تود الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال بالمملكة المتحدة وجمهوريَّة أيرلندا أن تحي الجماهير السُّودانيَّة في انتفاضتها التي انطلقت من عطبرة في الأسبوع الماضي وامتدَّت لتشمل مدن دنقلا وبربر والقضارف ومدني والخرطوم وربك، علاوة على المدن السُّودانيَّة الأخري. كذلك تود الحركة أن تحي أرواح الشهداء الذين سقطوا في هذه الانتفاضة السلميَّة لشعب يرغب أن يتحرَّر من ظلم النِّظام الإسلاموي الذي جثم على صدره طيلة الثلاثة حقب، يمنعه من ممارسة حقوقه الأساسيَّة في التعبير السلمي عن آرائه، ويحرمه من العلاج والتعليم المجاني، ويستهدفه في معيشته، ويشعل الحروب الأهليَّة ويتزيَّد فيها، ويستكثر من الفتن القبليَّة، ويدمن التدخل السافر في شؤون الجيران الداخليَّة، ويقوم بتجنيس الأجانب، ويبيع الأراضي السُّودانيَّة للشركات الأحنبيَّة، وينتزع أراضي المواطنين الأصلاء أصحاب الأرض التاريخيين، وغيرها من ضروب الظلم، التي أمسى يمارسها النِّظام ضد المواطنين السُّودانين الشرفاء، حتى حرمهم من العيش الكريم في وطنهم. وستظل أرواح هؤلاء الشهداء محفورة في ذاكرة الوعي الجمعي السُّوداني مع الخالدين من أبناء هذا الوطن. كما تود الحركة أن توجه بالنِّداء إلى كل النشطاء بتسجيل وتصوير وتوثيق أسماء الشهداء والجرحى وكل أسماء أعضاء الأجهزة الأمنيَّة الذين يغتالون المواطنين المنتفضين بدم بارد، وذلك للقصاص عنهم حين تأتي دولة القانون والعدالة والمساواة. وتأتي هذه الانتفاضة الجديدة في السُّودان كامتداد لسلسلة من الانتفاضات السابقة التي سبقتها – ومنها على سبيل المثال لا الحصر – انتفاضة أهالي البجة في بورتسودان والمذبحة التي اقترفها النِّظام تجاه هؤلاء المنتفضين في المدينة في كانون الثاني (يناير) 2005م، وانتفاضة سكان الخرطوم في أيلول (سبتمبر) 2013م، وأهالي الشمالية ضد العسف الذي صاحب إنشاء السدود على نهر النيل، وانتفاضة سكان لقاوة في كانون الأول (ديسمبر) 2014م، والمنتفضون ضد الآثار الصحيَّة والبيئيَّة الضارَّة من جرَّاء التعدين الأجنبي في الشمالية وفي تلودي بجبال النوبة العام 2018م، واستعداء النِّظام لطلاب دارفور في الجامعات والمعاهد العليا، حيث كان آخرها طردهم من جامعة بخت الرضا. ففي هذه الأثناء تود الحركة أن تذكِّر الشعب السُّوداني بأنَّ نضالهم السلمي الجاري اليوم هو امتداد للنِّضال الذي ابتدره إخوانهم في مناطق السُّودان االمهمَّشة منذ العام 1983م ضد الأنظمة التسلطيَّة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم، وما يزالوا يقاومون هذا النِّظام السائد اليوم في سياساتها القهريَّة، حتى سقط منهم الآلاف من الشهداء في قراهم ومزارعهم ومدارسهم وأماكن تعبدهم، ولعلكم شاهدتم صور أشلاء الأطفال المتناثرة الذين مزَّقتهم قنابل طيران الحكومة وهم لا يحملون شيئاً غير الكتاب المدرسي، والنساء اللائي سقطن موتى ولم يكملن بذر البذور في المزارع في جبال النُّوبة، وهياكل القرويين الذين لقوا حتفهم في الغابة من الجوع في النيل الأزرق هرباً من قصف الطيران الحكومي لقراهم، والنازحين المضرجين بالدِّماء في مسكرات النازحين في دارفور. لقد تورَّط نظام حكم البشير في الخرطوم في جرائم حرب والجرائم ضد الإنسانيَّة والإبادة الجماعيَّة في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور، حتى بات رأس النِّظام وآخرون في الحكم مطالبين دولياً لمواجهة العدالة في محكمة الجزاء الدوليَّة في لاهاي. إذ تقف الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال معكم في خندق واحد، وكل منا يبذل ما لديه وما استطاع إليه سبيلاً من أجل تحرير السُّودان من هؤلاء الظلمة الجالسين على السلطة في الخرطوم، حتى يتم اقتلاعهم من جذورهم، وتجفيف منابعهم لكي ينعم الشعب السُّوداني بالسَّلام والحريَّة والعدالة والمساواة. ودمتم ذخراً للسُّودان الجديد والنَّصر أكيد،،، الدكتور عمر مصطفى شركيان ممثل الحركة الشعبيَّة لتحرير السُّودان-شمال في المملكة المتَّحدة وجمهوريَّة أيرلندا والنَّاطق الرَّسمي باسم الحركة في المملكة المتَّحدة لندن السبت، 21/12/2018م
