مدير شرطة ولاية الجزيرة يزور الرومان    بيان حول أحداث مباراة نهضة تونس والوداد بالقضارف    وفاة إعلامي سوداني    هذه الكائنات الإسفيرية تجدها حاضرة عند كل حدث بالتعليق والتحليل وبث طائر الشؤم وراء كل خبر !!    انقطاع التيار الكهربائي في عموم ولايات السودان    بعد انسحاب الجيش.. مليشيا الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج النفطي    "كسروا الشاشات وهاجموا بعضهم".. غضب هستيري في غرفة ملابس ريال مدريد    سيدة الأعمال السودانية نانسي ملاح تدافع عن "ميادة" بعد شائعة الإعتداء على خادماتها: (ما شفنا منها غير الطيبة والأدب وأخلاق البنات المربّيات وحكموا عليها قبل ما تُعرض الأدلة وقبل ما القانون يقول كلمته)    شاهد بالصور.. "صباحكم عافية".. الفنانة هدى عربي تتجاهل هجوم "أفراح" وتبهر الجمهور بإطلالة أنيقة ومميزة    شاهد بالفيديو.. أحد أفراد الدعم السريع يهاجم شيخهم "بدران": (رأسك زي بوخ الحلة.. بتجيب في كلمات ما معروف من أي ديانة وتشريعك دا المغطس حجرنا)    سيدة الأعمال السودانية نانسي ملاح تدافع عن "ميادة" بعد شائعة الإعتداء على خادماتها: (ما شفنا منها غير الطيبة والأدب وأخلاق البنات المربّيات وحكموا عليها قبل ما تُعرض الأدلة وقبل ما القانون يقول كلمته)    شاهد بالصورة والفيديو.. مشجعة سودانية تتمنى مواجهة العراق مرة أخرى: (العراقيين هم اللي يخافون مننا وسودانا فوق)    شاهد بالصورة والفيديو.. مشجعة سودانية تتمنى مواجهة العراق مرة أخرى: (العراقيين هم اللي يخافون مننا وسودانا فوق)    شاهد بالفيديو.. خبير التحكيم المصري ونجوم الأستوديو التحليلي يجمعون على تقاضي الحكم عن ركلة الجزاء واضحة لصقور الجديان أمام العراق والجمهور: (الظلم التحكيمي لمنتخبنا في البطولة أصبح متكرر)    قائد بفرقة عسكرية للجيش يصل دولة مجاورة    السوكرتا يجري مرانه الصباحي بملعب المرغني استعداداً لمواجهة القوز كوستي    الغضب يترك أثراً أعمق مما نظن    الصادق الرزيقي يكتب: الكيان الصهيوني ومشروع تقسيم السودان    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    شاهد بالصور.. الشاعرة والإعلامية نضال الحاج تخطف الأضواء وتسحب البساط من الجميع في حفل زفاف "ريماز" بأناقتها بالحجاب    شاهد بالفيديو.. اليوتيوبر الشهيرة مها جعفر تعود للظهور بمقطع فيديو كوميدي من مباراة صقور الجديان وأسود الرافدين وتؤكد تشجيعها للمنتخبين لأن والدها سوداني ووالدتها عراقية: (ماما أمسكي المنتخب بتاعك دا)    شاهد بالصور.. الشاعرة والإعلامية نضال الحاج تخطف الأضواء وتسحب البساط من الجميع في حفل زفاف "ريماز" بأناقتها بالحجاب    الكويت تسحب جنسية الداعية طارق السويدان    وزير خارجية بنين يعلن فشل محاولة الانقلاب في البلاد    شركة CNPC الصينية تُخطر وزارة الطاقة بنيتها إنهاء اتفاقيات البلوك 