(صمود) يرحّب بتصريحات ترامب بشأن اعتزامه تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية    دقلو يعلن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر بآلية مراقبة دولية    فيما نشكرُ بن سلمان وترامب: أمريكا، روسيا قد دنا عذابُها    المريخ يواجه كييفو سبورت في أولى مبارياته بالدوري الرواندي    "نفير الأغاني".. رهان على الفن من أجل السلام    الأخوان المسلمين: ليست فوبيا وانما مخطط.    بنك الخرطوم: استوفينا جميع المطلوبات لافتتاح فرع للبنك في مصر    التضخم ..."غول" يحد من قدرة السودانيين على الشراء    السودان.. قرار بحظر نشاط صيد الأسماك وإغلاق لبحيرتين    وصول معدات الموسم الرياضي لاندية كوستي    شاهد بالصورة.. القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تضع الفنانة هدى عربي مكان "البرهان" في قاعدة التمثال المثير وتقول: (الوحيدة اللي تستاهل وبعرف مليون واحد ممكن يجي يحج عديل أمام تمثالها)    شاهد بالصورة.. تمثال "حميدتي" بدارفور يتعرض لسخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان    شاهد بالفيديو.. البرهان: (كيف تبقى الإمارات وسيط بالرباعية وكل العالم يشهد على دعمها للمتمردين وأستغرب من شائعة سيطرة الأخوان المسلمين على الجيش والحكومة)    لأول مرة منذ 12 ألف عام.. بركان ثائر في إثيوبيا    لجنة عودة المواطنين للعاصمة تتفقد أعمال تأهيل محطات المياه والكهرباء بمحلية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. أقسم بالمصحف على صدق المعلومة.. الناشط عثمان ذو النون يفجر مفاجأة كبيرة ويشعل النيران وسط "الدعامة": كيكل اشترى كمية كبيرة من الأسلحة من القائد الميداني للدعم السريع "السافنا"    شاهد بالصور والفيديو.. "حنة" عريس سوداني تثير تفاعلاً واسعاً على السوشيال ميديا وشقيقة العريس تخطف الأضواء    لا يوجد خصم سهل... وسانت لوبوبو ليس نزهة**    المريخ يفتتح مشواره في الدوري الرواندي بمنازلة كييوفو سبورت    حاج ماجد سوار يكتب: خطة الدويلة المضادة    لماذا لا ينبغي التعويل على تصريحات ترامب    شاهد بالفيديو.. اللاعب بلة جابر: (هيثم مصطفى دخل في خلافات مع مدرب المنتخب الوطني بسبب "الثلج" وعندما عرف قيمته وأهميته بعد سنوات أصبح يشتريه من ماله الخاص)    شاهد بالفيديو.. الفنانة فهيمة عبد الله تمنع الرجال من الصعود للمسرح لمنحها "النقطة" وأحدهم يسقط على الأرض بعد محاولته الوصول إليها    شاهد بالصورة والفيديو.. أحدهم وقف أمامه وأنشد قصيدة.. "تمثال" قائد الجيش "البرهان" يثير جدلاً واسعاً وسط تعليقات متباينة ما بين مشيدة ورافضة (الكاهن يستحق أكثر من ذلك ورجعنا لعبادة الأصنام)    من عامل يومية بسيط إلى رجل أعمال بثروة تقدر ب 7 مليار دولار.. قصة بداية رجل الأعمال والبر والإحسان أزهري المبارك صاحب مخيمات اللاجئين بالولاية الشمالية تثير تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل    فينيسيوس يسير عكس ريال مدريد    