تعحبت سيدي الرئيس أيما عجب وانا أقرأ لكم تصريحاً في الصحف تقول فيه : أن الإنقاذ حققت أحلام الشعب فيا سبحان الله !!! الشعب الذي يعاني في كل شيء ومن كل شيء بصورة أصبحت لا تطاق يقول سيادتكم أن آماله قد تحققت ! معقول يا سعادتك والله إني لا أصدق ما قرأت ؟ وهل أنت تقصد ما تقوله حقاً ؟ هل كانت آمال الشعب صفوف الرغيف والوقود والغاز وشح السيولة وارتفاع سعر الدولار بهذه الصورة التي أرهقت المواطن ؟ أم كانت آماله تدني الخدمات في الصحة والتعليم والأمن ؟ يبدو أنك لا تري ما وصل اليه الحال في الخرطوم عاصمة السودان وقد أزكمت رائحة نفاياتها الأنوف 0 جاءتنا إبنتي الطالبة بجامعة الأحفاد يوم الأمس عند الثامنة مساءً مشياً علي الأقدام من جامعة الأحفاد بوسط أمدرمان لعدم وجود مواصلات تحملها لمدينة الثورة الحارة ( 20 ) وصلت إبنتي المنزل وهي تغالب مسغبة الجوع والخوف ، وربما تكون قد تناولت طيلة يومها هذا ساندوتش من الفول أو الطعمية وهنالك سيدي الرييس من زميلاتها من لم تتناول شيئاً بعد أن تجاوز الساندوتش الأربعين جنيهاً !! هل نما الي علمكم سيدي الرييس أن ساندوتش الفول قد بلغ هذا المبلغ من المال ولا زال مرتب المعلم بين الألف والألف وخمسمائة جنية !! وفي بعض المحليات لم يصرف لهم لشهورٍ خلت يعني الذي حققناه أن مرتب المعلم أصبح يساوي ثمن خمسة كيلو لحمة وللمقارنة بالماضي وعندما عُيّنت معلماً في العام 1970 كان مرتبي ثمناً لثلاثمائة وخمسين كيلو لحمة من الضأن ، ولذلك علينا إذاً أخي الرييس مواجهة الحقيقة بشجاعة إن أردنا إصلاحاً 0 بعد أن وصلتنا إبنتي ليلة الأمس بالكيفية التي أوضحتها قد فكرت جاداً وحفظاً علي حياتها أن أُجمد لها عامها الدراسي متخذاً من منهج الشيخ فرح ود تكتوك منهجاً لي عندما قَبِلَ أن يُعَلّم جمل السلطان القراءة والكتابة في مده أقصاها أربعة أعوام وقد قبل الشيخ فرح هذا الطلب خوفاً من بطش السلطان وعندما سأله مريدوه عن سبب قبوله لهذا التكليف الذي لا يمكن تحققه ولماذا يضع نفسه في مأزقٍ كهذا قال لهم : ستمضي الأعوام ولابد من أن ينفذ القدر في الأمير ، أو في الفقير ، أو في البعير !! وبهذه المعادلة الحتمية والتي تعتمد علي القدر المحض ستختل شروط الاتفاق ويصبح الشيخ فرح في حلٍ مما التزم به 0 ويبدو أننا قد وصلنا الي ما وصل إليه الشيخ فرح ودتكتوك ولذلك فكرت في أن أطرح علي أبنتي فكرة تجميد هذا العام عسي ولعل أن يلعب القدر دوره وتستقيم الأمور بلا حول منا ولا قوة ، وما ربك بغافلٍ عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار 0 وليعلم السيد الرييس أنّ أي خيار يمكن أن يكون بديلاً لهذا الوضع فهو بلا شك أفضل مما نحن فيه ، فالناس تعيش الآن حالة من الترقب والخوف يجعلها تستشهد بالمثل القديم ( كتلوكم ولا جوكم ) فحالة الموت كما يقول المثل أفضل من حالة ترقب الموت 0 لستُ متشائماً سيدي الرييس ولكن الواقع يقول أن الذي تحقق للشعب السوداني دون أدني شك وللأسف الشديد أنه قد راح شمار في مرقة كما يقولون ، ولولا أني ساهمت في هذا الضياع لهاجرت في أرض الله الواسعة فقد تهيأت لي من الفرص المريحة في دول العالم الأول ماهو كثير ومريح ولكني لن أخرج من هذا الوطن فهو المركب التي ينبغي الا نقفز منها مهما حدث ، واسأله سبحانه وتعالي ان يغفر لنا خطايانا انه غفور رحيم 0 مبارك الكوده 9 / ديسمبر / 2018