6 بسبب تدهور الأوضاع الأمنية    إحباط تهريب (29) ألف رأس بنقو و(46) ألف حبة ترامادول بشندي    صلاح يفتح النار: شخص يريد رحيلي.. وليفربول تخلى عني    تحذير علمي: السمنة تُسرّع تراكم علامات الزهايمر في الدم بنسبة 95%    بيل غيتس يحذر : ملايين الأطفال قد يموتون بنهاية هذا العام    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    شاهد بالفيديو.. العروس "ريماز ميرغني" تنصف الفنانة هدى عربي بعد الهجوم الذي تعرضت له من صديقتها المقربة الفنانة أفراح عصام    تكريم الفنان النور الجيلاني بمنطقة الكدرو    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    السكري وصحة الفم.. علاقة متبادلة    رئيس مَوالِيد مُدَرّجَات الهِلال    بالصورة.. الفنانة أفراح عصام تفتح النار على مطربة شهيرة عقب نهاية حفل زفاف ريماز ميرغني: من عرفتك نحنا بنسجل في البرنامج وانتي في محاكم الآداب وقبلها المخدرات مع (….) وتبقي فنانه شيك كيف وانتي مكفتة ومطرودة!!    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    مصر.. تحذيرات بعد إعلان ترامب حول الإخوان المسلمين    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل الكهربا جات أملو الباغات .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 08 - 12 - 2018

أجيال تعاقبت لا تعرف الكثير عن تاريخ السودان الحديث، وقد اهتم النظام المايوى في عصره الذهبي بصناعة الغزل والنسيج والصناعات الكيمائية وأهمل صناعة الطاقة والطوب والأسمنت وحديد التسليح، والطاقة عصب التنمية والمصانع لا تدور بالهواء والطرق لا تبني بلا جسور، وجاء الكيزان ودمروا صناعة الطوب باسم درء المفاسد الدينية لوجود صناعة الخمور بمناطق صناعة الطوب وأصبح الأسمنت وعاءا ضريبيا كالسكر والشاى والغالبية العظمي من السودانيين يعيشون في منازل غير صحية، ولم يكن طريق الخرطوم بور سودان من الأولويات الملحة مع وجود السكة حديد، ونصح الروس نميرى بتدعيم السكة حديد بخط مزدوج، وكان السودانيون يضربون الأمثال بمواعيد وسرعة قطارات السكة حديد، ومن أغانينا القطار الشالك انت يتكسر حتة حتة وقطار الشوق، ومن رباعيات الدوبيت في عصر الهمباتة بابور الترك كل يوم أشوف دخانا تهرس في القضيب لامن يطقطق زانا، والزول البقوم من أبحمد مدين سايم روحو في وقت الحديث مطيّن، وناس قدر الله في الحلة مكبرين عمامون اندرج الصناديد والضرير قدامون نووا العودة لي المسكن عداد أيامون ، ونزور سلمانة يا عمر الظنون ان صحن، ود ضحوية شاعر الهمباتة، ومن أغاني المناصير في ذلك الزمن المفقود، من الكاب ركبنا العجلو رنّا، يا ناس نحنا فارقنا البنات وفارقنا أهلنا، كحيلا محيسا يا دوب اسهلنا، مارين وفي أبحمد شايع خبرنا، من أبحمد زودلو الفحم قام، بين دقش وابديس ينبض سلكو نضام، انصلب فوق الشريط ناظر الشريق حام، العبيدية