شاهد بالصور.. المقرئ السوداني الشهير "شيخ الزين" يثير تفاعلاً إسفيرياً واسعاً بعد ظهوره بإطلالة شبابية ب"الجينز" والجمهور: (أنيق تبارك الله ما يسحروك وأعمل حسابك واتحصن من عين البنات)    أطباء ينصحون بتقوية المناعة قبل دخول الشتاء    لاعبو ليفربول "يفسدون" احتفال صلاح بليلته التاريخية    زراعة الخرطوم ومنظمة الفاو تنفذان حملة تطعيم الماشية بولاية الخرطوم    تحديث «إكس» يفضح مواقع إنشاء حسابات قادت حملات سلبية ضد السعودية    ادارة مكافحة المخدرات ولاية النيل الابيض تضع حدا لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في الإتجار وتهريب الحبوب المخدرة    أكبر هبوط شهري منذ انهيارات الكريبتو في 2022.. لماذا ينهار سوق العملات المشفرة الآن؟    إدارة مباحث كسلا تفكك شبكة إجرامية لتهريب البشر يتزعمها أحد أهم المطلوبين الهاربين من السجن    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    أمريكا تفتح بوابة الرقاقات المتقدّمة أمام G42    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    شاهد.. صور ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان مع علم السودان تتصدر "الترند" على مواقع التواصل والتعليقات تنفجر بالشكر والثناء مع هاشتاق (السودان بقلب بن سلمان)    تسيد السعودية للإقليم خلال العقد القادم    البحر يبتلع عشرات السودانيين الهاربين من جحيم بلادهم    الطيب صالح ناهض استعلاء السلطة عبر "الكتابة السوداء"    دونالد ترامب يفجّرها حول حرب السودان    السودان يعلن وصول شحنة من هولندا    فريق ميداني متخصص من إدارة مباحث ولاية كسلا يسدد بلاغ خاص بسرقة عربة بوكس    الذكاء الاصطناعى وإرضاء الزبون!    الطاهر ساتي يكتب: مناخ الجرائم ..!!    الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسل الكهربا جات أملو الباغات .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 08 - 12 - 2018

أجيال تعاقبت لا تعرف الكثير عن تاريخ السودان الحديث، وقد اهتم النظام المايوى في عصره الذهبي بصناعة الغزل والنسيج والصناعات الكيمائية وأهمل صناعة الطاقة والطوب والأسمنت وحديد التسليح، والطاقة عصب التنمية والمصانع لا تدور بالهواء والطرق لا تبني بلا جسور، وجاء الكيزان ودمروا صناعة الطوب باسم درء المفاسد الدينية لوجود صناعة الخمور بمناطق صناعة الطوب وأصبح الأسمنت وعاءا ضريبيا كالسكر والشاى والغالبية العظمي من السودانيين يعيشون في منازل غير صحية، ولم يكن طريق الخرطوم بور سودان من الأولويات الملحة مع وجود السكة حديد، ونصح الروس نميرى بتدعيم السكة حديد بخط مزدوج، وكان السودانيون يضربون الأمثال بمواعيد وسرعة قطارات السكة حديد، ومن أغانينا القطار الشالك انت يتكسر حتة حتة وقطار الشوق، ومن رباعيات الدوبيت في عصر الهمباتة بابور الترك كل يوم أشوف دخانا تهرس في القضيب لامن يطقطق زانا، والزول البقوم من أبحمد مدين سايم روحو في وقت الحديث مطيّن، وناس قدر الله في