مدخل (The House has spoken and the Government will Listen) "لقد تحّدث مجلس العموم وستستمع الحكومة" تريزا ميي (Theresa May) – رئيسة وزراء بريطانيا (بعد هزيمة خطتها في البرلمان، في مجلس العموم البريطاني في 15 يناير 2019م، لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي (Brexit)) البرلمان السوداني البرلمان الحالي (المجلس الوطني) بأحزابه المتعددة كان يفترض فيه (بعد الحوار الوطني ودخول عشرات الأحزاب فيه) أن يتغير تغيّرا جذريا ليصبح صوتا فاعلا للشعب السوداني ورقيبا عتيدا على (الجهاز التنفيذي) الذي نخره الفساد. لكنه لم يفعل شيئا من هذا. استمرت مسرحيات (التجنيب) و(التحلل) كما كانت عليه في السابق؛ مفرداتٌ غريبة أدخلوها في القاموس الإداري تقنينا للفساد وتبريرا فطيرا له. بل تمنّع عليهم (المندسون الكبار) ورفضوا الخضوع للإجراءات المحاسبية المعروفة فاستمر البرلمانيون في عملهم وكأن شيئا لم يكن. سكتوا على كَمٍّ مهول من القوانين المقيِّدة للحريات والتي لا سند لها في الدستور السوداني؛ بل هي باطلة تماما من وجهة نظر قانونية بحتة (Null & Void) في غياب هذا السند؛ لأنّ الدستور هو (القانون الأساسي) والأصل لكل تشريع فرعي ولا يصح لفرعٍ أن ينبت دون أصل (وهذه بداهة). لقد ضرب البرلمانيون مثالا حيّا على اللامبالاة بقضايا الشعب الحية وكأن من حصلوا على وظائفهم البرلمانية فيه كانت لهم ولأحزابهم مآرب أخرى لا علاقة لها بالشعب وهمومه. العلاقة بين الحكومة والشعب قلنا في بداية هذه الثورة، في منتصف ديسمبر الماضي، في مقال نشر على هذه الصفحة بعنوان "----- كلام قُصار قُصار من أجل الوطن" ما يلي: ((لم يكن هذا اليوم مستبعدا أبداً في أن يخرج الشعب السوداني في مدن السودان المختلفة للشوارع محتجين، بهذه القوة والعزيمة، على سوء إدارة الدولة للشأن العام. بل وفساد حكامها الذين أفقروا الناس حتى أضحوا يقضون نهارهم بحثا عن رغيف الخبز وأبسط متطلبات الحياة من وقود و دواء وخلافه. بل وصل الفساد وسوء الإدارة الى اعتداء الحكومة على البنك المركزي والعملة المحلية التي استسهلوا طباعتها لتغطية عجزهم حتى بقيت تفقد قيمتها يوميا أمام الدولار بمتوالية هندسية. بل حجزوا أموال الناس في خزائن البنوك الخاوية بدعوى انعدام السيولة! وفوق هذا اكتنزوا هم الأموال وهربوها بالعملة الصعبة لبنوك العالم لتجني لهم ارباحا مضمونة. العلاقة بين الحكومة والمحكومين، في صحيحها، هي علاقة تعاقدية بين مُخدِّم (الشعب) وخادم (الحكومة). يتم فيها اختيار الخادم طوعاً بعقد يتقاضى بموجبه أجرا معلوما مقابل عمل ينجزه. وها قد تحول الخادم الذي فرض نفسه وحزبه فرضا بالقوة الى لص يعتدي على أموال الناس ويخرب اقتصاد بلدهم نهارا جهارا بل ويسترخص عرضهم وأرواحهم اذا عنّ لهم سؤاله عن سوء أفعاله. فأي خادم يجرؤ على فعل هذا إن لم يكن مستهينا بسيده (تقرأ الشعب) مستخفاً به. وهذا لا يحتاج الى دليل فما يجري في الشارع الآن من قتل وترويع يتحدث عن نفسه.)) انتهى كلمة الشعب لقد قال الشعب كلمته الآن داوية في كل أرجاء البلاد وأسمع العالم أجمع. فأوقفوا هذا الهدر لأرواح شبابنا الآن. أوقفوا المذلّة والمهانة التي تتعرض لها النساء في أحيائنا فهن أمهاتكم وبناتكم. أوقفوا ما يتعرض له الأطفال في الأحياء والبيوت الآن من رعب سيسمم ذاكرتهم اليافعة للأبد. أوقفوا السيارات المجنزرة التي تجوب الشوارع كل يوم بحثا عن "خونة ومارقين" لا وجود لهم بين أفراد الشعب. أوقفوا أصوات الملتوف والبمبان والذخيرة الحيّة. فلم يعد لسلطتكم وجود. فهذا شعب لا يخيفه التهديد والوعيد كما خبرتم. المسئولية (التاريخية) تحتم على (الحكومة) الآن تسليم الراية للشعب فورا ممثلا في قواه السياسية الحيّة بقيادة النداء الثوري الماثل أمامنا. وعلى القوات النظامية أن تعرف مكانها الصحبح في (الدستور) فهو الحامي للجميع ولا حامي سواه. فقد تحوّل الشارع كله الى "مؤتمر سوداني" توحدت كلمته في مطلب واحد من كلمتين دخلتا التاريخ السياسي السوداني من أوسع ابوابه: #تسقط_بس!! // عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.