ما بيقيف ياخد خبارا، طب بربر في ايدى ما كملت سجارة، من الداخلة قبل وشاقق الريح، الدجاية والحديقة مع التراويح، الخبر في اقرين يفكيلو المفاتيح، والا فرقنا الزمان يا المربي في السيح، وكان قطار يغادر الخرطوم في الخامسة مساء كل يوم الي الأبيض وقطار يغادر الأبيض الي الخرطوم كل يوم في نفس التوقيت، وثلاثة قطارات في الأسبوع عن طريق الخرطوم مدني سنار السوكي القضارف كسلا هيا بورسودان، وقطار الي بورسودان عن طريق عطبرة هيا، وقطار من الخرطوم الي حلفا عن طري أبو حمد عبر الصحراء، وقطار الي كريمة وقطار الي نيالا واوعن طريق الرهد، أما قطارات البضائع فتسير في كل الاتجاهات طوال ساعات الليل والنهار، وكانت سنار سنارين سنار التقاطع وسنار المدينة، وكانت محطة السكة حديد بالخرطوم لا تنام وبها مواقف لعربات التاكسي التي تستقبل قطارات الركاب ومنادون كما في مواقف البصات بميدان الأمم المتحدة وكافتريات ومتاجر تعمل 24 ساعة، وكذلك المحطات الرئيسية في سنار التقاطع وعطبرة وبورسودان، وفي قطارات الركاب كافتريات تقدم الوجبات والساخن والبارد والشرى والبيرة، ومن أغاني سائقي اللوارى السفرية يارب يا ساتر من الدعاتر شاحنين كتكومس ماشين الفاشر، فقد كان السفر متعة وسياحة بيئية واجتماعية ، وكان من أغانينا الوطنية في بربر السلوى وفي الدامر الخلوة في مروى طمبارا وفي شندى نقارة من حلفا لي بارا والخريف مطير والخير كثر والرزق وفير والجنيه يساوى ثلاثة دولارات ونصف الدولار، والاسلام هو الحل لأن الحرية هي الحل، وكان ولا يزال النقل بالسكة حديد أرخص وسائل النقل، وخطوط السكة حديد في السودان من أقدم الخطوط الحديدية في أفريقيا بعد مصر وجنوب أفريقيا،
وباع نميرى قطارات البخار لزامبيا واستبدلها بقطارات الديزل، واستعانت زامبيا بالخبرة السودانية في صيانة قطارات البخار ومد وادارة وصيانة خطوط السكة حديد، وكان ذلك من حماقات النظام المايوى فلا يوجد مايمنع عمل القطارين معا، وزامبيا الآن في عصر القطار الكهربائي كما في أوربا، والقطار الكهربائي يقطع المسافة بين عطبرة وهي 350 كيلو في أقل من ساعة وتقطعها قطارات الكيزان في
ثمانية ساعات، وقد لانحس بانهيار السكة حديد لوجود ما يكفي من البدائل، ولا نحس بانهيار سودانير والخطوط البحرية لوجود البدائل الأجنبية، وكان من حماقات مايو توطين الصناعات التحويلية كتوطين مصنع النسيج في قدو، ورفع الكيزان شعار نلبس مما نصنع لكنة أهملوا صناعة الغزل والنسيج وباعو مصانعها خردة وحيشان وجملونات.
الذباب والبعوض:
أصبحت الكهرباء من الضروريات وقد اتسعت دايرة الضوريات في عصرنا هذا، ولا أظن الذين في العقد الثامن أمثالي سيأتي صيامهم شتاءا فقد لا يكفي ما تبقي من العمر، وبعد ثلاثين عاما من الاسلام هو الحل لرفع البلوات وتنزيل البركات لايزال مسلسل الكهربا جات أملو الباغات هسع تقطع تتواصل حلقاته، لكن الكهرباء في مايو لم تكن تقطع في الشتاء لانخفاض الاستهلاك مع انخفاض درجة الحرارة وكذلك الماء، ويوصف الطقس في الصحراء بأنه حار نهارا بارد ليلا ومن بلواتنا تداخل الفصول وتساوى الليل والنهار في الحرارة، وأصبح الهواء لحظات عابرة تعقبها كتمة وكأننا علي سطح القمر، وكانت حياتنا في مايو يوما سموما ويوما غمام فأصبحنا نأكل التابة وعليها نبيت، وأصبح خريفنا مطرات لا تأتي الا ليلا تغسل بيوت الأغنياء وتموص بيوتالفقراء،
وقد اتسعت دائرة الفقر في عصر الكيزان وقال كهنتهم ان مكافحة الفقر حرام لأن الله هو الرزاق بمعني ان العدالة الاجتماعية صدقة يتفضل بها الأغنياء علي الفقراء، وأصبح الغمام في خريفنا كمعشوقة كثير عزة وصالها كظل الغمامة كلما تبوأ فيها للمقيل اضمحلت، ومع انقطاع الكهرباء نهرع الي الشارع للنوم والمقيل تحت ظلال الأشجار، لكن ظلالها تتحرك مع الشمس شرقا وغربا وهي كما قال أبو الطيب دنانير تفر من البنان، وتحرص الأمهات علي اطعام أطفالهن تحت المروحة لحمايتهم من الذباب الذى يشاركهم في طعامهم ويهاجم عيونهم وأنوفهم وأفواههم لامتصاص السوائل وينقل اليهم أمراض العيون، مع الحرص علي نوم الأطفال تحت المروحة لحمايتهم من البعوض الذى يطن فوق رؤسهم كمروحيات الأباتشي في فلسطين، لكن اناث البعوض المسئولة عن نقل فيروس الملاريا لا تطن وتهاجم بلا انذار، ويلجأ الذباب والبعوض الي الطيران المنخفض لتفادى التيارات الهوائية التي تحركها المروحة، وللبعوض والذباب قرون استشعارية للانذار المبكر، ويفرز البعوض مادة مخدرة لكي لا نحس بالألم بما يكفي من الوقت للزوغان فتصطادنا ولا نستطيع اصطيادها مثلما يصطادها الضب عند فانوس الكهرباء، وفي غرب أفريقيا تحول البعوض الي حشرة نهارية تنام ليلا وتسعي في طلب الرزق نهارا تكيفا مع الناموسيات المشبعة التي توزعها منظمة الصحة الدولية علي الأهالي مجانا، وترسل الناموسيات المشبعة الي السودان مجانا ويأكلها النمل الذى أكل سكر الندر وتباع في السوق السوداء، وتعلم البعوض من التجربة أين توجد الشرايين الدموية الأقرب الي سطح الجلد لكن الكيزان لم يتعلموا شيئا من تجربتهم ثلاثين عاما مما أوقعهم في شر أعملهم، والطلاب في المدارس والجامعات والمبتلون بداء القراءة والكتابة أمثالي يحتاجون للمروحة لحمايتهم من الذباب نهارا والحشرات الطائرة ليلا وهي أمم وشعوب وأشكال وأحجام تتسلل تحت شعر الراس وتحت الملابس وتصيبهم بالكاروشة، فقد هنا علي البعوض والذباب ومن يهن يسهل الهوان عليه، وليس هذه الحشرات كالطيور الرمامة التي تحلق فوق حيوان في حالة احتضار وتنتظره حتي يموت بسلام فهي تريدنا أحياء، وكذلك الكيزان السودانيون بقرتهم الحلوب لا يريدونها ضعفة فيموت ولا قوية فتتمرد، لكن البقرة تحول البسرسيم الي لبن ولا لبن بغير البرسيم، والدجاجة التي تبيض ذهبا تحول العلف الي بيض ولا بيض بدون العلف.