الحلة مكبرين عمامون اندرج الصناديد والضرير قدامون نووا العودة لي المسكن عداد أيامون ، ونزور سلمانة يا عمر الظنون ان صحن، ود ضحوية شاعر الهمباتة، ومن أغاني المناصير في ذلك الزمن المفقود، من الكاب ركبنا العجلو رنّا، يا ناس نحنا فارقنا البنات وفارقنا أهلنا، كحيلا محيسا يا دوب اسهلنا، مارين وفي أبحمد شايع خبرنا، من أبحمد زودلو الفحم قام، بين دقش وابديس ينبض سلكو نضام، انصلب فوق الشريط ناظر الشريق حام، العبيدية ما بيقيف ياخد خبارا، طب بربر في ايدى ما كملت سجارة، من الداخلة قبل وشاقق الريح، الدجاية والحديقة مع التراويح، الخبر في اقرين يفكيلو المفاتيح، والا فرقنا الزمان يا المربي في السيح، وكان قطار يغادر الخرطوم في الخامسة مساء كل يوم الي الأبيض وقطار يغادر الأبيض الي الخرطوم كل يوم في نفس التوقيت، وثلاثة قطارات في الأسبوع عن طريق الخرطوم مدني سنار السوكي القضارف كسلا هيا بورسودان، وقطار الي بورسودان عن طريق عطبرة هيا، وقطار من الخرطوم الي حلفا عن طري أبو حمد عبر الصحراء، وقطار الي كريمة وقطار الي نيالا واوعن طريق الرهد، أما قطارات البضائع فتسير في كل الاتجاهات طوال ساعات الليل والنهار، وكانت سنار سنارين سنار التقاطع وسنار المدينة، وكانت محطة السكة حديد بالخرطوم لا تنام وبها مواقف لعربات التاكسي التي تستقبل قطارات الركاب ومنادون كما في مواقف البصات بميدان الأمم المتحدة وكافتريات ومتاجر تعمل 24 ساعة، وكذلك المحطات الرئيسية في سنار التقاطع وعطبرة وبورسودان، وفي قطارات الركاب كافتريات تقدم الوجبات والساخن والبارد والشرى والبيرة، ومن أغاني سائقي اللوارى السفرية يارب يا ساتر من الدعاتر شاحنين كتكومس ماشين الفاشر، فقد كان السفر متعة وسياحة بيئية واجتماعية ، وكان من أغانينا الوطنية في بربر السلوى وفي الدامر الخلوة في مروى طمبارا وفي شندى نقارة من حلفا لي بارا والخريف مطير والخير كثر والرزق وفير والجنيه يساوى ثلاثة دولارات ونصف الدولار، والاسلام هو الحل لأن الحرية هي الحل، وكان ولا يزال النقل بالسكة حديد أرخص وسائل النقل، وخطوط السكة حديد في السودان من أقدم الخطوط الحديدية في أفريقيا بعد مصر وجنوب أفريقيا،
وباع نميرى قطارات البخار لزامبيا واستبدلها بقطارات الديزل، واستعانت زامبيا بالخبرة السودانية في صيانة قطارات البخار ومد وادارة وصيانة خطوط السكة حديد، وكان ذلك من حماقات النظام المايوى فلا يوجد مايمنع عمل القطارين معا، وزامبيا الآن في عصر القطار الكهربائي كما في أوربا، والقطار الكهربائي يقطع المسافة بين عطبرة وهي 350 كيلو في أقل من ساعة وتقطعها قطارات الكيزان في
ثمانية ساعات، وقد لانحس بانهيار السكة حديد لوجود ما يكفي من البدائل، ولا نحس بانهيار سودانير والخطوط البحرية لوجود البدائل الأجنبية، وكان من حماقات مايو توطين الصناعات التحويلية كتوطين مصنع النسيج في قدو، ورفع الكيزان شعار نلبس مما نصنع لكنة أهملوا صناعة الغزل والنسيج وباعو مصانعها خردة وحيشان وجملونات.
