزراء منتخب و هو يجلس على كرسى به 3 ارجل فقط و تحت شمس الظهيرة .. ؟؟ و يا ليت احد الذين تولوا وزارة المالية يكشف لنا شيئا عن روايته الجديدة تحت الطبع : (زمن الانهيار .. امام اليورو و الدولار ) الا اننى اتوقع فى النهاية ان القراء سيسعدون كثيرا حين يكتشفون ان ( الانهيار ) ما هو الا كابوس قد اتى لمؤلف الرواية سعادة الوزير بعد ان اكل خروفا مشويا مع سمك بلطى ارسل له خصيصا من كوستى هن احد اصحاب معاليه و نام بعدها .. و بعد ان افاق من نومته اكتشف سيادته ان الانهيار سببه ان الخروف كان به شحم و السمك به دهن و ليس الوضع المالى الراهن و ما به من مصاريف للدستورين و المواليين و المؤلفين تفوق ايرادات الدولة السودانية باكملها .. ؟؟ احد المسؤلين و طوال وجوده فى احدى الوزارات الاقتصادية التى لها علاقة بقفة الملاح كان يبتسم برغم المصاعب المالية و المحلية و النزاعات الاقليمية و الدولية كانت جميعها فى فترته لا تبشر بالخير و مع ذلك كانت الابتسامة لا تفارق وجهه فيا ليت سعادة الوزير يكشف لنا سر تلك الابتسامة فى رواية نقترح عليه نحن المواطنين السودانيين يكون عنوانها : ( ضحكة المسؤلين .. فى وجه ابناء شعبنا المساكين ) .. و لا ننسى مصطفى عثمان اسماعيل و نقترح ان يطلق علي روايته الشهيرة عنوان : ( الشحات ) يحدثنا فيها عن لون القميصين اللذان كان يمتلكهما افراد الشعب السودانى قبل مجئ الانقاذ .. ؟؟ لا ننسى شيخ الكارورى و حكاياته فى اكثر من ربع قرن فى : ( الخطب المنبرية فى شتم و لعن الامبريالية ) .. و رواية امين حسن عمر الشهيرة : ( حواشة ابى داخل مدارس اكسفورد ) .. لا حول و لاقوة الا بالله فقد نسينا رواية الخال الرئاسى الطيب مصطفى : ( ذبحت يوم ذبح الثور الاسود ) و حيث يروى لينا فرحته حين تم تقسيم الوطن الواحد لقسمين اثنين .. ؟؟ كما لا ننسى الرواية المسرحية السودانية : ( شاهد شافش كل حاجة ) لكاتب الانقاذ الشهير حسين خوجلى .. و لا ننسى ذلك الهندى كاتب سيناريو فيلم : ( من اجل ابنائ ) .. ؟؟ و قد علمنا ان رئيس الوزراء الجديد معتز موسى ما زال يعكف على كتابة روايته الجديدة والتى اطلق عليها قبل ان تنتهى اسم : ( الصدمة ) و نسال الله الا يتحول اسمها بعد النهاية الى رواية : ( الصدمة و الترويع ) .. الله يستر .. ؟؟ بصراحة شديدة لو فكر اى واحد من ابناء الشعب السودانى المبتل بهؤلاء فى ان يكتب رواية عن تجربة كثير ممن تولوا المسؤلية العامة فى زمن الانقاذ فى السلطة فلن يجد لها عنوان الا : رواية : ( ابكى يا وطنى الحبيب ) .. ؟؟ حمد مدنى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.