رئيس الوزراء ومعتمده في الحصاحيصا:
معتمد الحصاحيصا كال الشتائم للأطباء المضربين واتهم الطبيبات في شرفهن فما هي العلاقة بين الاضراب والزنا لولا الجهل والطيش والرعونة الصبيانية؟ ويذكرني ذلك بصبية الكيزان الذين تجمهروا أمام محكمة لبني أحمد حسين وكانوا يرمون المحصنات من القيادات النسوية بالافك والألفاظ النابية ومنهن الطبيبات والمحاميات والصحفيات والمهندسات، وكان ذلك حكم عام في الحالتين، وتهمة الطبيبات في الحصاحيصا الاضراب وهو حق طبيعي ولم يكن الاضراب موضوعه زيادة المرتبات وانما كان موضوعه توفير الامكانيات الضرورية والبيئة الصحية اللازمة لعلاج المرضي الذين يدعي المعتمد الغيرة عليهم، لكن قانون النظام العام يبيح التشهير بالنساء في اقسام الشرطة وقاعات المحاكم ويأخذهن بالشبهات وكل النساء في منظورالجماعات السلفية التي أصبحت فيلا والنظام ظله متهمات بالزنا الي أن يثبت العكس، وتحرم قوانين الكيزان التشهير بلصوص المال العام، وكان ذلك موضوع القيادات النسائية أمام محمكة لبني أحمدم حسين، ولا تستطيع حكومة رئيس الوزراء الغاء قانون النظام العام، ونفت السعودية رموز الوهابية الي مستعمرة عبيدها في السودان فأصبح الشر شرين والسودان مقر الوهابية والخرطوم عاصمتها، واذا كانت الوهابية شرا فلماذا ترسل لها السعودية الودائع الدولارية للعمل في السودان؟ وربما كان معتمد الحصاحيصا في سنة 1989 طالبا في المدرسة الثانوية من عباءة أمه الي عباءة الترابي التي كانت معملا لغسيل العقول فشب وشاب بعقله الصبياني وعندما يتعرض عقل الانسان للغسيل يتوقف عن النمو ولا يستطيع العودة الي طبيعيته، وربما كان رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في سنة 1989 طالبا جامعيا تم تعيينه مساعدا لأسامة عبدالله فور تخرجه باسم الولاء قبل الكفاءة فشارك في ارتكاب أبشع جريمة من نوعها ضد الانسانية في التاريخ بتهجير ضحايا مشروع خزان الحامداب من وطنهم علي شاطيء النيل الي الصحراء فقد كانت ادارة السدود دولة داخل الدولة كحزب الله في لبنان، ولا يزال النوبة في جنوب مصر وبعد أربعين عاما من قيام السد العالي يطالبون باعادتهم من الصحراء الي وطنهم علي شاطيء النيل الذى احتله قوم آخرون ويتهمون الحكومة المصرية بالتمييز ضدهم، ولا يختلف ذلك في الحالتين عن طرد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم لصالح المستوطنين اليهود، وطرد الزغاوة والفور من جبل مرة بتعليمات صادرة من الترابي وتوطين العرب الرحل بجبل مرة، واستجلاب العرب من غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور، واستجلاب اليهود من أوربا وأميركا وتوطينهم في فلسطين، واستجلاب الفلاتة من غرب أفريقيا وتوطينهم في جبال النوبة، ونقل معتز من ادارة السدود وزيرا للكهرباء وشرد المئات من العاملين وصادر حقوقهم المكتسبة واستبدلهم بقوم آخرين علي أساس الولاء قبل الكفاءة ورفض تنفيذ الحكم الصادر لصالحهم من المحكمة العليا، ولا يعرف حتي الآن هل شركة الكهرباء قطاع عام أم قطاع مختلط ومن هم المساهمون، وكانت عباءة الترابي معملا للكراهية واستباحة الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، وتحول مشروع عبد الرحيم حمدى من الجهوية الي القبلية بيد أسامة عبدالله وصلاح قوش علي حساب المهجرين بسبب خزان الحامداب، ويعلم رئيس الوزراء ان الكارثة الاقتصادية التي يعاني السودانيون من تبعاتها سببها تضخم نفقات الدولة مئات المرات بسبب سياسات التمكين ولا يوجد حل غير عملية جراحية كبرى للتخلص من أورامها السرطانية لكنه يصر علي التداوى من الداء بالداء، وأعلنت الحكومة عن اتفاق مع الروس علي انشاء مفاعل ذرى لحل