الذباب والبعوض:
أصبحت الكهرباء من الضروريات وقد اتسعت دايرة الضوريات في عصرنا هذا، ولا أظن الذين في العقد الثامن أمثالي سيأتي صيامهم شتاءا فقد لا يكفي ما تبقي من العمر، وبعد ثلاثين عاما من الاسلام هو الحل لرفع البلوات وتنزيل البركات لايزال مسلسل الكهربا جات أملو الباغات هسع تقطع تتواصل حلقاته، لكن الكهرباء في مايو لم تكن تقطع في الشتاء لانخفاض الاستهلاك مع انخفاض درجة الحرارة وكذلك الماء، ويوصف الطقس في الصحراء بأنه حار نهارا بارد ليلا ومن بلواتنا تداخل الفصول وتساوى الليل والنهار في الحرارة، وأصبح الهواء لحظات عابرة تعقبها كتمة وكأننا علي سطح القمر، وكانت حياتنا في مايو يوما سموما ويوما غمام فأصبحنا نأكل التابة وعليها نبيت، وأصبح خريفنا مطرات لا تأتي الا ليلا تغسل بيوت الأغنياء وتموص بيوتالفقراء،
وقد اتسعت دائرة الفقر في عصر الكيزان وقال كهنتهم ان مكافحة الفقر حرام لأن الله هو الرزاق بمعني ان العدالة الاجتماعية صدقة يتفضل بها الأغنياء علي الفقراء، وأصبح الغمام في خريفنا كمعشوقة كثير عزة وصالها كظل الغمامة كلما تبوأ فيها للمقيل اضمحلت، ومع انقطاع الكهرباء نهرع الي الشارع للنوم والمقيل تحت ظلال الأشجار، لكن ظلالها تتحرك مع الشمس شرقا وغربا وهي كما قال أبو الطيب دنانير تفر من البنان، وتحرص الأمهات علي اطعام أطفالهن تحت المروحة لحمايتهم من الذباب الذى يشاركهم في طعامهم ويهاجم عيونهم وأنوفهم وأفواههم لامتصاص السوائل وينقل اليهم أمراض العيون، مع الحرص علي نوم الأطفال تحت المروحة لحمايتهم من البعوض الذى يطن فوق رؤسهم كمروحيات الأباتشي في فلسطين، لكن اناث البعوض المسئولة عن نقل فيروس الملاريا لا تطن وتهاجم بلا انذار، ويلجأ الذباب والبعوض الي الطيران المنخفض لتفادى التيارات الهوائية التي تحركها المروحة، وللبعوض والذباب قرون استشعارية للانذار المبكر، ويفرز البعوض مادة مخدرة لكي لا نحس بالألم بما يكفي من الوقت للزوغان فتصطادنا ولا نستطيع اصطيادها مثلما يصطادها الضب عند فانوس الكهرباء، وفي غرب أفريقيا تحول البعوض الي حشرة نهارية تنام ليلا وتسعي في طلب الرزق نهارا تكيفا مع الناموسيات المشبعة التي توزعها منظمة الصحة الدولية علي الأهالي مجانا، وترسل الناموسيات المشبعة الي السودان مجانا ويأكلها النمل الذى أكل سكر الندر وتباع في السوق السوداء، وتعلم البعوض من التجربة أين توجد الشرايين الدموية الأقرب الي سطح الجلد لكن الكيزان لم يتعلموا شيئا من تجربتهم ثلاثين عاما مما أوقعهم في شر أعملهم، والطلاب في المدارس والجامعات والمبتلون بداء القراءة والكتابة أمثالي يحتاجون للمروحة لحمايتهم من الذباب نهارا والحشرات الطائرة ليلا وهي أمم وشعوب وأشكال وأحجام تتسلل تحت شعر الراس وتحت الملابس وتصيبهم بالكاروشة، فقد هنا علي البعوض والذباب ومن يهن يسهل الهوان عليه، وليس هذه الحشرات كالطيور الرمامة التي تحلق فوق حيوان في حالة احتضار وتنتظره حتي يموت بسلام فهي تريدنا أحياء، وكذلك الكيزان السودانيون بقرتهم الحلوب لا يريدونها ضعفة فيموت ولا قوية فتتمرد، لكن البقرة تحول البسرسيم الي لبن ولا لبن بغير البرسيم، والدجاجة التي تبيض ذهبا تحول العلف الي بيض ولا بيض بدون العلف.
