وددت في قيامنا الراهن بشغل الوطن لفت لنظر إلى ما يجري من حولنا في العالم العربي والأفريقي مما اتصل بالشاغل. ففي كل من مصر والكنغو تجري أحداث ذات صلة بمشروعنا لتغيير النظام عندنا لديمقراطية مستدامة. ابدأ بمصر: تواجه في يوم 26 ديسمبر الجاري رئيسان لمصر في محكمة. وكان لقاؤهما في المحكمة التي انعقدت لمحاكمة رئيس مصر الشرعي الدكتور محمد مرسي. وكان الرئيس السابق لمصر حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة يناير 2011 وجاءت بمرسي، هو الشاهد عليه. جاء مبارك يرتدي بدلة سوداء بينما جرجروا مرسي للمحكمة بسترة السجن. والمحكمة تابعت محاكم سبقتها نظرت في تهم بحق مرسي هي تورطه في كسر سجون مصر خلال الثورة لإطلاق سراح الإخوان لمسلمين مما ترتب عليه خروج عتاة المجرمين. والتهمة الأخرى هي خرق إسلاميون فلسطينيون الحدود مع قطاع غزة خلال ثورة يناير لدعم الإخوان المسلمين. سئل مبارك، الذي قضى 6 سنوات في السجن حتى سقط عنه الحكم في مارس 2017، في المحكمة إن كان على علم بتسلل مسلحين أجانب خلال الثورة. فقال إن المخابرات حدثته بتاريخ 29 يناير 2011 بأن عشرات الأشخاص عبروا حدود مصر من غزة لعون الإخوان المسلمين. ورفض مبارك الإجابة عن دور تلك الجماعات المسلحة حتى لا يكشف أسرار الدولة بغير إذن منها. وكان مرسي قد حكم عليه بالسجن 45 عاماً بتهمة التجسس لصالح قطر، وبالإعدام بتهم كسر السجن، وحكم عليه بالمؤبد للتجسس لصالح حركة حماس. ونقضوا حكم الإعدام. أما عن جمهورية الكنغو فنشرت الواشنطون بوست مقال رأي بقلم توم بيريللو الدبلوماسي ومدير برامج مؤسسة المجتمع المفتوح بالاشتراك مع سدني ماكين ابنة جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الذي رحل عن دنيانا في هذا العام. وابنته سدني هي رئيسة مجلس إدارة لمعهد جون ماكين للقيادة العالمية. أرادت المقالة تنبيه أمريكا لما يقوم به جوزيف كابيلا، رئيس جمهورية الكونغو، للفوز زوراً بالرئاسة في الانتخابات الحالية. فعطلت لجنة الانتخاب التصويت لأسبوع بذريعة أن حريقاً التهم 80 في المائة من آليات التصويت في العاصمة كنشاسا. وقررت اللجنة كذلك حرمان مدن كثيرة من التصويت بحجة انتشار الأوبئة وتوتر الحالة الأمنية. كما أنها ستعلن النتيجة بمن حضر لا تنتظر التصويت في مراكز ثقل المعارضة. كما منعت الحكومة زعيم المعارضة من الاجتماع بأنصاره. وأنزل كابيلا قواته العسكرية للإرهاب. ومعلوم أن كابيلا قتل 300 شهيداً في احتجاجات على تجديده المدد لنفسه في الحكم في عام 2015. وقتل إلى يومنا 7 شهداء من المحتجين على تزوير الانتخابات الحالية. ونقل الكاتبان عن الطبيب الجراح الكونغولي دينس مكويقي لدى تسلمه جائزة نوبل قوله: "إن بلادي تخضع لنهب ممنهج تحت سمع وبصر من زعموا أنهم قادتنا. نهبوها لأجل شوكتهم، وتنامي ثروتهم، ولمجدهم". عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.