مشكلة الكهرباء، لكن ذلك يعني مزيدا من الديون واستيراد الخبراء والوقود المخصب ومشكلة التخلص من النفايات الذرية، والطاقة الشمسية كنزنا الذي لا يفني، وأفتي أهل العلم بأن استثمار مليار دولار في الطاقة الشمسية في صحراء الشمال يحقق عائدا قدره ألف ميجاواط، لكن حكومة القبائل المتحدة وشيلني وأشيلك وساندني وأساندك استجابت لضغوط قبلية واستدانت ثلاثة مليار دولار لانتاج 1250 ميجاواط تنخفض في فصل الصيف الي 500 ميجاواط، وكان الخزان كارثة حلت بالناس جنوب وشمل الخزان، ولو أن الحكومة استجابت لنصيحة العلماء لساعد ذلك في توطين صناعة الطاقة الشمسية في السودان، وقد يكون مشروع المفاعل الذرى أكذوبة اعلامية لصرف الأنظار عن الحاضر المؤلم والمستقبل المظلم، وعندما بدأ مد الشبكة القومية الي أثيوبيا ادعت أبواق النظام ان ذلك لبيع كهرباء الخزان لآثيوبيا ونحن نشترى الآن الكهرباء من أثيوبيا، وكان ثمن الكيلواط في أثيوبيا 4 سنتات وفي مصر 6 سنتات وفي السودان 12 سنتا ولا نعلم بكم تشترى شركة الكهربا لكن نعلم بكم تبيع لنا، وجاء في بعض المصار ان التكاليف الفعلية لخزان الحامداب تضاعفت بنسبة 192% وادارة السدود لا تخضع لقانون الاجراءات المالية وقانون المراجع لأنها دولة داخل الدولة، وجاء في الأخبار ان وزراء حكومة الوحدة الوطنية المزعومة سلموا اقرارات الذمة، واقرارات الذمة حبر علي ورق اذا لم تنشر وتكون خاضعة للطعن أمام المحاكم لمن شاء أن يطعن بتهمة الكذب في أوراق رسمية مع اصدار قانون لحماية الشهود.
شركة الرازى للمبيدات الحشرية:
في الأسبوع الماضي تعالت أصوات الطائرات تحلق فوق الأحياء السكنية وأصوات رشاشات المبيدات الأرضية واستبشر الناس خيرا وخابت آمالهم فقد كان ذلك اهدار للمال العام وفقاعة اعلامية وبالونة استعراضية جوفاء وقد تكون المبيدات فاسدة، وفي سنة 1988 عندما وقف المجتمع الدولي معنا في كارثة الأمطار والسيول وجاء النصارى المفترى عليهم بمبيداتهم الحشرية وفي رشة واحدة اختفت كل أنواع الحشرات بما في ذلك النمل في جحوره تحت الأرض، والنصارى كما جاء في القرآن يسارعون في الخيرات، وأصبح النوم ليلا ونهارا متاحا لكل الناس بعد أن كان ترفا لا يناله الا الذين يملكون المولدات الخاصة، وبدأت المحسوبية والافلات من العقاب في عهد الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة والجبهة الاسلامية عندما سحب النائب العام حسن عبدالله الترابي قضية شركة الرازى لمالكها علي الحاج من أمام المحكمة قبل النطق بالحكم، وكانت الشركة متهمة باستيراد مبيدات فاسدة، والسلطة الاستئثنائية في قانون النائب العام هدفها الصالح العام وليس من الصالح العام افلات شركة الرازى من العقاب، وقال عمر عبد العاطي النائب في حكومة الانتفاضة في حديث صحفي ان الترابي كان له يد في سحب الاتهام ضد صهره شريف التهامي ونميرى وبهاء الدين في قضية عمولات البترول وكان لاليت التاجر الهندى كبش فداء، وقال ان مساعديه كانوا يصلون خلفه ويأكلون علي موائد الكيزان، ولم يعترض الصادق المهدى رئيس الوزراء في حكومة ديموقراطية علي سحب قضية شركة الرازى، أوعلي القصر العشوائي الذى بناه لنفسه ايراهيم السنوسي حاكم كردفان في أكبرميادين الأبيض أو القصر العشوائي في الجريف لصاحبه علي الحاج، ولا تزال شركة الرازى تعمل في استيراد المبيدات الحشرية وجاء في الأخبار أنها متهمة في قضية أخرى، ولكم في القصاص حياة يا أولو الألباب، ولولا الافلات من العقاب لما كنا في هذا النفق المظلم والمصير المجهول نكون أو لا نكون.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
//////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.