رئيس الوزراء ومعتمده في الحصاحيصا:
معتمد الحصاحيصا كال الشتائم للأطباء المضربين واتهم الطبيبات في شرفهن فما هي العلاقة بين الاضراب والزنا لولا الجهل والطيش والرعونة الصبيانية؟ ويذكرني ذلك بصبية الكيزان الذين تجمهروا أمام محكمة لبني أحمد حسين وكانوا يرمون المحصنات من القيادات النسوية بالافك والألفاظ النابية ومنهن الطبيبات والمحاميات والصحفيات والمهندسات، وكان ذلك حكم عام في الحالتين، وتهمة الطبيبات في الحصاحيصا الاضراب وهو حق طبيعي ولم يكن الاضراب موضوعه زيادة المرتبات وانما كان موضوعه توفير الامكانيات الضرورية والبيئة الصحية اللازمة لعلاج المرضي الذين يدعي المعتمد الغيرة عليهم، لكن قانون النظام العام يبيح التشهير بالنساء في اقسام الشرطة وقاعات المحاكم ويأخذهن بالشبهات وكل النساء في منظورالجماعات السلفية التي أصبحت فيلا والنظام ظله متهمات بالزنا الي أن يثبت العكس، وتحرم قوانين الكيزان التشهير بلصوص المال العام، وكان ذلك موضوع القيادات النسائية أمام محمكة لبني أحمدم حسين، ولا تستطيع حكومة رئيس الوزراء الغاء قانون النظام العام، ونفت السعودية رموز الوهابية الي مستعمرة عبيدها في السودان فأصبح الشر شرين والسودان مقر الوهابية والخرطوم عاصمتها، واذا كانت الوهابية شرا فلماذا ترسل لها السعودية الودائع الدولارية للعمل في السودان؟ وربما كان معتمد الحصاحيصا في سنة 1989 طالبا في المدرسة الثانوية من عباءة أمه الي عباءة الترابي التي كانت معملا لغسيل العقول فشب وشاب بعقله الصبياني وعندما يتعرض عقل الانسان للغسيل يتوقف عن النمو ولا يستطيع العودة الي طبيعيته، وربما كان رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في سنة 1989 طالبا جامعيا تم تعيينه مساعدا لأسامة عبدالله فور تخرجه باسم الولاء قبل الكفاءة فشارك في ارتكاب أبشع جريمة من نوعها ضد الانسانية في التاريخ بتهجير ضحايا مشروع خزان الحامداب من وطنهم علي شاطيء النيل الي الصحراء فقد كانت ادارة السدود دولة داخل الدولة كحزب الله في لبنان، ولا يزال النوبة في جنوب مصر وبعد أربعين عاما من قيام السد العالي يطالبون باعادتهم من الصحراء الي وطنهم علي شاطيء النيل الذى احتله قوم آخرون ويتهمون الحكومة المصرية بالتمييز ضدهم، ولا يختلف ذلك في الحالتين عن طرد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم لصالح المستوطنين اليهود، وطرد الزغاوة والفور من جبل مرة بتعليمات صادرة من الترابي وتوطين العرب الرحل بجبل مرة، واستجلاب العرب من غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور، واستجلاب اليهود من أوربا وأميركا وتوطينهم في فلسطين، واستجلاب الفلاتة من غرب أفريقيا وتوطينهم في جبال النوبة، ونقل معتز من ادارة السدود وزيرا للكهرباء وشرد المئات من العاملين وصادر حقوقهم المكتسبة واستبدلهم بقوم آخرين علي أساس الولاء قبل الكفاءة ورفض تنفيذ الحكم الصادر لصالحهم من المحكمة العليا، ولا يعرف حتي الآن هل شركة الكهرباء قطاع عام أم قطاع مختلط ومن هم المساهمون، وكانت عباءة الترابي معملا للكراهية واستباحة الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، وتحول مشروع عبد الرحيم حمدى من الجهوية الي القبلية بيد أسامة عبدالله وصلاح قوش علي حساب المهجرين بسبب خزان الحامداب، ويعلم رئيس الوزراء ان الكارثة الاقتصادية التي يعاني السودانيون من تبعاتها سببها تضخم نفقات الدولة مئات المرات بسبب سياسات التمكين ولا يوجد حل غير عملية جراحية كبرى للتخلص من أورامها السرطانية لكنه يصر علي التداوى من الداء بالداء، وأعلنت الحكومة عن اتفاق مع الروس علي انشاء مفاعل ذرى لحل مشكلة الكهرباء، لكن ذلك يعني مزيدا من الديون واستيراد الخبراء والوقود المخصب ومشكلة التخلص من النفايات الذرية، والطاقة الشمسية كنزنا الذي لا يفني، وأفتي أهل العلم بأن استثمار مليار دولار في الطاقة الشمسية في صحراء الشمال يحقق عائدا قدره ألف ميجاواط، لكن حكومة القبائل المتحدة وشيلني وأشيلك وساندني وأساندك استجابت لضغوط قبلية واستدانت ثلاثة مليار دولار لانتاج 1250 ميجاواط تنخفض في فصل الصيف الي 500 ميجاواط، وكان الخزان كارثة حلت بالناس جنوب وشمل الخزان، ولو أن الحكومة استجابت لنصيحة العلماء لساعد ذلك في توطين صناعة الطاقة الشمسية في السودان، وقد يكون مشروع المفاعل الذرى أكذوبة اعلامية لصرف الأنظار عن الحاضر المؤلم والمستقبل المظلم، وعندما بدأ مد الشبكة القومية الي أثيوبيا ادعت أبواق النظام ان ذلك لبيع كهرباء الخزان لآثيوبيا ونحن نشترى الآن الكهرباء من أثيوبيا، وكان ثمن الكيلواط في أثيوبيا 4 سنتات وفي مصر 6 سنتات وفي السودان 12 سنتا ولا نعلم بكم تشترى شركة الكهربا لكن نعلم بكم تبيع لنا، وجاء في بعض المصار ان التكاليف الفعلية لخزان الحامداب تضاعفت بنسبة 192% وادارة السدود لا تخضع لقانون الاجراءات المالية وقانون المراجع لأنها دولة داخل الدولة، وجاء في الأخبار ان وزراء حكومة الوحدة الوطنية المزعومة سلموا اقرارات الذمة، واقرارات الذمة حبر علي ورق اذا لم تنشر وتكون خاضعة للطعن أمام المحاكم لمن شاء أن يطعن بتهمة الكذب في أوراق رسمية مع اصدار قانون لحماية الشهود.
شركة الرازى للمبيدات الحشرية:
في الأسبوع الماضي تعالت أصوات الطائرات تحلق فوق الأحياء السكنية وأصوات رشاشات المبيدات الأرضية واستبشر الناس خيرا وخابت آمالهم فقد كان ذلك اهدار للمال العام وفقاعة اعلامية وبالونة استعراضية جوفاء وقد تكون المبيدات فاسدة، وفي سنة 1988 عندما وقف المجتمع الدولي معنا في كارثة الأمطار والسيول وجاء النصارى المفترى عليهم بمبيداتهم الحشرية وفي رشة واحدة اختفت كل أنواع الحشرات بما في ذلك النمل في جحوره تحت الأرض، والنصارى كما جاء في القرآن يسارعون في الخيرات، وأصبح النوم ليلا ونهارا متاحا لكل الناس بعد أن كان ترفا لا يناله الا الذين يملكون المولدات الخاصة، وبدأت المحسوبية والافلات من العقاب في عهد الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة والجبهة الاسلامية عندما سحب النائب العام حسن عبدالله الترابي قضية شركة الرازى لمالكها علي الحاج من أمام المحكمة قبل النطق بالحكم، وكانت الشركة متهمة باستيراد مبيدات فاسدة، والسلطة الاستئثنائية في قانون النائب العام هدفها الصالح العام وليس من الصالح العام افلات شركة الرازى من العقاب، وقال عمر عبد العاطي النائب في حكومة الانتفاضة في حديث صحفي ان الترابي كان له يد في سحب الاتهام ضد صهره شريف التهامي ونميرى وبهاء الدين في قضية عمولات البترول وكان لاليت التاجر الهندى كبش فداء، وقال ان مساعديه كانوا يصلون خلفه ويأكلون علي موائد الكيزان، ولم يعترض الصادق المهدى رئيس الوزراء في حكومة ديموقراطية علي سحب قضية شركة الرازى، أوعلي القصر العشوائي الذى بناه لنفسه ايراهيم السنوسي حاكم كردفان في أكبرميادين الأبيض أو القصر العشوائي في الجريف لصاحبه علي الحاج، ولا تزال شركة الرازى تعمل في استيراد المبيدات الحشرية وجاء في الأخبار أنها متهمة في قضية أخرى، ولكم في القصاص حياة يا أولو الألباب، ولولا الافلات من العقاب لما كنا في هذا النفق المظلم والمصير المجهول نكون أو لا نكون.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
//////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.